إن تنصروا الله ينصركم
نجم الدين الرفاعي
من عمليةِ “نصر من الله” إلى عملية “فأمكن منهم”، آياتٌ تجلّى فيها وتحقّق وعدُ الله بنصر المؤمنين وتمكينهم على أعدائهم، دونما اعتبارات للمعايير المادية والغلبة في العتاد والمال.
نُعِدُّ ما استطعنا وقلوبُنا وعقولُنا وأيدينا تبتهلُ إلى الله، طالبةً منه العون، وما النصر إلّا من عند الله، علم اللهُ صدقَ المجاهدين فبارك التزامهم بسننه يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوص، فبارك اللهُ خطواتِهم.
الأرض تُطوى تحت أقدام أنصار الله بمفهومه الشامل، فتتساقط المعسكراتُ وتتحرّر المديرياتُ والمحافظاتُ وتتحقّق المعجزاتُ للذين استجابوا لله (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، ظاهرين على أعدائهم لا يغرُّهم نصر ولا ينسيهم تمكين، فإن اللهَ هو الناصر والقاهر والظاهر فوق كُـلِّ شيء، فتجدهم رسل سلامٍ للقلوب والنفوس ينشرون الأمنَ والأمانَ في كُـلِّ منطقة يحرّرونها ويعيدون للنفوس سكينتها، بعد أن ملأها أعداءُ الله خوفاً ورعباً وعاثوا فيها خراباً..
يجسدون عملياً قولَه تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) ، لا القوة العددية ولا آلات الدمار وإهلاك النسل والحرث، ولا المكر والدهاء والفجور والمال يمكن أن يحقّقَ نصراً لعدوٍّ ظالم، إلّا أن كنت أنت بعيداً عن الله فاستحققت تمكين الله لعدوك الظالم عليك كعقاب إلهي.
التزامنا بتوجيهات الله والسير على نهجه وتطبيق سننه والتخلّق بخلق القرآن، واتّباع أَعلام الهدى، وإعدادنا ما استطعنا ببذلِ جهدنا بصدق، هي أسلحة انتصارِنا على أعدائنا.
وبعد كُـلِّ تمكينٍ ينبغي علينا القولُ: (سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا).