الدفاعات الجوية اليمنية تواصل مطاردة طائرات العدوان في سماء الجوف ومأرب

في ثمان عمليات تصدٍّ خلال أسبوع أجبرت مقاتلات العدوّ على المغادرة دون تنفيذ مهامها:

المسيرة: نوح جلاس

تواصلُ الدفاعاتُ الجوية اليمنية تسجيلَ فاعليتها في حماية الأجواء اليمنية، وتحييد الطائرات المعادية في سماء مناطق الاشتباكات، ومنعها من تنفيذ أعمال عدائية، لتسجل ظهرَ أمس، التصديَ الثامنَ خلال أسبوع للتشكيلات القتالية المكونة من مجموعة الطائرات السعودية والإماراتية أمريكية وأوروبية الصنع، والخامس عشر منذ بداية العام الجاري، وهو الأمر الذي أسهم في تسهيل مهمة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في إتمام عمليتي “البنيان المرصوص – فأمكن منهم” اللتين تكللتا بتحرير جبهة نهم ومحافظة الجوف.

معادلة يمنية جديدة فرضتها الدفاعات الجوية اليمنية في سماء نهم والجوف ومأرب، خذلت بشكل كبير مرتزِقة العدوان في جبهات القتال ولا سيما في المحاور المذكورة سلفاً، وأفقدتهم أكثر العناصر التي يعتمدون عليها في حماية تحَرّكاتهم، كما جردت العدوان من آخر امتيازاته العسكريّة التي ظل محتكراً لها طيلة خمس سنوات من العدوان، في حين تأتي هذه المعادلة لتفتح آفاقاً جديدة أمام تكتيكات واستراتيجيات مجاهدي الجيش واللجان على طريق تحرير كُـلّ اليمن، وفتحت معها تكهنات أبواق المرتزِقة التي حاولت تجيير فاعلية الدفاعات الجوية في تضييق الخيارات أمام العدوان وأدواته وفشلها في التصدي لزحف الانتصارات المتسارعة بعون الله في نهم والجوف وصرواح، إلى زعمها “أن التحالف خذل مقاتليه على الأرض ولم يساندهم بالطيران”، والحقيقة هي أن المنظومات الدفاعية هي من خذلتهم وخذلت من يحركهم.

 

ثمان عمليات تصد خلال أسبوع:

متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع أعلن، أمس، عن تصدٍّ جديد للتشكيلات القتالية المكونة من الطائرات المعادية في سماء محافظتي مأرب والجوف، بعد 14 ساعة فقط من إعلانه لعمليتين مماثلتين، أجبرت منظوماتُ “فاطر1” خلالها طائراتِ العدوان على المغادرة قبل تنفيذ أية مهمات عدائية.

وقال العميد سريع في بيان مقتضب نشره على “تويتر”: إن ‘‘الدفاعات الجوية تمكّنت بفضل الله من التصدي ظهر اليوم [أمس] لتشكيلين قتاليين من الطائرات الحربية المعادية في أجواء كُـلٍّ من مديرية صرواح محافظة مأرب، ومحافظة الجوف’’، مُشيراً إلى أن ‘‘عملية التصدي تمت بمنظومة فاطر1 وأجبرت الطائرات المعادية على مغادرة الأجواء قبل تنفيذ أية أعمال عدائية’’.

إعلان متحدث الجيش جاء بعد نصف يوم من نجاح ذات المنظومات في طرد طائرات العدوان من سماء مجزر وبراقش بالجوف، وصرواح بمأرب، في عمليتين منفصلتين جعلت الطائرات المعادية تعود محملة بصواريخها، وهو ما يؤكّـد الفاعلية الكبيرة للدفاعات الجوية في حماية الأجواء، والأراضي التي يتحَرّك عليها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في محاور مأرب والجوف على خطى التحرير؛ ليواصلوا انطلاقتهم على قاعدة صلبة صعبة المنال وسهلة الوصول لما تبقى من أوكار للغزاة وأدواتهم في الجبهات الشرقية، في حين يُذكر أن متحدث القوات المسلحة أعلن عن أربع عمليات أُخرى مماثلة منذ الرابع عشر من مارس الجاري.

 

ما وراءَ تطور الدفاعات الجوية من منظور خبراء:

وفي السياق، تحدثت عديد وسائل الإعلام الدولية، عن التطور الملموس للدفاعات الجوية اليمنية، وأكّـدت في الوقت ذاته أن مسار المعركة قد يتعرض لمنعرجات تشكل خطورة على تحالف العدوان وأدواته التي تعتمد بشكل رئيس وكبير على التغطية الجوية.

وعلاوة على ما ذكرته الصحف الدولية البارزة حول تنامي القدرات الدفاعية اليمنية، نشرتها صحيفة المسيرة في وقت سابق، قالت الخبيرة الأمريكية في قضايا الشرق الأوسط، “راندي نورد”: ‘‘إن أنظمة الدفاع الجوي اليمنية الجديدة والمصمّمة محلياً ستشكل بالتأكيد نقطة تحول في الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن، خَاصَّة وأن السعودية تعتمد بشكل رئيسي على سلاح الجو، الأمر الذي قد يجبرها على إنهاء الحرب أَو على الأقل وقف غاراتها الجوية على اليمن’’.

وفي مقابلة لها مع وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، علقت نورد على التقدم المتسارع لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في محاور نهم والجوف وصرواح، مؤكّـدةً ‘‘أن اليمنيين يمكن أن ينالوا الاستقلال، حيث أصبحوا يحمون بلادهم بأنفسهم، وهو ما سيمنحهم فرصة للتركيز على بناء البلد في المجالات الاقتصادية والخدمية’’.

وأضافت أنه ‘‘قبل الكشف عن أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، لم يستطع اليمن الرد على هجمات التحالف الإرهابية على المدنيين إلا بضرب أهداف اقتصادية وعسكريّة سعودية’’، مشيرةً إلى أن رد أبطال الجيش واللجان لم يعوض الأرواح التي فقدت في الغارات الغادرة، إلا أنها تعبر عن الأخلاقيات التي يمتلكها اليمنيون في الحروب والتي تحمي بدرجة اولى المدنيين في المناطق المستهدفة في العمق السعودي.

وأكّـدت أن ‘‘اليمنيين لم يعودوا عاجزين عن حماية بلدهم؛ لأَنَّ القوات المسلحة اليمنية يمكنها الدفاع عن المجال الجوي للبلد ومطاردة الطائرات المقاتلة’’، في إشارة إلى العمليات المتواصلة في التصدي للتشكيلات القتالية الجوية التابعة لتحالف العدوان على اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com