مشاهد الإعلام الحربي تكشفُ حجمَ هزائم العدوّ وانهياراته في محافظة “الجوف”
فرارٌ جماعي للمرتزقة والسعودية تخسر عتاداً عسكرياً ضخماً
اقتحاماتٌ في مناطق مكشوفة تؤكّـدُ فاعليةَ الدفاعات الجوية اليمنية
المسيرة | خاص
كشفت المشاهدُ المصوَّرة التي عرضها الإعلامُ الحربي مؤخراً، والتي وثّقت جانباً من تفاصيل عملية “فأمكن منهم” العسكريّة، عن حجم الانهيار الذي لحق بقواتِ المرتزِقة في محافظة الجوف، وعن حجم الخسارة الكبيرة التي أصابت العدوَّ السعودي بعد أن كان قد قدم عتاداً عسكريّاً ضخماً لأتباعِه في المحافظة، الأمرُ الذي يؤكّـدُ مجدَّداً التميزَ الذي أدارَت به قيادةُ الجيش واللجان الشعبيّة المعركةَ.
المشاهدُ التي تضمنها المؤتمر الصحفي الذي عقده ناطقُ القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الأربعاء، للكشف عن تفاصيل العملية، وثّقت العديدَ من لحظات هروب المرتزِقة من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها، بمجرد وصولِ طلائع قوات الجيش واللجان الشعبيّة.
ولوحظ من خلال المشاهد أن حالاتِ الهروب في صفوف المرتزِقة كانت كثيرةً بشكل لافت، ووِفْــقاً لما أكّـده ناطقُ القوات المسلحة في أكثرَ من مناسبة، فإن توجيهاتِ قيادة الجيش واللجان تقضي بالسماح للمرتزِقة بالفرار من المعارك، وهو الأمرُ الذي يبدو أنه قد ترسخ تَمَاماً في صفوف المرتزِقة الذين بات أول إجراء يتخذونه أمام الهجمات الواسعة للمجاهدين هو الهروب.
وبناء على ما رأيناه في المشاهد، يمكن القول: إن سرعةَ انهيار صفوف المرتزِقة بات عاملاً ثابتاً يمكن احتسابُه ضمن عوامل حسم المواجهات الميدانية مع العدوان، إذ بات لديهم الخيار البديل عن الموت في معركة خاسرة، وباتوا مقتنعين بعدم جدوى مواجهة المجاهدين، وهو ما يوضح دقة الحسابات العسكريّة التي انطلقت منها توجيهات القيادة بخصوص السماح للمرتزِقة بالهروب، إلى جانب كونها في المقام الأول نابعةً من حسابات أخلاقية وإنسانية.
من جهة أُخرى، لوحظ في مشاهد عملية “فأمكن منهم” كميات ضخمة من العتاد العسكريّ الذي كانت السعودية قد زودت به قواتها ومرتزِقتها في المحافظة، الأمر الذي يكشف أولاً عن مدى الأهميّة الاستراتيجية للمحافظة بالنسبة للعدو السعودي، وبالتالي يكشف مدى الخسارة التي تكبّدتها الرياضُ جراء العملية.
العشراتُ من الدبابات والمدرعات الجديدة والحديثة ظهرت خلال مشاهد الإعلام الحربي في المعسكرات والمواقع التي كان يتمركز فيها المرتزِقة داخل المحافظة، وهو ما كذب ادّعاءاتهم بأن خسارتهم كانت ناتجةً عن “قلة الدعم”.
في أحد تلك المشاهد يظهرُ أحدُ مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وهو يعتلي مدرعةً سعوديةً تم اغتنامُها بعد فرار مَن كانوا عليها، ثم يقوم بتشغيلها والتوجّـه لاقتحام موقع آخر.. مشهدٌ يلخص حجم الإنجاز العسكريّ المتميز والمستحَق لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وبالمقابل، حجم الخسارة الفادحة التي مُنيت بها السعودية ومرتزِقتها.
لقد كشفت مشاهدُ الإعلام الحربي أَيْـضاً عن صعوبة الظروف التي دارت فيها المعركة، بما يؤكّـد بسالة المجاهدين ودقة خططهم العسكريّة، وتميزهم في استخدام الإمْكَانات، في مقابل سرعة انهيار صفوف العدوّ برغم كُـلّ الإمْكَانيات الوفيرة والمتطورة التي لديهم، إذ نرى في تلك المشاهد مساحاتٍ شاسعةً أجواؤها مفتوحةٌ بالكامل، الأمر الذي يمثل مسرحاً سهلاً لعمليات سلاح الجو المعادي، ومع ذلك نرى المرتزِقة يفرون بالعشرات من مواقعهم.
كما يمثل هذا الجزء من المشاهد دليلاً واضحاً على فاعلية الدفاعات الجوية التي تمتلكُها قواتُ الجيش واللجان والتي كان ناطقُ القوات المسلحة قد أكّـد مشاركتها خلال عملية “فأمكن منهم”، حيث استطاعت أن تحيّدَ الطيران المعادي بنسبة تسمحُ للمجاهدين بالتقدم بشكلٍ أسرعَ وأوسعَ على الأرض المفتوحة.