كان ولا زال شهيدَ المنبر
عبدالحفيظ الخزان
الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري الحسني (أُمَّةً) قائمةٌ بين جيلَين من العلماء، حمَلَ رسالةَ الإحياء والبعث لِبَثِّ الروحِ في العلوم بأنواعها، بعد أن كادت تندرسُ؛ نتيجةً لتفريط أهلها وإفراط أعدائها.
فكان الشهيدُ ذا قدرات خَاصَّةٍ، أنعم الله عليه بها؛ لتسهيلِ مهمته والقيام بها خيرَ قيام، كالهمة العالية وطموحِه الدائم أن يكون الأفضلَ في تلقي العلوم وكذلك في إيصالها لطلابه المتعلمين، فدرَّسَ وبنى وحقّق الكتبَ وحدّث الأساليب، مع امتلاكه روحاً وثّابة للمعالي وقوةَ منطق وحُجَّةً بالغة.
كانت طريقُه صعبةً، وكأنما يسيرُ عكسَ كُـلِّ الوضع السياسيّ وكل المنحرفين وكل الحاقدين وكل المأجورين، فهُوجم إلى مركَزِه وضُرِبَ بالرصاص وتم تسليطُ الغوغاء والسفهاء؛ لمشاقته والعدوان عليه وتم محاصرته بمراكز الوهابية وغيرها.. وتم سجنه مرات عديدة.
ومع كُـلّ ذلك، كانت الضِّباعُ المأجورةُ تُخَطِّطُ لاغتياله، فلم يُثْنِه ذلك، بل واصل يؤدي رسالتَه حتى صعد لمولاه شهيداً سعيداً على مِلَّةِ المصطفى وآله الكرام.
فسلامُ الله عليه يوم وُلِدَ، ويوم استشهد، ويومَ يُبعَثُ خصيماً للقَتَلة والمنافقين والمذبذبين، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدِر.