منظوماتُ الدفاع الجوي غيّرت موازينَ المعركة وحيّدت تشكيلاتِ الطائرات المعادية بالكامل
الخبير والمحلل العسكريّ اللواء عبدالله الجفري في حوار مع صحيفة “المسيرة”
قال الخبيرُ والمحللُ العسكريّ، اللواء عبدالله الجفري: إن منظومة الدفاعات الجوية اليمنية ثاقب ١ وثاقب ٢ وثاقب ٣ وفاطر ١ استطاعت تغييرَ موازين المعركة لصالح أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.
وأكّـد اللواء الجفري في حوار مع صحيفة “المسيرة” أن هذه المنظوماتِ تمكّنت من تحييد تشكيلات الطائرات المعادية في سماء اليمن بالكامل والتصدي لها بقوة عالية تفوق سرعةَ الطائرة.
وأشَارَ اللواء الجفري إلى أن دولَ العدوان لجأت إلى جلبِ التشكيل من الطائرات المعادية بعد إسقاط طائرة تورنيدو في سماء محافظة الجوف، معبراً عن ذلك بعدة تفسيرات هامة وردت في نص الحوار التالي:
المسيرة: حاوره أيمن قائد
- بدايةً سيادة اللواء.. ما هو تعليقُكم حول فاعلية الدفاعات الجوية اليمنية وإنجازاتها في التصدي للتشكيلات القتالية المكونة من الطائرات المعادية في سماء المحافظات اليمنية؟
في البداية، أُحييكم وأُحيي صحيفة صدق الكلمة، بلا شك أن فاعليةَ الدفاعات الجوية وخَاصَّة تلك المنظومات التي أزيح الستار عنها كمنظومة فاطر 1 وثاقب 1 وثاقب2 وثاقب 3 كان لها الدورُ الأبرزُ وبالغُ الأثر في التصدي للطائرات الحديثة والمتطورة، سواءٌ أكانت طائرات سعوديّة أَو إماراتية أَو غيرها التي تعتبر من الجيل الخامس للإمبراطورية الأمريكية والفرنسية والبريطانية لما تمتلكُه من خصائصَ قتاليةٍ وطيرانية وملاحية، وهي بالغةُ الثمن والتكلفة ولديها من الخصائص ما يمكّنها من عدم إسقاطها بسهولة. الارتفاعات العالية التي تصل إلى 20 ألف متر، وكذلك السرعة الفائقة التي تتجاوز 2,5 ماخ، أي ما يقارب 3 آلاف كيلو متر في الساعة، وتحلّقُ في الفضاء لأكثرَ من 5 آلاف كيلو وتحمل من الأسلحة المحرّمة دولياً بما فيها القنابل النووية وكذلك الصواريخ وَأَيْـضاً الأسلحة البيولوجية والقنابل النيترونية والعنقودية والفسفورية وكذلك الصواريخ الموجّهة التي تُستخدَمُ لضرب السفن والمطارات والشبكات ومنصات الصواريخ.
ومن خلال هذه المنظومات، استطعنا أن نواجهَ هذه الطائرات التي أُدخلت إلى الخدمة في ثمانينيات القرن الماضي والتي شاركت في صناعتها عدة دول مثل الطائرة تورنيدو التي أسقطت في محافظة الجوف، وهي تعتبر أولَ طائرة يتم إسقاطُها على مستوى العالم من هذا النوع، باستثناء طائرة واحدة أسقطت في حرب الخليج الثانية عن طريق الخطأ من صواريخ الباتريوت الأمريكية.
