مشروع الشهيد القائد كان جامعاً وتحرّرياً والشعار الذي صدع به مثّل صاعقةً كبرى لأمريكا
باحثون وسياسيون وقادة أحزاب لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة – عباس القاعدي
تظلُّ سيرةُ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي –رضوانُ الله عليه- خالدةً لدى اليمنيين، فقد كان أوّلَ من صدع بالحق في مواجهة الاستكبار العالمي الأمريكي والصهيوني، وتكلّم في زمنِ الصمت، وثبت في زمن الاستسلام، وهو الذي تحَرّك من واقعِ الشعور بالمسؤولية، حاملاً روحيةَ الإنسان المؤمن والواثق بأن الله سينصره ويعينه ويخرج أبناء الأُمَّــة من حالة الخنوع والتيه والضياع والضلال إلى الطريق الصحيح بالمشروع القرآني الذي أسّسه وبناه.
وبالتزامنِ مع الذكرى السنوية للشهيد القائد، التقت صحيفةُ “المسيرة” عدداً من قادة الأحزاب المناهضة للعدوان، للحديث عن هذا الرجل العظيم، فكانت هذه الحصيلة:
مشروع قرآني:
يقول عضوُ المجلس السياسي لأنصار الله الدكتور حزام الأسد: إن الشهيدَ القائدَ حسين بدر الدين الحوثي –رضوانُ الله عليه- تحَرّك من خلال القرآن الكريم، والشعور بالمسؤولية، والتمس واقعَ الأُمَّــة المرير الذي كانت تعيشُه في ذلٍّ وهوانٍ واستضعافٍ لأبنائها من قبل الأعداء.
ويشير الأسد إلى أن الشهيدَ القائد كان يعرف جيَدًا التحدياتِ التي تواجهه في هذه الطريق القرآني، ولقد شخّص مكامنَ الخلل والضعف وأسباب الانحطاط التي تعيشه الأُمَّــة، وقدّم الحلَّ والمخرج من خلال القرآن الكريم، ليعيد الأُمَّــةَ إلى الله تعالى والارتباط به والتوكل عليه.
ويضيف الأسد بقوله: إن الشهيدَ القائد أسّس المشروع القرآني، وصدع بالشعار وَالصرخة في وجه أمريكا، والذي مثّل صاعقةً كبرى لها، تزامناً مع الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا تزعمها لما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وحشد الجيوش في جميع أنحاءِ العالم، خُصُوصاً في العالم الإسلامي معلنة شعار “من ليس معنا فهو ضدنا”.
ولفت عضوُ المجلس السياسي لأنصار الله، إلى أن الناس كانوا يظنون بأن ما جاء به الشهيدُ القائدُ جديدٌ ومخالفٌ على ما هو متعارف عليه؛ بسبَبِ الثقافات المغلوطة التي قادتهم للانصياع والتسليم المطلق لليهود والنصارى، التي تُعتبر هي الجديدَ في الأَسَاس على هُــوِيَّة الأُمَّــة ومنهجها القرآني الصحيح وفطرتها السليمة، مُشيراً إلى أنه لم يفكر أحدٌ من الحكام وَالعلماء والوعاظ والدعاة والأدباء والسياسيين والعسكريين في التجرؤ والنطق بكلمة واحدةٍ في وجه أمريكا أَو ينتقد جرائمها وهيمنتها واستكبارها، أَو ينتقد الأنظمة العميلة لها، بينما الشهيد القائد تبنّى شعارَ الموت لأمريكا وثقف المجتمعَ بثقافة التحرّر من الوصاية والهيمنة الأمريكية دون خوف.
ذكرى عظيمة لقائد عظيم:
من جهته، يقول الدكتورُ خيري علي السعدي -الأمين العام المساعد لحزب العمل-: إن الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- هي ذكرى عظيمة لقائد عظيم، والذي كان قامة إيمانية ووطنية ظهرت في زمنِ الخضوع والخنوع.
واعتبر السعدي ذكرى الشهيد، محطةً سنويةً مهمةً لاستلهام الدروس والعبر من حياته الجهادية؛ كونه القائد الذي حملَ المشروعَ القرآني وتحَرّك من خلاله، كاستجابة لطبيعة المخاطر والتحديات التي كانت تُهدّد كيانَ ومستقبلَ اليمن، دون وجود أية دوافع سوى خروجه بوجه الظالم كواجب ديني وإنساني، لمقارعة الظلم واسترجاع الحرية المسلوبة للشعب اليمني، ووضع حَـدٍّ للتدخلات الخارجية بشؤون اليمن.
وأكّـد السعدي أن الشهيدَ القائد شجاعٌ وسخيٌّ كريمٌ، بلغ سخاؤه أن جاد بنفسِه وأسرته في سبيل المشروع القرآني، متوجاً ذلك بالشهادة في سبيل الله.
وأوضح السعدي أن المشروعَ القرآنيَّ للشهيد جاء متكاملاً شاملاً لجميع المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، ويهدفُ إلى تحريرِ الأُمَّــة من واقعها الذي وصلت إليه، من خلال رفع مستوى وعيها بواجباتها في مواجهة العدوّ (الأمريكي وَالإسرائيلي)، ومشروعهم الذي يحارب الأُمَّــةَ بكلِّ الأساليب العسكرية والاقتصادية والفكرية أَو الحرب الناعمة.
مشروع جامع:
بدوره، يؤكّـد الباحثُ السلفي وعضو تكتل الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، محمد عزالدين، أن مشروعَ الشهيد القائد يُعتبر مشروعاً جامعاً يجب على الجميعِ أن يلتفوا حولَه بمختلف توجّـهاتهم السياسية، كما أنه مشروع تحريري ومشروع جماعي يحمل نهجاً قرآنياً؛ وَباعتبار أن القرآنَ هو الذي ينبغي أن تلتفَّ حوله الأُمَّــةُ.
أما أمين عام حزب الحرية التنموي، عمار مرشد نايف، فيؤكّـد أن الشهيدَ القائدَ كان “حليفَ القرآن”، وهو الذي أعاد له عظمته، ووضح للأُمَّــة مُرادَ الله في كتابه الكريم بأبهى صورة.
وأوضح نايف أن إرادةَ الشعب وحكمةَ القيادة الثورية والسياسية حوّلت الموازين، لتبدأ معها دروسٌ كتبها الشهيد القائد، وترجمها رجالُ الرجال، وأيدها الشعبُ العظيم بقيادة المجاهد السيد عبدالملك الحوثي، الذي وضع أهدافَه وكلُّها نبلٌ ورجولةٌ وإنسانيةٌ، مستمداً من الرسول الأعظم الأخلاقَ، والمحارب المستوعب عظمة رسالته الجهادية، التي نالوا منها الحظَّ الأوفرَ وأصبحوا يتحكمون بزمام المبادرة، ويضعون قواعدَ اللعبة ويرسمون خططَ المواجهة بنفس طويل أذهل العالمَ بالصبر العجيب، وبحكمة القائد الذي أربك العدوانَ بعمليات وإنجازات عسكرية كبيرة، منها عملية نصر من الله والبنيان المرصوص وعملية فأحبط أعمالهم، وَأمكن منهم.