الفرضة وأخواتها.. أبواب المعارك المغلقة “تأملات ميدانية”
المسيرة| وهاب علي
في حضن مرتفعات شرقية شاهقة تقع “فرضة نهم” التي يمرُّ بها الطريقُ الأسفلتي الذي يربط صنعاء، العاصمة والمحافظة، بمحافظتي مأرب والجوف، هناك شرقاً تحتَ أقدامِ هذا الموقع والممر الحصين والشهير تتقاطع طرقاتُ ومحاورُ التقاء المحافظات الثلاث، ومن خلال هذا المزيج وأكثر، يكتسب الموقعُ أهميته الاستراتيجية والتاريخية.
لم يكتمل الثلثُ الأوّلُ من شهر فبراير في العام 2016م، إلّا وَقد سقط ما تبقّى من معسكرِ الفرضة بعد أسبوع من الحصار وعشرات من محاولات الاقتحام المسنودة بأسراب من الطائرات المقاتلة التي لم تتوقف على مدارِ الساعة، حتى وصل عددُ الغارات التي استهدفت المعسكرَ ومحيطَه الجبلي خلال يوم وبعض يوم ما يقارب 500 غارة جوية، ليصبحَ بعدَها مفتاحُ نقيل الفرضة بيد الغزاة، هناك وغير بعيد عن ركام المعسكر باتّجاه الغرب وقبل الوصول إلى “المبدعة” وعيال محمد (بضم الميم)، كان ثمة سوق صغير يكتظ بالباعة والمشترين صباحَ كُـلِّ يوم سبت، لم يعد لذلك السوق من أثر، ولا حاجة إليه حينها، فقد صارت البلادُ كلُّها معروضةً للبيع في سوق “سبت” جديد، آنذاك كانت الخيانة بالتجزئة سلعة مزدهرة في أوج رواجها، إلّا من رحم الله.
ربما كانت القصةُ قد بدأت مع بدء استهداف سلاح الجو الأعرابي لمنازلِ بعضِ الشخصيات الاجتماعية المؤثرة في نهم، خلال فترات متباعدة نسبياً، كنتيجةٍ مباشرةٍ لعدم التجاوب مع عروض رخيصة يُقدّمها العدوانُ عادة لاستمالة الشخصيات الرسمية وغير الرسمية في المناطق التي ينوي تحالف العدوان إغراقَها في أتون مخطّطاته الجهنمية، والتي كان حينها منهمكاً في الإعداد والتخطيط والتنسيق لاقتحام العاصمة بعد السيطرة على مديرية نهم، وهو ما يستلزم بالضرورة إحكام السيطرة على المنفذ الرئيس والممر الاستراتيجي الشرقي الذي يتوسط سلسلةً من المرتفعات الجبلية الحصينة الممتدة من الشمال إلى الجنوب، حيثُ كان يتمركز القليلُ ممن تبقّى من جنود اللواء 312 وبضع مجموعات من مجاهدي اللجان الشعبيّة ضمن انتشار محدود لا يتعدّى المرتفعات المحيطة بالممر الجبلي المنحدر شرقاً، إضَــافَــةً إلى المساحة التي يحتلها معسكرُ الفرضة بمحاذاة الطريق، فضلاً عن ثلة من الأفراد موزعين على النقاط الهامة كالجسور والعبارات الأكثر أهميّةً في نقيل الفرضة وغيرها.
