الطموح اليمني 1-2
مرتضى الجرموزي
وفي ظلِّ عدوانٍ غاشمٍ وحصارٍ جائرٍ تفرضه قوى العدوان في كُـلِّ مفاصل الحياة، وفي كُـلّ منعطفٍ من منعطفات الحرب الظالمة السعودية الأمريكية على أبناء اليمن؛ بهدَفِ التسيّد على قراراته والوصاية على شؤونه الداخلية والخارجية، وإبقاء اليمن الشعب والقيادة ضمن المنظومة التي تدين بالولاء والطاعة للمستكبرين والطغاة، والتطبيع مع الصهاينة المغتصبين للأرض والمقدسات الإسلامية في فلسطين، والارتهان لفتات الأعراب المنافقة.
وفي خضم هذه الحرب الدائرة رحاها على طولِ وعرض شمال شرق وجنوب غرب اليمن، هناك الكثيرُ من الساسة والقادة العسكرية والأمنية وعلماء دين ومشايخ قبلية ووزراء وتربويين ممن يحملون الحقدَ والمرضَ على الإنسانية الحرّة، وعلى رجال الوطنية والانتماء اليمني، جموع ممن يُحسبون على اليمن والذي طالما تغنّوا بوطنيتهم المزيّفة، رأيناهم اليومَ ومنذُ الـ26 من مارس 2015 يُسارعون فيهم، يُسارعون إلى أحضانِ المعتدي، يقولون نخشى أن تصبينا دائرة , نخاف أن تُقطع عنّا مرتباتُ اللجنة الخَاصَّة السعودية التي تُصرف لهم مقابلَ العمالة للنظام السعودي وإماتة الشعب اليمني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، لينعموا هم بنجاسةِ فضلات السعودية التي تهينهم مقابل كُـلِّ فلسٍ تدفعه لهم، من رئيسِ الجمهورية إلى أصغر عميل من مختلف مؤسّسات الدولة.
شرذمة باعت نفسَها لتحالفِ العدوان الأمريكي الصهيوني، وهروباً من الموتِ في سبيل الله والوطن والدين والعقيدة، ها هي تموت في اليوم ألفَ موتة، ذلٌّ وإهانة وانحطاط وخساسة عملية باعت النفسَ والمالَ والولدَ لنظامٍ لا يُقدّر حتى حاشيته، وهو في نفس الوقت عبد صغير للصهاينة والأمريكان.
وحتى لا نخرجَ عن المضمونِ، وبما أننا رأينا صنفاً من أبناء اليمن ارتموا بأحضان تحالف العدوان، وقاتلوا وأصبحوا أدواته التي يقتل ويدمّر ويستبيح الأرضَ والعرضَ، وآخرين لزموا الحيادَ والصمتَ، نفاقاً وخوفاً من الموتِ أَو القتل، قالوا: لا نرغبُ في حربٍ طرفاها مسلمون، فهي فتنة والقاتل والمقتول للنار.
وصنفاً ثالثاً تخلّوا عن هذه العناوين، ولم تُخفهم الحربُ وحشود العدوان، وقالوا حسبنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ، وما زادتهم تلك إلّا إِيْمَاناً وتثبيتاً، وآثر رجال اليمن على أنفسهم وهبّوا لنجدة الشعب والوطن، ومن أطراف الدنيا حلقوا في السماء مجاهدين وبأسلحتهم الشخصية والتقليدية استطاعوا مقارعةَ آفة السلاح، وقهروا تحالفَ العدوان الذي دائماً ما يعوّض خسائره في ميادين المواجهة إلى استهداف الأبرياء والمدنيين من النساء والأطفال، وإسرافاً في القتل والدمار بحقِّ عامة أبناء اليمن.
بينما تراه في الميادين هارباً ذليلاً مدحوراً ومهزوماً، في البرِّ أُحرقت مدرعاته وآلياته، واغتنم المجاهدون ما لا يُحصى ولا يُعدُّ من السلاح والآليات الحديثة، وفي البحر أُغرقت بارجاته وسُفنه الحربية والمعادية وبأبسط الأشياء، وبفضل الله أُسقطت طائراتُه الحديثة والمتطورة، ومع مرور الزمان وسنون الحرب بات المجاهدُ اليمنيُّ يستهدف الحدود وما بعد بعد الحدود إلى العمق السعودي وأطرافه الشرقية، وباتت كُـلُّ أراضي المملكة واللقيطة الإمارات في مرمى الصواريخ والمسيّر اليمني الذي أُنتج من رحم المعاناة الذي يعيشها اليمنُ لسنوات خمسٍ مضت، وعام سادس يُشرف علينا لنطوي بذلك سنين من الحربِ والمواجهة والدفاع المقدّس.
بالأمس القريب، وفي ظلِّ الأمن والرخاء والتطور التي كانت تشهده اليمن بحدِّ زعم المطبّلين وأبواق النظام العَفاشي البائد، كانت اليمنُ لا تستطيع صناعةَ الكتب المدرسية وإبرة الخياط، وحتى الملاخيخ كانت تُستورد من الصين ومن دول مختلفة، تسابق بعضها لبيع أبخس منتجاتها ليمن عفاش المرتهن للخارج ورجل السعودية الأول في اليمن.
واليوم باتت اليمنُ وبفضلِ الله وبفضل جهود طيبة ومخلصة وصادقة من رجالاتها، وفي مقدّمتهم السيّدُ القائد والعلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والرئيس الشهيد الصماد، ورئاسة وأعضاء المجلس السياسي، ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع والداخلية والخلّص من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وجنود الله وملائكته في التصنيع الحربي من كانت لهم كلمة الفصل وأرغموا السعوديةَ ودويلة الإمارات على الاعتراف بتعاظم القدرات العسكرية اليمنية المختلفة، ولتبقى الجوية البالسيتية والطيران المسيّر حديث العالم وشغل العدوّ الشاغل، والذي دائماً ما يتهم إيران بالدعم وتهريب الصواريخ والطيران، وما هذه إلّا خبيثة من خبائث تحالف العدوان الذي يهدف إلى التقليل من إمْكَانية وقدرات اليمن الذي أصبح اليومَ مختلفاً عمّا كان عليه، بالأمس يمن ضعيف هزيل قادته خوَنَةٌ وعملاءُ جلبوا لشعبه الذلَّ والصَّغَارَ بين الشعوب العربية، ليصبح اليوم بفضل الله وبفضل قيادة الثورة والسياسة والجهاد في مصافِّ الشعوب الحرّة العزيزة الكريمة الرافضة للذل والانبطاح لطواغيت البشرية، شعب وقيادة يُشار إليها بالبنان ويتحدّث العالمُ عن رفعة اليمن، والثوابت شاهدة على رقي وتطور الإنسان اليمن وطموحه الذي يناطح السحابَ في مختلف مجالات الحياة، بما فيها وأهمها السعي والعمل الجاد نحو الاكتفاء الذاتي في الغذاء والدواء..