أكاديميّةُ الشهيد القائد
زينب إبراهيم الديلمي
شتّانَ ما بين الذي تخرّج من الجامعة ومَن الذي تخرّج من الجامع، فالأول يتباهى بنفسه أنّه يحملُ العِلمَ الكثيرَ ويرتدي الهندام الحديث، حاملاً شهاداتٍ عليا يزعُمُ أنّه الوحيدُ الذي تشبّع من العلوم والمعارف، والآخر يحمل مشروعَ أُمّة أُلقيت على عاتقه رغم أنّه حاملٌ رسالةَ الماجستير.. لكنّ التربيّة القرآنيّة والبيئة الربّانية نحتت بأريب أناملها في وجدان ذاك الذي حمل هدى الله كسُلَّمٍ نصعد فيه إلى أوج الهداية والفلاح.
في منطقةٍ ذات جبالٍ شاهقة وفي كوخٍ صغير، كان الطُلاّب يتوجّـهون في ذلك الكوخ الذي تحوَّل إلى أكاديميّة تخرّج منها جيل قرآني على يد ذلك القائد الصَمصَام.. وكان النّور المُنبثق هناك هو نور المسيرة القرآنيّة التي بقت في خلوات السّنين تنتظر أيّانَ ظهورها يوماً ما على رؤوس الأشهاد.
ذلك المشروع الذي لم يخرج عن إطار القرآن -كما يورد في ألسنة الحاقدين والشّامتين أنّ ملازم الهدي خرجت عن ملّة الإسلام وأتت بدينٍ جديد- حمل ما يستنتجه ألباب الحقد الأمريكي ومشروعه القذر في دخوله إلى اليمن منذُ وقتٍ مُبكر جِـدًّا، وفصّل زُخُرف قول الجبابرة ومكرهم وحقدهم؛ ولأنّ منظور الشّهيد القائد القرآني التي يخشى بها على أُمّة نبيه، تحدّث بها في ملازم الهدي عن نبوءاتٍ ستجر الأمّة إلى الهاويّة إن لم توجّـه بؤبؤةَ أعينها إلى واقع حالها وأين هي منزلقة في مأزق الشّر والمؤامرات.
هُناك حين علم طواغيت الأرض وعبيد الشّيطان مكانَ ظهور المسيرة القرآنيّة العالميّة، جاءوا بطغيانهم وتسلّلوا بشراك الحقد المكنون على حسين الزّمان، وأعادوا كربلائيّة الحسين في مران -عاصمة المسيرة القرآنيّة- وأيُّ واقعة وقعت أسوأ من كربلاء ألطف! هُنا، حَيْــثُ وقعَ على الأرض جسدُ الشّهيد القائد مُفارقاً روحه إلى معراج السّماوات، مُنتصراً ببزوغ فجر المسيرة العالميّة الشّاملة السّرمديّة التي حقّقت وعد الحق المُتجلّي وانتصار المُستضعف على المُستكبر.
هذه هي أكاديميّةُ الشّهيد القائد، وها هو أرجوزة الحق المُنتصر يعلو شامخاً تجاوزت هامات الجبال، ترك بصمتَه لتلاميذ الأنصار في تشييد سور النّصر العظيم وتعبيد طريق المسيرة القرآنيّة التي تجذّرت في تضاريس الحياة وتأقلمت بمناخ الأرض.
إنّها الأكاديميّة القرآنيّة التي جعلت الحاقدين منها محط للسخريّة والازدراء وهي أكمل وأعمّ وأشمل من جامعات العالم ومن خرّيجيها، والفرق بين الجامع والجامعة أنّها كالذكَر مثل حظ الأُنثيين.