++++++
الفرضة وأخواتُها
كانت البدايةُ الفعلية من أطراف مأرب، حين سار العدوُّ يدفعه الغرورُ المتعاظم بعد تراجع جزئي لقوات الجيش واللجان في مناطق مدغل وَرغوان وصرواح، يتذكر المأجورون والمرتزِقة في غمرة زهوهم بانتصاراتهم الملفقة الطافحة بأدخنة القنابل الفسفورية والانبعاثات العنقودية المحرمة دولياً، أن هستيريا سلاح الجو الأمريكي الإسرائيلي والإماراتي هي من مهّدت لهم خطَّ التحَرّك غرباً، وأن الفانتوم كانت أصبحت -وظيفياً- أشبه ما تكون بـ”شيول” لفرط وكثافة التمهيد الناري الذي تكفّلت بتوفيره لتمشيط جبال البلق ووادي الجفينة والدشوش وكل ما جاورها متراً تلو آخر، وُصُــولاً إلى الطلعة الحمراء والزور وكوفل، وحتى تخوم بلدة صرواح مركز المديرية، التي تحمل نفسَ الاسم، وكذلك كان الحالُ بالنسبة لخط صنعاء – مأرب في الجهة الأُخرى، شمال هيلان، ثم بعد جهد جهيد وخسائر تراكمية فادحة منذُ أغسطُس2015م، سيطر العدوُّ على المخدرة وماس ليبدأ من جهة الشرق، قبالة مفرق الجوف، بتنفيذِ المرحلة الأولى من خطة شاملة وضعتها قوى الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية وأشرفت أَيْـضاً على تنفيذها وإجراء التعديلات المختلفة عليها، وبمساعدة ميدانية مباشرة تقدمها الأدوات الإقليمية وبعض من القيادات من الأدوات المحلية من الأكثر دهاءً وولاءً للطاغوت وتفانياً في خدمة أئمة الكفر كالشدادي على سبيل المثال، وعموماً فقد أُطلق على المرحلة الأولى من الخطة تسمية “نصر1″، وبموجبها توزّعت قواتُه إلى ثلاثة مسارات، يتولى المسار الأول مهمة التقدم عبر الخط الأسفلتي وُصُــولاً إلى مفرق الجوف مع العملِ على مواصلة التقدم بشكل تضليلي صوب نقيل الفرضة (القلب)، وتولى القيادة على هذا المسار عدد من المنافقين الذي ينتمي بعضُهم لما يسمى بتنظيم القاعدة، وكان على رأس هذا المسار المنافق محمد الحرملي، وهو من أصبح لاحقاً قائداً لما يسمى باللواء 125، والذي تمركز في جبل صلب والمناطق المحيطة به، وبمعيته كذلك منافق آخر هو “أبو عبيدة” وهو ذاته من تولّى قيادةَ مقاتلي القاعدة الذين هبّوا لمؤازرة القوات الإجرامية التابعة لمنافقي الإصلاح أَو ما يعرف باللواء 310 مدرع بقيادة القشيبي في عمران 2014م.
ومن جهةٍ أُخرى تتمثّل مهمةُ المسار الثاني (الميمنة) في التحَرّكِ جهة الشمال الغربي عبر الأراضي المنبسطة، وُصُــولاً إلى شمال مفرق الجوف وتحديداً إلى مناطق المشاف والحجر والمطلاع والعمل على إحكام السيطرة عليها وعلى الصفراء، لقطع خط الجوف – صنعاء، ومن ثم السيطرة على بقيةِ مديرية مجزر وُصُــولاً إلى براقش وما إليها بمساعدة من قوات قادمة من جهة الجوف عبر أكثر من مسار، وبما يكفل التهيئة لتنفيذ مهام قطاع الميمنة لاحقاً ضمن الخطة المرحلية الثانية التي أسميت “نصر2″، وتشمل بالنسبة لهذا المسار مواصلة التسلل والالتفاف باتّجاه فرضة نهم من الجهة الشمالية وبلوغ الأطراف الجنوبية لجبال يام وَحيد الذهب، وكان يقود ذلك المسارَ عددٌ من المنافقين، أمثال ناصر الوادعي ومرضي ضرمان الأجدعي.
