القلوبُ المقلوبة
يحيى المحطوري
القرآنُ الكريم.. كلام الله الملك المهيمن.. الذي يسّره للذكر وهدى به عبادَه للتي هي أقوم.. وأرشدهم بهديه إلى سواء السبيل..
لكن هناك نوعيات من البشر.. وصل بهم الجحودُ والضلالُ إلى السخرية منه، وممن يذكر الناس به ويهديهم إلى بصائره ونوره..
ومن هؤلاء من قال اللهُ عنهم:
وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا..
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي القرآن وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا..
وهناك فئة من الناس.. حين يُتلى عليها القرآنُ أَو تذكر به، تزداد خسارةً ومرضاً؛ لما هي عليه من الظلمِ والزيغ والانحراف..
واللهُ يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلّا خَسَارًا..
وفئة أُخرى تعاني من خللٍ في إيمانها.. فيصبح القرآنُ كلامُ الله الحكيم عليها عمى فلا ترى الطريقَ الصحيح ويصبح وقراً في آذانهم، فلا يسمعون الناصح ولا المرشد.. وعاقبتهم الهلاكُ والسقوط..
وفي أمثالِهم يقول اللهُ تعالى:
قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى..
وفي تعاملِ البشر مع هدى الله بشكل عام.. هناك من يستبشرون بالقرآن ونزوله: وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ..
والبعضُ لا يزيده القرآنُ إلّا رجساً وكفراً؛ لما هم عليه من النفاق وخبث القلوب وسوئها: وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ..