طيران العدوان يلقي صناديق مليئة “بالكمامات” على العاصمة صنعاء ومحافظتي المحويت والحديدة
النظام السعودي يرسل فيروس كورونا لليمنيين “جواً” بعد فشله “براً”
تقرير| هاني أحمد علي:
يتعمَّدُ النظامُ السعوديُّ بطرق شتى، نقل فيروس “كورنا” إلى اليمن، وهو من البلدان القليلة التي لم يصلُ إليها هذا الوباء من بين أكثرَ من 206 دول حول العالم.
وحاولت الرياض خلال الأيّام الماضية نشرَ هذا الوباء “براً”، عبر إعادةِ الآلاف من المرحلين اليمنيين والمعتمرين عن طريق منفذ الوديعة الواقع تحت سيطرة مرتزِقتها، لكن مخطّطها الإجرامي اصطدم بالإجراءات الصارمة والمشددة التي اتخذتها حكومةُ صنعاء في المنافذ البرية، وإنشاء محاجر صحية وإجراء الفحوصات الطبية لكلِّ الوافدين، الأمر الذي دفع السعوديةَ للبحث عن حِيَلٍ أُخرى؛ لنقلِ هذه العدوى إلى اليمنيين.
وفي جريمة غير مسبوقة، تُعدُّ هي الأبشع في التاريخ، قام طيرانُ تحالفِ العدوان الأمريكي السعودي، أمس الاثنين، بإنزالِ صناديق تحمل “كمامات وجه” وأشياء أُخرى على منطقة نقم بمديرية آزال بأمانة العاصمة ومديرية الحالي بمحافظة الحديدة، ومديريتي بني سعد والطويلة بمحافظة المحويت، في خطوة غريبة وغير واقعية أن يقومَ طيرانُ العدوان السعودي بإلقاءِ بضع كراتين من الكمامات على هذه المدن اليمنية.
ويتخوّف الكثيرون أن تكون السعوديةُ قد عمدت إلى نشر فيروس “كورونا” عن طريقِ هذه الكمامات، حيثُ بإمْكَان كمامة واحدة نشر هذا الفيروس في أوساطِ المجتمع بأكمله، الأمر الذي يكشف الوجه الإجرامي البشع للنظام السعودي ونيته المبيَّتة في نشرِ الضرر بالشعب اليمني، ونقل وباء كورونا عبر كمامات تلقيها طائراتُه الحربية على المواطنين في مديريات نائية، ومجتمع قتله استمرار العدوان والحصار.
أساليب منحطة وسقوط أخلاقي:
ويستنكر الدكتورُ حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء لشئون الخدمات والتنمية، رئيس اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، هذه الأساليبَ التي لجأ إليها العدوانُ الأمريكي السعودي على بلادِنا، ويصفها بالجريمة البشعة والقذرة، معتبراً أنها جزء من العدوان المستمرِّ على البلد منذُ أكثر من خمس سنوات.
ويوضح الدكتور مقبولي في تصريح لصحيفة “المسيرة”، أن العدوانَ السعوديَّ عجز وفشل خلال الفترة الماضية في اختراقِ الأجهزة الصحية والسلطات المعنية التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء لا سيما الموجودة في المنافذ بعد إرسال الآلاف من المواطنين المرحلين والمعتمرين عن طريقِ البر لليمن، ولكنه وبعد أن فشل في ذلك عاد ليتبعَ أساليبَ قذرةً ومنحطةً وسقط أخلاقياً لقيامه بإلقاء الكمامات والمواد المشبوهة عبر الجو ومن خلال طائراته؛ بهدَفِ نشر فيروس كورونا بأوساطِ اليمنيين.
ويهيب نائبُ رئيس الوزراء لشئون الخدمات والتنمية، بجميع أبناء الشعب اليمني رفض أي مواد أَو أشياء أُخرى، يقدّمها النظامُ السعودي وعدم الاقتراب منها والحذر منها حفاظاً على سلامتهم وأمنهم، داعياً الأجهزةَ الصحيةَ والسلطات الأمنية العمل على وجه السرعة بتحريز صناديق الكمامات التي أنزلها طيرانُ العدوان ومنع الأهالي التعامل معها أَو الاقتراب منها.
