شـخصيةٌ استثنائية في عصر مظلم
علوية الفكر
قال تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ)، وقال رسولُ الله -صلواتُ الله عليه وعلى آله-: (إن تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيفَ الخبيرَ نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض).
إن من الشخصيات الفريدة من نوعها في عصرنا الحديث، ومن الأبطال العظماء، شخصية عظيمة كريمة من أصل كريم، ألا وهي شخصية (الشهيد القائد: حسين بن البدر)، الذي صار على نهجِ حيدر الكرار، فهو الذي صرخ في وجه العداء، أمريكا وإسرائيل، هذا الرجلُ العالمُ المجاهدُ الزاهدُ عن الدنيا وزهرتها “الباذل نفسَه ومالَه وأهلَه بل وحياته كلها” في سبيل دينه وفي سبيل وطنه وأمته، هذا الذي رأى الأمَّةَ في ضياع وظلم وتشريد وجور من لدن السلاطين، وغيرهم ممن يوالون أمريكا وإسرائيل، يرى هؤلاء يقتلون وينهبون أبناء أوطانهم ليرضوا بذلك أمريكا وإسرائيل، وكان الناسُ يرون ذلك ويعرفون أَيْـضاً، لكن لم يجرؤ أحدٌ يحرك ساكناً، وقد قال النبيُّ -صلواتُ الله وعلى آله-: (الساكت عن الحق شيطان أخرس).
فهذا السيد نهض وترك راحةَ نفسه وترك ما قد أنتج من دراسته ووظيفته ليحرّرَ هذه الأمَّة من سكوتها وضعفها، “فعَلَّم الناسَ ووعظهم وأرشدهم وأنبأهم بكلِّ ما يحيط بهم”، ودائماً كان يحثُّهم على الإخلاص لله وحدَه، والخوف منه وحدَه، وبأن ينصروا اللهَ ودينه وعبادَه وهو سوف ينصرهم ويؤديهم، وفعلاً إننا جميعاً نرى “الانتصارات تلو الانتصارات”، كُـلُّ ذلك؛ لأنهم مخلصون وفي نفس الوقت مظلومون، وإن قُتلوا فهم شهداء عند رب العالمين؛ ولأنه من أهل بيت الرسالة الذي أُمرنا بمحبتهم ونصرهم، وقد نبأنا الرسولُ -صلواتُ الله عليه وعلى آله- في معنى حديثه أنه كلما غاب نجم طلع نجم آخر من أهل بيته، يدعون إلى دين الله وإلى الجهادِ في سبيله، فيجب علينا أن ننصرَ هؤلاء وندعوَ لهم ونبذل أموالَنا وأنفسنا في طريقهم.
ذهب السيّدُ إلى جوارِ ربه، راضياً بعد أن بذل كُـلَّ ما بوسعه في سبيل الدعوة إلى الحق، وصبر على كُـلِّ الأذى والكذب من أعدائه، رحل وقد أسّس وشيّد أُمَّــة بأكملها رغم التحديات والمخاطر.