كورونا وجبروتُ أمريكا
عبدُالله السيّاني
كنتُ قد قرأتُ قبلَ أسبوع تقريباً تحليلاً يتحدَّثُ عن تحوُّلِ أوروبا إلى بؤرةٍ لفيروس كورونا، وحينها سألتُ نفسي: كيف تتحوَّلُ هذه الدولُ الأكثرُ تقدماً وتفوُّقاً في جميعِ مجالات العلم والصناعة والطب والبحوث والدراسات إلى دولٍ عاجزةٍ عن مواجهة فيروس صغير لا يُرَى بالعين.
واليوم قرأت خبراً عن أمريكا صادر عن جامعة جونز هوبكنز: يقول: “ارتفاع وفيات كورونا في الولايات المتحدة إلى 593 والإصابات إلى 46 ألفاً وَ450 “، وخبراً آخرَ عن منظّمة الصحة العالمية: يقول “هناك تسارُعٌ كبيرٌ للغاية في عدد إصابات الكورونا في أمريكا، ومن الممكن أن تتحول إلى مركَزٍ للتفشي”.
قلت يا سُبحانَ الله.. الدولة العظمى التي تحكُمُ العالَمَ وتفرض إرادتَها وسياستَها وهيمنتَها عليه وتسنُّ العقوباتِ على من تريدُ من الدول فتخضع بقية الدول لتلك القرارات والمعروفة بتفوُّقِها الطبي والتكنولوجي والعلمي وبطغيانها ووحشيتها في استخدام وإنتاج الأسلحة الجرثومية والكيمائية والتلاعب بجينات الفيروسات وتصنيعها في مراكزها المنتشرة في ٢٥ دولة..، ها هي اليومَ يرتدُّ عليها تفوُّقُها وجبروتُها ويخرُجُ عن السيطرةِ.
فيروس أرادت به ومنه أن يقضيَ على الدول المناوئة لها والمنافِسة لها، وتجدُ نفسَها تتحوَّلُ إلى بؤرةِ التفشي الأول لهذا الفيروس، ولا يعلم إلا الله كيف سيكونُ حالُها في الأيّام والأسابيع القادمة!! ولا كيف سيكونُ إذلالُها وانهيارُ مصادر قوتها على يدِ أحقرِ مخلوق “فيروس” قد تلتقطُه يدٌ مِن على سطحٍ أملسَ دون أن تشعُرَ.