بالإيمان والعمل نواجهُ وباءَ كورونا
عبدالقوي السباعي
(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا، وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) صدق الله العظيم، على أَسَاس هذا المُوجِّه وغيرِه من المُوجهات الربانية يتعامل اليمنيون مع مختلف الظروف والمواقف ومع كافة الأحداث والأزمات التي قد مرّتْ أَو تمُـــــــرُّ بهم، ودائماً ما يكتبُ اللهُ لهم النجاحَ والانتصارَ في كُـلّ معتركٍ يخوضونهُ.
وما يعيشُهُ العالمُ اليومَ من فزعٍ وخوفٍ وترقّب، للخطر الداهم المتمثل بتفشي ما يسمى بوباء كورونا والذي لم يكن وليداً للصدفة كما هو معروفٌ للجميع فمثلُهُ مثلُ وباء (فيروسات الجمرة الخبيثة وإيبولا وإنفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر) إلى آخر تلك القائمة العالمية من الأوبئة والفيروسات التي ظهرت في فتراتٍ زمنيةٍ متعاقبةٍ ومحدّدة، رافق كلاً منها هالةٌ إعلاميةٌ ضخمة –انتهت بل وتلاشت بإعلان إحدى الشركات الأمريكية أَو الأوروبية المنتجة والمصنعة للأدوية عن توصلها للعقار الشافي من هذا الوباء أَو ذاك– وكما هو الحال فالوباء المستجد (كورونا) لا يختلفُ كثيراً عن سابقِيه، غير أنَّهُ حَظِيَ بتغطيةٍ شاملةٍ غير مسبوقة، مستفيداً من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعدد قنوات الاتصال الجماهيرية الموجهة للرأي العام العالمي والتي عملت وتعملُ بدأب على تشكيل وعي الجماهير وتوجيهه نحوَ الخوف والرعب في انتظارٍ القادم المجهول، في ضربٍ متعمدٍ يستهدف النفس البشريةَ التواقة للأمان.
ولعل الإجراءات الاحترازيةَ المبرّرةَ والتي تسعى لتحقيقها الحكومة اليمنية بكل هيئاتها ومؤسّساتها جاءت كنتيجةٍ طبيعيةٍ وتحت تأثير وضغط ذلك التهويل والتضخيم للحدث الناشئ في إطار مواجهةٍ استباقيةٍ حتمية، على الرغم من إعلان وزارة الصحة اليمنية في حكومة صنعاء عن خلو اليمن –أَو بالأحرى المناطق المستقلة عن هيمنة قوى الاستكبار والاستغلال العالمي والإقليمي– من هذا الوباء الذي لن يكون اليمن بمعزلٍ عنهُ في ظل عدوانٍ غاشم لم يدخر جهداً ولا سلاحاً إلّا وجرَّبَهُ عليه.
ويبقى أن نذكِّرَ بأن تلك الجهودَ المبذولة والإعدادات الجبارة التي تخطوها القيادة السياسية الحكيمة في مواجهة هكذا ظرفٍ لا تكفي وحدَها، فَالإيمان وَتظافر الجهود وتعاون الجميع واصطفاف كُـلّ أفراد الشعب اليمني -كلٌّ بحسب موقعه وقدراته-، هو الطريقةُ المُثلى لسد أية ثغرةٍ قد ينفَذُ منها لا سمح الله، إذ ليس بالخوف والفزع نواجهُ كورونا أَو غيره، بل بتجسيد الروحية الإيمانية وتمثيل اللحمة الوطنية..، هذا والله من وراء القصد.