عليك من الله كُلُّ السلام
علي المؤيد
السيّدُ القائدُ، الأصدقُ استبصاراً في دينِ الله، والأكثر غيرةً على حُرمةِ الأمة، والأشدُّ امتعاضاً من الذل والهوان، ذاب حُــبًّا في الله ورسوله، ولم يدخر في سبيل الله جهداً إلّا وكان من السبّاقين إليه، يحمل خلف ضلوعه همومَ كُـلِّ الشعب وأوجاع كُـلِّ الأُمَّة وتطلعات كُـلِّ المستضعفين، لازم آياتِ الكتاب المجيد فاستضاء الناسُ بأنوار الهداية في كبير الشؤون وفي صغيرها، كان همُّه ومسعاه الواضح خلاصَ هذا الشعب وتحريرَه من أغلال قوى الهيمنة يوم سعت الدنيا بخيلها ورَجْلِها لاستعبادِ هذا الشعب وإخضاعه، لا يتوقف عن الإشادةِ بشعب الإِيْمَان وبطولاته ومآثره بعد أن كانت الشعوبُ قد أدمنت التصفيقَ لطواغيتها، واستحسنت سبلَ الإطراء المزيَّف وأساليب النفاق، يدرك ما في صدورِ الناس من مجمل القيم النبيلة ويغنيها بفيض من كتاب الله وقبس من دروس الهدي، فتتدفق كُـلّ حين أمواج من الذكرى التي تنفع المؤمنين في الوقت الذي يحاول فيه الملوكُ والحكامُ ببغيهم وفسادهم وضلالهم طمسَ ما تبقّى في صدور أبناء شعوبهم من قيم ومن أخلاق.
القائد الفذ هو الذي يشيرُ في أول أيام العدوان إلى حماقةِ العدوِّ، ويؤكّـد بأن عدوانَه “أحيا في هذا الشَّعْـب روحَ العزة والإباء والحُرية كما لم يسبق له في كُـلِّ ما مضى”، وأن هذا “غير وارد” فلم يكن وارداً ولن يكون، وقال: إن الشعبَ يراهن وبكلِّ ثقة على الله القوي العزيز، وعلى ملك السماوات والأرض، فكان تحت قيادته كذلك، وفشل رهانُ العدوان على أمريكا، وأطاح الشعبُ الواثقُ بالله بكلِّ تلك الإمْكَانات والأموال والآمال الشيطانية.
فالسلامُ على القائد الذي يرى بنور الله وسننه الكونية الثابتة نتائجَ الأحداث، ويبصر بعيون الثقة بالله مصائرَ البغاة والمستكبرين، السلامُ على القائد الذي رأى تحَرّكَ الشعب قبل أن يتحَرّك، السلامُ على القائد الذي حمل همومَ الشعب ولا يزال، وقاسمه آمالَه ولا يزال، وتبنى طموحاتِه وأشواقه السامية وما يزال، كان نبراساً لهُويته الإِيْمَانية النيرة وصوتاً لحقيقته الإنسانية الفاعلة، ورمزاً لرايته اليقينية الشاهقة ولا يزال، وسيظلُّ.
السلامُ على القائد الذي أشعل جذوةَ المنطلقات في مواجيد الناس، وحرّك أسمى الدوافع في ضمائرِ المستضعفين، وتجسّدت في مواقفه حقائقُ القضية العادلة وَمواقف الحق المبين، السلامُ على القائد الذي تحَرّك من منطلق إِيْمَانه وقيمه ومبادئه وأخلاقه وَإبائه وعزته ونَخوته وشهامته وكرامته، فلم يقبل الإذعان ولم يساوم مطلقاً يوم استفزته جراءةُ العدوان الأثيم، يومها كانت الزعامات الافتراضية تغرق في بركة الصمت الثقيل، السلامُ على السيّد القائد الذي قاد كُـلَّ الجبهات وكلَّ مسارات العمل، السلامُ على السيّد القائد في صبره ومصابرته ورباطه وتقواه، السلامُ عليه وعلى الشعبِ الذي والاه.