مستشار محافظ مأرب الشيخ عَبدالله الشريف في حوار لـ “صحيفة المسيرة”:
مأرب ستعود إلى حضن الوطن كما عادت الجوف
المسيرة| حوار: محمد ناصر حتروش
أكّـد الشيخُ عبدالله الشريف، مستشار محافظ مأرب، أن تحريرَ مأرب أسهلُ بكثير من تحرير محافظة الجوف، موضحاً أن مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة استعادوا السلسلةَ الجبليةَ المطلة على مأرب كاملةً، وباتوا على مشارف المدينة.
وقال الشريفُ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن رفضَ المرتزِقة لمبادرة السلام التي أطلقتها حكومةُ الإنقاذ سيجعل مصيرَ مأرب كالجوف ومصير العرادة كالعكيمي، مؤكّـداً أن تأمينَ منازل المرتزِقة وإعطاءَهم الحرية والحفاظ على ممتلكاتهم بالجوف، أعطى نظرة إيجابية لقبائل مأرب وجعلهم يكتشفون الأباطيل والدعايات التضليلية ضد مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة.
وأكّـد الشريف أن حزبَ الإصلاح استخدم القاعدة وداعش كأداة لتكميم أفواه المشايخ والقبائل الذين ينقدون تعاملهم وتصرفاتهم، موضحاً أن القاعدةَ قامت بمداهمة عددٍ من منازل قبائل الأشرَاف وعبيدة ومرادة، فإلى نصِّ الحوار:
- حصلت أحداث ومتغيرات مؤخّراً غيرت موازين المعركة وقلبت الطاولة على الأعداء.. هل بإمْكَانكم أن تطلعونا على آخر المستجدات العسكرية وكذلك الاجتماعية بالنسبة لمأرب؟
بعد عمليةِ البنيان المرصوص التي حرّرت مديريةَ نهم بالكامل، تواصلنا مع قبائلِ مديرية مجزر وكافة المرتزِقة الموجودين بالمديرية قبل تحريرها من الأشراف وقبائل الجدعان، وأعطيناهم عهداً وميثاقاً بأننا لن نتعرّض لأحد يسكن في منزله ولم يشارك في المعارك أثناء دخولِنا المديرية لتحريرها، رغم أن منازلَنا التي هجرنا منها كان يسكنها مرتزِقةُ عمران وحجة المجندون مع العدوان، ومع ذلك أخبرناهم بأن الجيشَ واللجانَ الشعبيّة ليسوا أعداءً لأحد، وأنهم لن يكونوا انتقاميين كما يعتقد البعضُ، وقلنا لهم: أنتم أهلُنا واجلسوا آمنين، لكنَّ الكثيرَ من المستوطنين الأجانب من أهالي عمران وحجة فرّوا، أما بقية القبائل من مشايخ الجدعان فالتزموا الحيادَ، ومكثوا في منازلهم ولم يتعرّضوا للجيش واللجان أثناء تحرير المديرية، وبفضل من الله تحرّرت المديريةُ بالكامل، مع الصفراء وبراقش ومفرق الجوف.
- برأيكم.. ماذا يعني تحرير مديرية مجزر؟ وهل ما بعد التحرير كما قبله؟
تحريرُ مديرية مجزر شكّل دافعاً قوياً، وهيّأ الساحةَ لتحرير محافظة الجوف بالكامل، وَمن المؤكّـد كذلك بأن مأرب ستتحرّر؛ لأن مديريةَ مجزر تُعتبر بوابةَ المحافظتَين، ومنها تم التقدّمُ نحو اليمانية والمحزمات وحليف وإبر وباتّجاه السلمات “الغيل”، وهؤلاء المرتزِقةُ جماعة العكيمي وعلي محسن الهدي كرّسوا كُـلَّ قواتهم بين المجزر والغيل.
- بعد تحرير مجزر وكافة محافظة الجوف.. إلى أين وصل مجاهدو الجيش واللجان في مأرب؟
في الواقع لقد تم السيطرةُ على السلسة الجبلية لمحافظة مأرب بالكامل، ابتداءً من الفرضة وجرشب وجبل يام مع صرب ومخدرة، وتمَّ السيطرةُ على جبل هيلان المطل على مدينة مأرب وكافة السلسلة الجبلية، وصولاً إلى جبل الساقية مطلع الغيل.