وبالنسبة للمسار الثالث (الميسرة) فتتلخص المهمةُ في الهجوم والسيطرة على جبل صلب الاستراتيجي (مفتاح نهم)، وكان ذلك يستلزم أوَّلاً السيطرة على المناطق الهامة كنجد العتق (ملتقى الطرق الفرعية المارة من وَإلى جبل صلب)، وغيرها من مناطق شمال غرب صرواح والمتاخمة لكلٍّ من نهم وحريب القراميش، ويُذكر أن جبلَ صلب يُعتبر أهمَّ المواقع الاستراتيجية شرق مديرية نهم على الإطلاق، فهو تقريباً أعلى المرتفعات الحاكمة في الحيز الشرقي ويسيطر على مختلفِ الطرق من وإلى المناطق المجاورة له والتابعة لكلٍّ من نهم وَحريب القراميش وجنوب مجزر، ومن ناحيةٍ أُخرى لا يمكن لأية قوات قادمة من جهة الشرق تحقيقُ أيِّ تقدم باتّجاه الغرب، سواءً باتّجاه وادي الخانق وحريب نهم أَو صعوداً نحو سلسلة جبال قرود الاستراتيجية المطلة على الفرضة إلّا بعد السيطرة على جبل “صلب”، وميدانياً قاد هذا المسارَ عددٌ من الخونة على رأسهم محمد العذري (أصبح لاحقاً رئيس عمليات ما يسمى باللواء 141 وقُتل نهاية 2018م) وكذلك خالد صالح الأقرع (تولى لاحقاً قيادة الكتيبة السادسة في 141، وحالياً يقود مجاميع تُعرف بلواء حماية مأرب أَو ما شابه ذلك)، ولواء الحماية الافتراضي هذا يتمركز حالياً مع مجاميعَ مختلفة في معسكر الجفرة والتخوم المجاورة وربما ليست صدفةً أن يتواجد في نفس المناطق التي انطلق منها لتنفيذ ما سمى آنذاك بـ”نصر1″، وحتى بدون هذه المعطيات من المهم أن يكون لتأمين محيط “صلب” أولويةٌ قصوى على الأقل ضمن دائرة يزيد نصفُ قطرها عن 20 كيلو متراً لتحييد المدفعية وصواريخ الكاتيوشا.
وعلى كُـلِّ حال وبعد استكمالِ تنفيذ المرحلة الأولى وهي ما أطلق عليها “نصر1” بدأت العمليةُ التي أسميت “نصر2″، وبعد السيطرة على جبل صلب في 20 ديسمبر 2015م، بدأ منافقو الإصلاح والتنظيمات التكفيرية مرحلةَ الصعود الشاق والأكثر تكلفةً صوب سلسلة جبال قرود ورشا وسحر المطلة والمهيمنة على الفرضة وبران وملح، من خلالِ مواصلة التوغل ضمن امتداد وادي الخانق صعوداً إلى جبل الكولة أول درجات الصعود، وتزامن ذلك مع استمرار التوغل غرباً في ذات الوقت صوب حريب نهم، في محاولةٍ لاختراق مديرية نهم من مسار يمرُّ بأقصى حدها الجنوبي الغربي؛ بهدَفِ الوصول إلى “الشرفة”؛ باعتبارها من أقرب مناطق مديرية بني حشيش إلى مديرية نهم وفقاً لتداخلات الحدود الإدارية الفاصلة بين المديريتين، الاختراق من أقصى جنوب مديرية نهم تنفيذاً للقسم الأهم من خطة المرحلة الثالثة التي أطلق العدوُّ عليها تسميةَ “نصر3” إن صح التعبير، وهذا ما لم يتحقّق بفضل الله وبقي مجرّد مسارات مرسومة على خرائط ومجسمات غرف القيادة والسيطرة، وبهذا الخصوص تجدر الإشارةُ إلى أن العدوَّ في المراحل المتأخرة وبعد خسائر باهظة كان بعد إحكامه السيطرة على القتب والمنارة والمنصاع والبياض والكحل، قد صار قاب جبلين أَو أدنى من الوصول إلى مبتغاه الاستراتيجي.