- ما المدى التي وصلت إليه الدفاعاتُ الجوية اليمنية في سماء اليمن مع وجود الطائرات المعادية الحديثة؟
يمكن القول إننا اليوم استطعنا أن نصلَ إلى مستوى أن نرفعَ شعار “سماء اليمن ليست للنزهة”، وخَاصَّة أن هذا العام هو “عام الدفاعات الجوية”، وهذه المنظومات التي استطاعت اليوم أن تلاحقَ هذه الطائرات وخَاصَّةً منظومة فاطر1 التي تصل سرعتها 2,8 ماخ، أي تتجاوز سرعةَ الطائرة ويصل ارتفاعُها إلى عشرة آلاف متر وكذلك المدى 22 كم، أي بمعنى أنه في أرض المعركة تستطيع هذه المنظومات التصدي لهذه الطائرات وإسقاطها وكذلك تحييدها عن أرض المعركة.
اليوم طيارو دول التحالف يشعرون بالخوف والهلع والذعر؛ لأَنَّهم أصبحوا في دائرة الاستهداف لهذه المنظومات، ونجد أن الطائرات تعود من حَيْـثُ أتت وهي بكافة حمولتها التي أقلعت بها.
- نسمع بشكل يومي عن تحييد وتَصَــدّ لتشكيلات من الطائرات، سيادة اللواء.. هل لك أن توضح لنا ما المقصود بالتشكيلات؟
نعم بالتأكيد، التشكيلُ في نظام الطيران هو الذي يكونُ من 3 طائرات وما فوق؛ لأَنَّ السربَ يتكون من 3 رفوف والرف الواحد يتكون من 4 طائرات، وعندما نقول: إن السرب يحتوي على 3 رفوف بما يعادل 12 طائرة، أي أن هذه التشكيلات تكون 12 طائرة سرباً كاملاً، ونشاهد في كثير من الاحتفالات في كثير من دول العالم عندما يحتفلون باليوم الوطني في أية دولة تجدهم يعملون عرضاً عسكريًّا بتشكيل من الطائرات فعندما نشاهد التشكيل يكون أحياناً سرباً كاملاً، وهذه معلومةٌ مهمةٌ جِـدًّا.
- ولكن لماذا أتت دول التحالف بالتشكيل في الطائرات خُصُوصاً بعد الإعلان عن إزاحة الستار لمنظومات الدفاعات الجوية اليمنية وخَاصَّة منظومة فاطر1؟
هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه لماذا التشكيل بعد الإعلان عن إزاحة الستار لمنظومات الدفاع الجوي وخَاصَّة منظومة فاطر 1 التي دخلت للمعركة وتتصدى بشكل يومي ومستمر لهذه الطائرات.
التشكيلُ اليوم نشاهده لدول التحالف بعد أن أسقطت قواتنا طائرة تورنيدو في محافظة الجوف..؛ لأَنَّهم يريدون أَوَّلاً رفع المعنوية للطيارين الذين وصلوا إلى مرحلة الانهيار؛ لأَنَّه عندما يكون هناك تشكيل من الطائرات يكون بين الطيارين تقارب والكل منهما يراعي الآخر في أية حالة أَو خلل أَو حادث ليتم الإبلاغ عن الجهة المختصة، وكذلك في إطار الجانب الاستخباراتي؛ باعتبَارِ المرتزِقة لا قيمةَ لهم لدى دول التحالف؛ باعتبَارِهم سلعةً بالمال، وتجد التشكيلات في حال السقوط أَو إصابة الطائرة يقفز الطيار من الطائرة إمَّا يموت داخل الطائرة أَو يخرج منها بالمظلة وهو حي ويتم قتلُه من قبل الطائرات الأُخرى التي في التشكيل حتى لا يخرجَ سالماً ويصل الأرض حياً؛ لأَنَّهم يدركون إذَا وصل إلى الأرض سالماً، سيدلي بمعلوماتٍ استخباراتية ومعلومات خطيرة، قد يكشف عن أسرار لم يكن الطرفُ الآخر يتوقعها.
كذلك في حالة أن تم أسرُ طيار وهو سالمٌ يتم المقايضة فيه بعدد كبير من الأسرى؛ لأَنَّ الطيار تعتبر أهميته أكبرَ ممن في الجبهة وخَاصَّة ممن هم في القوات البرية، وكونه مر بمرحلة تدريبٍ ودراسة واهتمام أكبرَ وأعظم وتخسر عليه الدولةُ ملايينَ الدولارات.
