كورونا.. بين الوهم والحقيقة
عبدالوهّاب الشريف
لا يختلفُ اثنان في خطورةِ انتشار فيروس كوفيد19 المعروف بـ (كورونا) المستجَد بين دولِ العالم، ولَكن لا يعني أننا لا ندركُ أن هذا الانتشارَ والهجومَ البيولوجي في هذا التوقيت كان هدفُه الأَسَاسي ضربَ اقتصاديات دول متقدّمة، والنيل من سمعتها وعزلها عن العالم اقتصادياً وسياسياً، وكانت جمهورية الصين في المقدمة لهذا الهجوم البيولوجي، والذي أشار متحدّثها الرسميُّ إلى أن عسكريين أمريكيين هم مَن جلبوا هذا الفيروسَ لمدينة أوهان الصينية منطقة انتشار الوباء، وهذا النوعُ من الحربِ يأتي في سياق فشل الحروب العسكرية ضد الخصوم، وقناعة صُنَّاع القرار في الدول العظمى بعدم جدوائية الخيار العسكريِّ بعد تجربةِ الحروب العالمية الأولى والثانية، التي أودت بحياة مِئات الآلاف من البشر دون تحقيق نتيجة.
نُدرك جميعاً الطفرةَ الاقتصادية الهائلة للصين، وهو الأمرُ الذي آثار قلقَ الدول الغربية وخُصُوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، عن خطورة صعود تلك القوة الاقتصادية العملاقة في شرق الأرض، والذي أصبح الهاجس المرعب والوحيد لتهديد نظام الرأسمالية العالمية الذي تتزعمه أمريكا منذ عقود طويلة من الزمن.
هذا الفيروسُ المستجد والذي استطاعت الصينُ أن تردَّه إلى بلد المنشأ بنفس الطريقة والأسلوب التي جُلب به إليها، هو في واقع الأمر يُمثّل حرباً عالمية بيولوجية بين الدول العظمى في هذا العصر، بل وهي الحرب الأخطر على الإطلاق بين تلك الدول على كوكب الأرض، كما وصفها الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه بأنها الحربُ التي تخوضها الدولُ ضد عدوٍّ لا يُرى بالعين المجردة.
هذا النوع من الحرب يتصارع فيه الكبار وعتاولة حكام الدول الكبرى والمتسلطة في القرار العالمي، كما نشاهده اليوم من تراشقات سياسية بين أمريكا والصين على وجه الخصوص، واتّهام بعضهم البعض بتفشي هذا الفيروس وتصديره لدول العالم، وكلُّ ذلك لأغراضٍ يعلمونها هم ونجهلها ولسنا طرفاً فيه كدول نامية أَو ما يعرف بدول العالم الثالث، ولَكننا لن نكون بمأمن منه في حال عدم اتّفاق صناع القرار الدولي فيما بينهم على إيجادِ تسوية سياسية واقتصادية، والتزام تلك الدول أدبياً وإنسانياً على كشفِ المصل المضاد لهذا الفيروس الذي صنعته أيديهم قبل أن يفتكَ بالمزيدِ من سكان الأرض، وهو بلا شك موجود لديهم من قبل وجود هذا الفيروس الذي أصبح كابوساً مخيفاً يُهدّد حياة عشرات الملايين من البشرية.