وعودةً إلى التوغل العدواني ضمن المسار القادم من جبل “صلب”، حيث لم تكن معارك السيطرة على جبال “قرود”، سهلة أَو سريعة على العدو، بل كانت مضنيةً وَفادحةَ الكلفة على قواته المدعومة بغالبية أسراب سلاح الجو الأعرابي وغير الأعرابي وعلى مدار الساعة، واستخدمت فيها مراراً وخَاصَّة خلال التمهيد الناري العدواني صواريخ وَقنابل تدميرية شديدة الانفجار، إضَــافَــةً للإسنادِ المدفعي والصاروخي الكثيف، وكانت معركةُ قرود قد استمرّت نحو شهر كامل، وتحديداً منذُ مطلع شهر يناير 2016 وحتى الـ30 من نفس الشهر، وبعد يومين أَو أكثر كان قد تمَّ قطعُ طرق الإمداد بعدما باتت الطرقُ في مرمى نيران المرتزِقة وبعد أن استطاع العدوُّ التسللَ عبر الأطراف الجنوبية لجبال يام، أي من الجهة الشمالية للفرضة، وبذلك تم تطويقُ المعسكر من ثلاثة اتّجاهات تقريباً، وأصبح شبه محاصر وتحت السيطرة النارية التي استمرّت لمدة أسبوع تقريباً، وعموماً فإن تمكن العدوّ من إحداث اختراق أولي في جدران الطوق الجبلي والحزام الأمني لمحافظة صنعاء، قد مثّل بدايةً حقيقيةً لانتقال المعركة من السهول الصحراوية إلى الأعالي الجبلية بدءاً من الـ 12 من فبراير 2016م، وهو تاريخ إحكام السيطرة على الفرضة وما تبقّى من ركام معسكرها، وذلك بعد جهد مشقة كبيرة وخسائر عالية تكبدها المرتزِقةُ والمنافقون على الرغم من البذخ الناري العدواني الداعم بمئات الغارات الجوية اليومية وآلاف من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية الرابضة في ماس والجفرة والمفرق وصلب ووادي العطف.
أبوابُ المعارك المغلقة
تحت تأثيرِ نشوة السيطرة على الفرضة، ووسط زحام الوعود والمواعيد القطعية وهاشتقات البشارات الحماسية وأخيلة الانتصارات السريعة والملحمية المذيلة بـ”قادمون يا صنعاء”، فضلاً عن الهتاف الإخونجي الشكلي -لخلو النهج العملي من معاني ومقتضيات التكبير والتحميد- ولم ينقطع ذلك الهتافُ؛ بقصدِ التأكيدِ على أسبقية الخونة من حزب الإصلاح في تحقيق أهداف قوى الغزو والهيمنة -بابتذال عجيب- ولتعميد إخلاصِهم الفج لأعداء الأمة، مع شيء من التلميح لنصيبهم المستحق من “الكعكة الوطنية” بعد انتهاء المعركة، في تلك الأجواء الموبوءة بالجشع الجماعي البليد، بدأ العدوُّ مباشرةً بالعمل على تأمين الجبال والتباب الواقعة المطلة من الجهة الشمالية على امتداد الخط الأسفلتي غرب الفرضة مثل الحول والسلطاء والقناصين “الصمود” والتبة الحمراء وبران وغيرها، محاولاً تفعيلَ المزايا القتالية والمعنوية المؤقتة لضمان تحقيق تقدّم خاطف ضمن مساره الأَسَاسي الذي يهدف أوَّلاً إلى السيطرةِ على وادي محلي وبني بارق ومسورة وَأَيْـضاً مركز المديرية في “المديد” وغيرها من المناطق، في الوقت الذي سيمثّل فيه الوصولُ إلى مفرق أرحب -بالنسبة للعدو- منطلقاً لمسار تقدم التفافي رئيس من الجهة الشمالية عبر أرحب، بالتوازي مع تقدم المسار الأصلي غرب مديرية نهم والذي يفترض به أن يتجاوزَ قرى الوسط