مقبولي: ندعو المواطنين بعدم الاقتراب من أية مواد مشبوهة يلقيها طيران العدوان من الجو حفاظاً على سلامتهم
ويندّد الدكتورُ مقبولي بجريمة العدوان السعودي الأمريكي التي استهدفت الحجرَ الصحي التابع لمديرية الصليف بالحديدة ومحاولة تقويض كُـلِّ الإجراءات الصحية الاحترازية والاستباقية، التي تقوم بها سلطاتُ صنعاء في مواجهة فيروس كورونا، مؤكّـداً أن هذا الاستهدافَ للمرفق الخدمي الصحي “جريمة بحق الإنسانية تضاف إلى جرائم العدوان بحقِّ شعبنا اليمني على مدى خمس سنوات”.
ويبين مقبولي أن مبنى الحجر الصحي بمنطقة الصليف، هو مرفقٌ مدنيٌّ وجد ضمن الإجراءات الاحترازية التي أقرتها اللجنةُ العليا لمكافحة الأوبئة، وهو يقدّم خدماته الصحية في إطار الوقاية من وباء الكورونا، مُشيراً إلى أن إقدامَ العدوان على قصف هذا المبنى يُعدُّ مخالفةً للمواثيق وكل المعاهدات الدولية؛ باعتبار المرافق الصحية تحظى بالحماية الدولية والحيادية حتى في أوقات الحروب.
ويدعو الدكتور مقبولي كُـلَّ أحرار العالم والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لإدانتها والوقوف في وجه مرتكبيها، وفضح عدوانهم المتواصل على بلدِ الإيمان والحكمة.
الصحة تندّد وتحذر:
وزارة الصحة والسكان وعبر متحدثها الدكتور يوسف الحاضري، استنكرت قيامَ طيران تحالف العدوان، أمس الاثنين، بهذه الخطوة في ظل بقاء اليمن خالياً من هذا الوباء بعد أكثر من 100 يوم من انتشارِه على مستوى العالم.
كما استنكرت الوزارةُ قيامَ العدوان بشن عدد من الغارات على منطقة الصليف بمحافظة الحديدة، مستهدفاً مواقعَ مدنية قريبة جِـدًّا من الحجر الصحي الخاص بالإجراءات الصحية لمكافحة فيروس كورونا، ما أَدَّى إلى تدميرِ أجزاء منه وقيام الكادر الطبي والعامل في الحجر بالانتقالِ من المنطقة وخروج كُـلِّ من كان في الحجز، والبالغُ عددُهم حوالي 85 شخصاً خَاصَّة والطيران يحوم فوق المنطقة وفوق مدينة الحديدة، وعددٍ من مديرياتها حتى اللحظة.
وفي تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، حمّل الدكتور الحاضري النظامَ السعودي المسئوليةَ الكاملة عن نشر هذا الوباء بهذه الطريقة أَو بطرق أُخرى كتكثيف حركة السفر إلى اليمن، في ظلِّ تقليصها وتعليقها في جميعِ مطارات ومنافذ العالم، متعمداً بذلك تقويضَ كُـلِّ الجهود التي تبذلها وزارة الصحة وجميع السلطات في الدولة لمكافحة فيروس كورونا والهادفة إلى تهيئة الوضع لدخول الفيروس وانتشاره في اليمن عبر تدمير هذه المنشئات الهامة جِـدًّا في منعِ دخول وانتشار المرض.
ناطق الصحة: العدوانُ يهدفُ لتقويض كُـلّ جهود اليمن في مواجهة “كورونا” بمحاولة نشره بطرق كثيرة
ويقول الحاضري: إن العدوانَ يهدف لتقويض كُـلِّ هذه الجهود أمام مرأى ومسمع من العالم الذي يئن من وطأة هذا المرض، ويدعو لتكاتفِ كُـلِّ الجهود والأموال لمكافحته وبشتى الطرق والوسائل.
ودعا ناطقُ الصحة الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ومنظماتها وكل المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، للاضطلاعِ بدورِهم ومسئولياتهم تجاه هذه الأعمال الخطيرة الهادفة إلى إدخال ونشر فيروس كورونا لليمن، محملاً إياهم المسئوليةَ الأخلاقية والإنسانية تجاه أي تقاعس منها والتهاون تجاه هذه الأعمال، مبيناً أن تحالفَ العدوان يهدّد الأمن والسلم في اليمن، في ظل استهدافه للوضع الصحي بالعدوان والحصار منذ خمس سنوات.
