قائدٌ للأُمَّــة.. عناوينُ للتاريخ!
سند الصيادي
كعادته مطلعَ كُـلِّ عام جديد من الصمود، يتحدّثُ السيّدُ عبدالملك الحوثي في خطاباته عن عددٍ من المواقف والمقتضيات والركائز الهامة التي تلبي واقع وَمتطلبات المرحلة القادمة، والتي بقدر أهميتها لواقعنا الداخلي، فأنه يضع الرأي العام الإقليمي والدولي وَمراكز القرار وخبراء التحليل النفسي، أمام تدقيق عميق في مفرداتِ خطابه، وَكذلك في ملامحِ وجهه ونبراتِ صوته..
وبكلِّ تأكيد فإن نتائجَ هذه القراءات ستكون مخيبةً لآمالهم وطموحاتهم كالعادة، فالمكاسبُ إيجابية على كافة المستويات، والسيّد بدا واثقاً وَفي وضعية نفسية وَمعنوية مغيظة للخصوم، ناهيك عن الوضعيةِ الميدانية المريحة التي يدشّن منها القائدُ عاماً جديداً من الصمود.. وَهي الأكثرُ إغاضة وَوجعاً لهم..
لم يفوت القائدُ في خطاب الذكرى شيئاً له أهميته ودلالاته إلّا وَتطرّق إليه وَأهاب به وَشدّد عليه، وجعل الجميعَ على بينة منه كلًّا بما يخصُّه، فقد وجّه وَحذّر وَنصح، وتوجّـه للقيادة السياسية وَالشعب الصامد، وَخاطب دولَ تحالف العدوان ومرتزِقتهم، مقيماً الحججَ كما هي عادته دائماً.
لقد حمل خطابُ القائد عناوينَ عريضة وتفصيلية تمثّل ملامح واضحة لدولة ومشروع المستقبل الذي يخطُّه اليمنيون بدمائهم، وَهذه الصورةُ بقدر اعتزازنا وفخرنا، بل وَسيل دعواتنا لله أن يحفَّ مساراتها بالتأييد وَالمساندة، فإنها لا تخيف الأشقاء ولا الجوار، ولا تُمثّل خطراً لنواميس التعايش الإنساني وَالقوانين والتشريعات الدولية، ولا تترك لأحد من مبرّر للوقوف ضدَّها من الداخل أَو الخارج، إلّا بكونه عدوًّا لإرادة الشعوب وَللإنسانية والقضايا الجوهرية والمركزية للأُمَّــة.
وبعيداً قليلاً عن القضايا المتعلقة مباشرةً بالعدوان على اليمن التي تناولها خطابُ القائد، جاءت إدانته لما يتعرّض له قياداتُ المقاومة الفلسطينية في السجون السعوديّة، ومبادرته التاريخية في استعدادِ الشعب اليمني للمقايضة بهم مقابلَ إطلاق سراح طيار وَعدد من الضباط السعوديّين الذين تم أسرُهم على ذمة العدوان، مبادرة ذات أبعاد عدة فاجأنا بها القائدُ، وَتداعياتها المتوقعة وَالحقائق التي فرضتها لا يتسع المجالُ هنا لاستعراضها، غير أن فلسطين كانت وَستظلُّ بوصلةً تحدّد مسارَ وَنهجَ كُـلِّ المواقف، وبها يقاس الإِيْمَان وَالهُـوِيَّة والعروبة وَالرجولة والإنسانية عموماً.
ثمة عنوان عريض يزداد وضوحاً وَعرضاً، مفادُه أن هذا القائدَ اليمنيَّ العربيَّ المسلمَ المؤمنَ المتساميَ فوق كُـلِّ النزعات وَكُـلِّ الشبهات والأحقاد وَالتفاصيل، لا يرسم مستقبلاً مشرّفاً لبلده وَحسب، بل باتت الأُمَّــةُ والإنسانيةُ كلُّها على موعد مع إشراقة فجره البازغ، بشائرَ وَكرامات.