- يعني نستطيع التأكيد بأن جبل هيلان بالكامل أصبح في قبضة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة؟
نعم، جبل هيلان الاستراتيجي، يُسيطر عليه أبطالُ الجيش واللجان، ولم يتبقَّ منه سوى أطراف معينة لا تشكل أية أهميّة للمرتزِقة.
- وماذا بشأن الدور الذي قدمتموه لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في تحقيق هذه الانتصارات؟
نحنُ كان لنا الدورُ الكبيرُ قبل دخول الجيش واللجان الشعبيّة إلى معظم المناطق والمديريات بمأرب، حيث كنا نتواصلُ باستمرارٍ مع المشايخ وَالمواطنين، وتمكّنا من تحييدِ شخصيات كبيرة من المشايخ؛ نتيجةَ خمس سنوات من سيطرةِ المرتزِقة من حزب الإصلاح والقاعدة وداعش وتكبرهم على المواطنين من أبناء المحافظة وغطرستهم وتكميمهم أفواه المشايخ والقبائل، وذلك من خلالِ تهديدهم بالمدرعات والسجون وغيرها من وسائل القمع التي كانت تُستخدم ضد كُـلِّ من ينتقد تصرفاتهم ومعاملتهم.
- من خلال مشاهدتكم للواقع.. كيف تقيمون أداء سلطة المرتزقة تجاه أبناء المديرية، هل كانت تمارس القمع على كافة المواطنين أم أنها كانت تستهدف فئة معينة؟
في الحقيقةِ لقد كانوا يستهدفون كُـلَّ قبيلي حر ينتقد سياستهم، حيث كانوا يقمعون ويضايقون كُـلَّ من ينتقد حزبَ الإصلاح بمحافظة مأرب، حتى ضاقت القبائلُ والمشايخ بهم، وكان الناسُ يكرهون حزبَ الإصلاح ويسعون للتخلص منه.
ولهذا نحنُ نعتبر تحريرَ محافظة مأرب أسهلَ بكثيرٍ من تحرير محافظة الجوف؛ وذلك لأن أبناءَ المحافظة يعرفون جيداً بأن ثرواتِ النفط والغاز يتم نهبُها من قبل الإصلاح وبعض المتنفذين، ويقومون بتحويلها لحساباتهم الشخصية، ويستثمرون ثروات الغاز والنفط لفتح شركات بالخارج لصالح حزب الإصلاح والقاعدة.
- تتحدّث الأنباء بأن تنظيم القاعدة في مأرب نفّذ عدة حملات مداهمة لمنازل المواطنين الأشراف.. ما حقيقة هذه الأخبار؟
ما حصل في محافظة مأرب بين الأشراف والمرتزِقة التابعين لحكومةِ الفارّ هادي، هو ظلم وعدوان لا مبرّرَ له، فالمرتزِقةُ تقدّموا على الأشراف بكل ثقلهم بكافة الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما فيها دبّابات وَمدرعات وحشدوا عليهم القاعدةَ من أبين إلى مأرب، وهجموا على الأشراف وهم في منازلهم مع أسرهم.
والواقعُ أن الأشرافَ كان عددُهم قليلاً، فقد كانوا حوالي خمسين واحداً، لكن المرتزِقةَ أطبقوا عليهم الحصارَ الخانق، ما اضطر الأشراف خلال الحصار أن يأكلوا من الأشجار، كما أن القاعدةَ هدمت بيوت المواطنين على رؤوسِ ساكنيها، مستخدمين الشيولات، وحرقوا المزارعَ، وقتلوا الحيوانات كالبقر والغنم، ولم يسلم منهم أحد، وهناك مقاطعُ موثقة على ذلك.
ولم تكتفِ القاعدةُ بذلك، بل سجنوا الأطفالَ وكبارَ السن وأخذوهم إلى مدين%