هديُ الله سلاحُ انتصارنا على كورونا
نجم الدين الرفاعي
من حسناتِ حياة التخلّف وشظف العيش التي تسبّب بها فسادُ نظام جثم قرابة الثلاثة عقود على صدر اليمن، الذي كان يُسمى سعيداً أننا امتلكنا مناعة ضد الأزمات وقوة في تحمّل مشاق الحياة وقسوتها مهما كانت كبيرةً، فصمدنا بإيماننا بالله وثقنا بوعوده وباتباعنا لأَعلام الهُدى في وجه أكبر تحالف دولي جمع كيدَه ومرتزِقته من كُـلِّ أصقاع الأرض، لنخلق انتصاراً يستحيل تخيله، للهِ الأمرُ في تحقيقه بتهيئة لتلك الظروف وتحويلها إلى مقومات بقاء حين قرّر الآخرون سلبنا حقَّنا في الحياة.
ومن حسناتِ العدوان وما صبَّه علينا من حقد وفجور تمثّل في مئاتِ الآلاف من الصواريخ والقنابل القذرة وغير التقليدية والبيولوجية وحصار خانق وعبث لم يشهد له التاريخ مثيلاً منذُ أن خلق اللهُ الإنسانَ، فتولد لدينا مناعة وقوة جعلتنا لا نهاب التحديات وقدرة على التكيف وامتلاك أسرار البقاء، وأتقنّا بالتزامنا بما جاء به هدي الله وحمله لنا أعلامُ الهدى مهاراتِ تنظيم أنفسنا لنقيَها الشرورَ؛ لهذا لم يرهبنا كورونا فقد انتصرنا على من صنع كورونا وقرّر إبادةَ العالم به.
كورونا لا يخيفنا ليس اعتباطاً أن نقولَ ذلك؛ بل لأننا نمتلك القدرةَ على التكيف ونمتلك مقوماتِ الانتصار، متسلحين بالإيمان بالله واتباعنا لأَعلام الهدى في انتهاج النهج القرآني الذي لم يترك صغيرةً ولا كبيرةً إلّا وعلمنا بها وهدانا إلى سبيل الرشاد.
فإجراءات الوقاية من كورونا وغيره من الأمراض والالتزام بالنظافة بمفهومها الشامل واتباع أعلام الهدى فيما يأمرون قبل أن يكون حماية ووقاية لنا من هذا الداء المصطنع، فهو طاعة لله ورسوله وأَعلام الهدى من آل بيته -سلامُ الله عليهم-.
ومثلما قادوا سفينةَ نجاتنا من عدوان جمع كُـلَّ فجار العالم وانتصرنا في حرب لم تترك شيئاً من مقومات الحياة لدينا إلّا وأتت عليها، فبالتزامنا بسنن الله فإننا سننتصر على كورونا وما لا نعلمه من أمراض وشرور.
لهذا لا بُدَّ أن نتسلّحَ بالإيمان بمفهومه الشامل وتطبيق سنن الله وما سطّره دينُنا الإسلامي من قواعدَ للسلامة، فإنها كفيلة بالنأي بنا عن كُـلِّ الأوبئة والأمراض مهما كانت فتاكةً.
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) صدق اللهُ العظيم.