وطالب الدكتور الحاضري جميعَ المواطنين بتوخي الحذر وعدم ملامسة أي مواد يتمُّ إسقاطُها من الطيران وإبلاغ الجهات الصحية والأمنية المختصة بتلك المواد والتحفظ عليها بعيداً عن الناس، حتى تأتي الجهات المختصة لأخذها؛ حفاظاً على سلامتهم وإغلاقاً لكلِّ أبواب العدوان الساعي لنشر الأمراض والأوبئة في اليمن كجزء من حربه على اليمن أرضاً وإنساناً.
مصداقاً لتحذيرات قائد الثورة:
وتأتي جريمةُ النظام السعودي، أمس الاثنين، بحقِّ الملايين من الشعب اليمني، بعد أيام قليلة من التحذيرات التي أطلقها قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن الحرب البيولوجية التي تنفذها أمريكا مستفيدةً من فيروس كورونا والعمل على نشره في مجتمعات معينة.
وكان السيد قد أشار إلى أن أيَّ وصول لفيروس كورونا إلى اليمن، سيكون بفعل وإشراف أمريكي عبر أدواته السعوديين والإماراتيين، وسيتم التصدي له على أنه عمل عدائي، الأمر الذي يؤكّـد أن ما قام به طيرانُ العدوان، أمس، بإلقاء كمامات في مختلفِ المناطق والمحافظات اليمنية؛ بهدَفِ نشر الوباء، يأتي مصداقاً لتحذيرات قائد الثورة في خطابه قبل أيام بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج 27 رجب 1441هـ.
وفي الوقت الذي دعا فيه السيدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، جميعَ المواطنين بالتعاون مع الجهات المختصة في الإجراءات التي تقوم بها، فقد أشار إلى أن بعضَ المجتمعات استُهدفت بما يقدم تحت عناوين إنسانية كإمْكَانيات معينة ملوثة بفيروسات تنقل أوبئة قاتلة كأدوات طبية أَو مواد غذائية، مبيناً أن الأوبئةَ والأمراضَ قد تأتي؛ بسبب العمل الممنهج والمقصود لنشر الضرر كالحرب البيولوجية في استخدام الفيروسات لنشر الأوبئة بمجتمعات معينة، محملاً دولَ الاستكبار وعلى رأسها أمريكا المسؤوليةَ بالدرجة الأولى عن نشر الأوبئة والأمراض والكوارث الموجودة في العالم، لافتاً إلى أنه غير بعيد أن يكون هناك توجّـه أمريكي لنشر الوباء واستغلاله حتى لو أضر بالمجتمع الأمريكي نفسه.
ولفت قائد الثورة إلى أنه يمكن لشركات يمتلكها اللوبي الصهيوني في أمريكا والتي ترى المصلحة الاقتصادية مبررًا لفعل أي شيء مهما كان مضرًا، ممكن أن تعملَ على نشر وباء وتبتكر لقاحًا معينًا له بمبالغَ مالية كبيرة جِـدًّا؛ كي تحقّق ربحًا مادياً، موضحاً أن أمريكا وبعضَ الدول تمتلك مختبرات ضخمة بإمْكَانيات كبيرة تعمل على استعمال الفيروسات الضارة التي تنشر الأوبئة وتفتك بالبشر.
ويؤكّـد السيد عبد الملك في هذا السياق، أنه عُرف عن الأمريكيين أنهم استخدموا سلاحَ نشر الأوبئة، إما عبر السلاح أَو بأشياء تقدم تحت غطاء إنساني، وأنه من المتوقع أن يتجه الأمريكي لاستهدافِ الصين كبلد منافس اقتصادياً وحضاريًا، وفي أمتنا الإسلامية يركز أَيْـضاً على مجتمعات داخل الأمة أَو عليها بشكل عام.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: إنه يجب أن نجعلَ أزمة كورونا فرصةً لبناء واقع جديد للأمة، تكون فيه بمستوى مواجهة التحديات، مضيفاً أن “شعبنا اليمني يواجه فيروسات من نوع آخر، وهي فيروسات العدوان وجراثيم الخيانة في حرب مستعرة”، داعياً المرتزِقة والمقاتلين في صفوف العدوان أن يكونوا على حذر، فقد يتمُّ الاعتمادُ عليهم لنشر فيروس كورونا في مناطقهم وإيصاله إلى اليمن، وَأن المرتزِقة إذَا لم يكونوا حذرين من هذا الوباء، فهذا سيكون إفراطًا رهيبًا في الغباء وخسارة فادحة لهم.