إذاً هم اليوم لا يريدون أن يسقُطَ طيار ويصل سالماً؛ لأَنَّهم يدركون أن هذا الطيار ستتم مقايضتُه بآلاف الأسرى الموجودين لديهم، وهذا من حَيْـثُ الأهميّة في المكان، العدوان لا يريدُ أن يصلَ الطيار سالماً إلى الأرض.
– ماذا عن دور الدفاعات الجوية ومساهمتها في نجاح العمليات العسكريّة… نصر من الله، البنيان المرصوص، فأمكن منهم؟
الدفاعات الجوية لعبت دوراً كبيراً جِـدًّا في عملية نصر من الله، حَيْـثُ استعاد الجيشُ واللجانُ الشعبيّة مساحةً كبيرة جِـدًّا منها تُقَدَّرُ بخمسمِئة كيلو متر مربع، أي ما يقارب مساحة البحرين والسيطرة على ستة ألوية وأسر أكثرَ من ألفَي مرتزِق وتدمير واغتنام آليات وناقلات جُند وأطقم وغيرها من الآليات العسكريّة، واستطاع المجاهدون أن يتحَرّكوا بِحرية مطلقة وتنفيذ عملياتهم العسكريّة بمختلف مستوياتها.
وكان للمنظومات الدفاع الجوي الدورُ الأكبر والأبرز؛ لأَنَّ المرتزِقة لا يعتمدون إلّا على الغطاء الجوي وعند اختفائه تجدهُم يزعقون وينعقون.
وتحقّقت بفضل الله عمليةُ البنيان المرصوص في جبهة نهم وما تمثله هذه الجبهة من أهميّة استراتيجية، وهناك تصريحاتٌ وقلقٌ دولي حول هذه الجبهة وحول هذه العملية التي تحمل أبعاداً ودلالاتٍ هامةً جِـدًّا، بل وتمثل سقوط كافة المشاريع التآمرية.
ولعبت المنظوماتُ الدفاعية دوراً كَبيراً في تحييد الطائرات في عملية فأمكن منهم في الجوف، والتي كان لها الدور الأبرز من حَيْـثُ الأهميّة العسكريّة والسياسيّة والاقتصادية، المتمثلة في إغلاق كافة المنافذ مع الحدود السعوديّة “البُقع وشرورة” الذي هو خطُّ إمداد يصلُ إلى المرتزِقة، وتأمين الحدود المجاورة من قبل المملكة وكذلك تأمين محافظات يمنية مهمة واستراتيجية.
واليوم إذَا تحدثنا عن المساحات التي تمّت السيطرة عليها في عملية نصر من الله وعملية البنيان المرصوص وعملية فأمكن منهم فإنها تقدر بـ 59 ألف كيلو متر مربع، أي ما يعادل مساحة دولة البحرين وقطر والكويت مرتين وأكثر، رغم ما يمتلكُه مرتزِقة العدوان من آليات وإمْكَانيات وغيرها.
وكُلُّ هذه الانتصارات التي تحدثنا عنها وعن ما وصل إليه اليوم المجاهدون، كانت بفضل من الله سبحانه وتعالى وتأييده وبفضل فاعلية منظومات الدفاع الجوي التي تصدت للطائرات وعملت على تحييدها، وأصبحت اليوم لا تستطيعُ أن تنخفِضَ إلى أرض المعركة فتجدهم يعودون بما يحملونه من حمولة ومن أسلحة تم الإقلاعُ بها ولم يستطيعوا أن ينفّــذوا مهامَّهم وأهدافَهم التي أتوا مِن أجلِها.
وكُلُّ هذا تحقيقٌ لما وعد به قائدُ الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي بأن هذا العام هو عامُ الدفاع الجوي.