كورونا.. وصلة الرحم
مصطفى القطريفي
دولة تقعُ جنوبَ الوطن العربي، تاهت عنها الأبصارُ وانقطعت عنها الصلةُ من شقيقات لا يعرفن معنى الرحم، ولكأنها منفصلةٌ في كوكب آخر لا يصل إليه سوى حقنة من رواد الفضاء الذين يتظاهرون بالإنسانية.
خمس سنوات من القصف والتشريد والحصار والجوع والمرض والمعانات التي لا تنتهي، جرّاء عدوان ظالم وغاشم عدو للبشرية، وصمت عالمي من شدته أُدرجت اليمن قائمة النسيان.
فبالرغم من التطوّر والتقدم في الابتكارات والمهارات والعلوم التي تشهدها البشريةُ خلال الثلاثة القرون الأخيرة، إلّا أنها عجزت عن مواجهةِ فايروس صغير لا يرى بالعين المجردة، الذي خصصت له مليوناً ونصف مليون مختبر حول العالم لفحصه حسب (الصحة العالمية).
يشهد العالمُ صراعاً لم يسبق له مثيل، صراع أوقف النشاطَ العالمي بشتى مجالاته، أدخل مئاتِ الملايين في الحجر الصحي، منع نصف مليون راكب يومياً من التحَرّك، وفق (جوجل)، أوقف التعليمَ، أغلق الحدودَ، منع السفرَ، أوقف الدوامَ، ناهيك عن 50 مليون وظيفة ستتحوّل إلى البطالة، كما قال (المجلس العالمي للسفر والسياحة)، وأن العالم العربي مهدّدٌ بخسارة 1,7 مليون وظيفة وخسارة 42 مليارَ دولار، حسب (الأسكوا).
بالمقابل أعلنت وزارةُ الصحة اليمنية عن عدمِ وجود أية إصابة حتى الآن بفضل الله تعالى، هذا التضاد أشار إلى مدى انعزال اليمن عن العالم وانقطاع الصلة ببينهما، الذي جعل الأخيرةَ في وضع مأساوي طيلة خمس سنوات، وضع أخفته دولُ الاستكبار ووضّحه وباءُ كورونا (coved-19).
فلتتحَرّك الشركات العالمية لاختراع العقار المناسب الذي يقضي على هذه الجائحة، التي ستغيّر قواعدَ العلاقات بين الدول والبشر مستقبلاً؛ ولكي تعيد شوارع بكين وباريس والشارع الخامس من نيويورك حيويتها وازدحامها.
ولتعلم “كيورفال” الألمانية و”فريق تشين واي” الصيني و”كيزر” الأمريكي وكل الشركات، أن كورونا وغيرَه من الأوبئة كالإنفلونزا الإسبانية ˝H1N1˝ والطاعون الأسود، التي هي من صنع خبثهم، كلها بيد الله مدبرها ومحركها وموجهها الذي أخبرنا أن “صلته من صلة الرحم”.