ليصل إلى “خلقة” (بضم الخاء وفتح اللام)، وهي قريةٌ تكسوها الخضرةُ أسفل “نقيل بن غيلان”، إضَــافَــةً إلى المسار الالتفافي الجنوبي المشار إليه سابقاً، والذي يهدفُ إلى بلوغ الشرفة ببني حشيش، وكذا لتسهيل مهمة المسار الأوسط، حيث يفترض أن يبدأ طرفا الكماشة بالوصولِ إلى الطرق الرئيسة وَالفرعية وقطع طرق الإمداد، خُصُــوصاً أن درجةَ انحدار نقيل بن غيلان وَالجبال المحيطة ستجعل أثمان التوغل باهظةً للغاية، أن لم تكن مستحيلةً، وكان يفترض أَيْـضاً أن يعمل طرف الكماشة الشمالي على إحكام السيطرة على كامل المعسكرات والمواقع الاستراتيجية المتقدمة وتحديداً معسكرات اللواء 62 و63 احتياط، واللواء 83 مدفعية في كُـلٍّ من الصمع وفريجة وبيت دهرة، وذلك بالتوازي مع انتقال واتساع المعارك في المناطق المجاورة إلى مناطقَ أُخرى بشكل ضاغط ومنها جبهة صرواح إلى مناطق السهمان ووسط خولان ومن قلب الجوف إلى وادي شوابة والجبل الأسود جنوب مديرية سفيان بمحافظة عمران (قبل أن يفشل مخطّط الضباط بعض الضباط الخونة بلواء العمالقة المتمركز هناك)، وبناءً على مفردات ذلك المخطّط العسكري “نصر3” كان العدوُّ فيما يبدو مراهناً على أن معاركَ ما بعد الفرضة لن تكون أشدَّ وطأةً مما قبلها، وبالفعل كان العدوُّ غارقاً في أوهام “قادمون يا صنعاء” إلى حد أنه كان -وفقاً لتصريحات لقياداته- واثقاً كُـلَّ الثقة أن عبورَ المنطقة الفاصلة بين الفرضة ومطار صنعاء الدولي -باستثناء نقيل بن غيلان- سيكون أشبه بنزهة خلوية، سيراً على الأقدام، وكان في ذروة زهوه متيقناً بأنه قد حل العقدة التاريخية الشهيرة بوصوله التاريخي إلى الفرضة المنيعة، والتي سرعان ما سيتجاوزها محقّقاً الفتوحات تلو الفتوحات في أرحب وبني حشيش وبني الحارث، وبعدها بسويعات سيكون في ميدان السبعين، حيث سيضحك -ملء شدقيه- ضحكةَ النصر المؤزر، وعموماً ليس في هذا الإسهاب أي مبالغة فهذا بالفعل ما كان عليه شعور بيادق الارتزاق والعمالة، إلى حد أن أحدَهم قال بالحرف الواحد، وهو يسير منتشياً على الخط الأسفلتي بعد سقوط معسكر الفرضة: لم يعد هنالك من داع لرفع شعار “قادمون يا صنعاء” فقد وصلنا فعلاً، وكلُّ ما تبقّى هو تحصيل حاصل ليس إلّا، وهذا كلُّه بخلاف التهديد والوعيد الذي اكتظت به وسائلُ الإعلام، والتي كانت كذلك تنشر قوائمَ بأسماء المطلوبين وقوائمَ أُخرى تحوي التعليمات والإرشادات المرتبطة بكيفيةِ التعامل مع سكان العاصمة وغيرها الكثير مما يُشير إلى الحالة اللاشعورية المحركة للأدوات الإقليمية والمحلية حتى وأن كان جزءاً من ذلك يندرج في إطار الحرب النفسية، إلّا أنه لم يمنع من وصول الذهنية العدوانية العامة إلى الوضع المذكور أعلاه، وهو ما أسهم-بعونِ الله وفضله- في إحداث المتغيرات “الدراماتيكية” طيلة أربعة أعوام كاملة من الاستنزاف الممنهج وفق مشيئة الله، وُصُــولاً إلى الضربة القاضية -بفضل الله وعونه- من خلال المكرمة الإلهية المباركة، معجزة “البنيان المرصوص”.