استشهادُ مواطن وجرح آخرَين ونفوقُ وإصابة 100 من الخيول العربية الأصيلة .. تصعيدٌ جديدٌ يؤكّـد إفلاسَ العدوان ويكشف رفضَه لخيار السلام
عشرات الغارات الجوية تستهدف مناطقَ مدنيةً في صنعاء والحديدة وصعدة
المسيرة | خاص
في تصعيدٍ جديدٍ عبّر به عن إفلاسه ونفادِ خياراته من جهة، وجدّد به التأكيدَ على خرقه لاتّفاق السويد ورفضه لمسار السلام بشكل عام وإصراره على الاستمرار بالحرب والحصار من جهة أُخرى، شن تحالف العدوان، أمس الاثنين، سلسلةَ غارات جوية مكثّـفة على كُـلٍّ من العاصمة صنعاء ومحافظتَي الحديدة وصعدة، متسبباً باستشهاد مواطن وإصابة آخرَين، إلى جانب نفوق وإصابة 100 خيل عربي أصيل طالها القصفُ في الكلية الحربية، ويأتي ذلك بعد يوم من تعرُّضِ العمق السعودي لأكبر عملية عسكرية نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبيّة منذ بدء العدوان.
الغاراتُ التي شنها العدوان بعد إعلانه عن ما أسماه “عملية عسكرية نوعية”، بلغت حتى لحظة الكتابة أكثرَ من 37 غارة، منها 22 غارة شنها على كُـلٍّ من (الكلية الحربية وعطان والنهدين وقاعدة الديلمي والحفاء وتبة التلفزيون ومديرية سنحان) في العاصمة صنعاء، و12 غارة استهدفت (مديريات الحالي وبيت الفقيه والصليف وجزيرة كمران) في محافظة الحديدة، إلى جانب ثلاث غارات شنها على محافظة صعدة.
وطالت عددٌ من غارات العدوان على العاصمة صنعاء، هناجرَ خيول الكلية الحربية، ما أَدَّى إلى استشهاد أحد مربي الخيول وإصابة اثنين آخرَين، فيما نفق 70 خيلاً عربياً أصيلاً وإصابة 30، فيما طالت بعضُ الغارات التي استهدفت جزيرةَ كمران آبارَ المياه.
جرائمُ جديدةٌ تثبت بها دولُ العدوان إصرارَها على المضي في خيار الحرب والحصار، بعد أيام قليلة من إنذار شديد اللهجة وجّهه إليها قائدُ الثورة السيد عبدُ الملك بدر الدين الحوثي، والذي تزامن مع تحذيرٍ آخر وجّهه الرئيس مهدي المشّاط.
وقد تمت ترجمة إنذار قائد الثورة عملياً بأكبر عملية عسكرية استهدفت العمق السعودي، أمس الأول، بعدد كبير من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، وهي العمليةُ التي يرى مراقبون أن آثارَها الكبيرةَ دفعت الرياض إلى حماقة التصعيد الأخير الذي لم يحقّق أي شيء يُذكر ولم يضف شيئاً جديداً لرصيد تحالف العدوان سوى المزيد من الإخفاق والوحشية والابتعاد عن خيار السلام.
هذا أَيْـضاً ما أكّـدته حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، والتي علّق ناطقُها الرسمي، ضيف الله الشامي، على الغارات قائلاً: إنها “تصعيد خطير يكشف أن دول العدوان ليست في وارد وقف عدوانها”، وأوضح أن “كُلَّ حديث للعدو عن السلام يرافقه تصعيدٌ في استهداف المناطق المدنية”، في إشارة إلى انعدام جدية تحالف العدوان في مسار السلام.
وانتقد ناطقُ الحكومة موقفَ الأمم المتحدة إزاء هذا التصعيد، مُشيراً إلى أنها دائماً تقومُ بالتغطية على جرائم العدوان “حتى تلك التي تستهدف الموظفين الأمميين أنفسهم”، ويأتي هذا الانتقاد بعد أن كان المبعوثُ الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد كشف عن انحيازه للعدوان مجدّداً عندما أبدى “انزعاجَه” من العملية العسكرية الكبرى التي استهدفت العمقَ السعودي، في الوقت الذي يلتزم الصمتَ تجاه الجرائم التي يرتكبُها تحالفُ العدوان بشكلٍ مستمرٍّ بحق اليمنيين.
وفي السياق نفسه، علّق محافظُ محافظة الحديدة، محمد عياش قحيم، على التصعيد الأخير، مستنكراً صمتَ البعثة الأممية إزاء الغارات التي شنها طيرانُ العدوان على المحافظة، أمس، والتي تعتبر خرقاً واضحاً لاتّفاق الحديدة، وتساءل: “هل ستجرؤ البعثة على إدانة هذا الخرق؟”.
وانتقد عياش أَيْـضاً موقفُ المبعوث الأممي، مُشيراً إلى أنه يتجاهل خروقَ العدوان التي تمارَسُ على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة، ثم يذهب للحديث عن “مأرب”، في إشارة إلى تصريح غريفيث الأخير الذي حاول فيه الدفاعَ عن مرتزِقة العدوان ومطالبة الجيش واللجان بوقف عملياتهم العسكرية هناك.
فشل يتكرّرُ للمرة الألف في رصيد تحالف العدوان، وإصرارٌ على التورط أكثر بالرغم من تصاعد الخسائر التي يتكبّدها داخلَ أراضيه وتتكبّدها أدواتُه في الداخل، وبين هذا وذاك موقفٌ أممي سلبي ينحازُ للجلاد على حساب الضحية، هذا ما يلخصه مشهدُ التصعيد العدواني الأخير، والذي لا يضيف جديداً إلى معادلة العدوان، لكن بالمقابل، تستمرُّ المتغيراتُ والتحولاتُ الجديدة بالظهور في معادلة الردع اليمني التي أثبتت طيلة خمسة أعوام، أن الجرائمَ لا يمكنها أن تحقّق مكسباً، بل تضاعف خسارة المعتدي، وتتحول إلى أثقال إضافية على كاهله وهو لا يبارح نقطة عجزه عن تسجيل أي إنجاز، ويتلقى العقابَ القاسيَ والمتصاعد.