خبراء ومحللون عسكريون : عامُ المفاجآت بدأ مبكراً والعدوان سيسقط ويتهاوى في مراحل الوجع الأكبر المقبلة
خبراء ومحللون عسكريون يتحدثون لصحيفة المسيرة حول العملية العسكرية الكبرى في العُمق السعودي:
- لدينا إمكانيات نستطيع من خلالها توجيهَ ضربة واحدة تستهدف أهدافاً حساسة على امتداد الرقعة الجغرافية للسعودية
المسيرة: نوح جلاس
أحدثت العمليةُ العسكريةُ النوعية التي نفّذتها وحدتا القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، أمس الأول، في العمق السعودي، واستهدفت عدداً من الأهداف الهامة والحساسة، صدمةً كبيرة للنظام السعودي، حيث جعلته يدخل في دوامة تخبط أفرزت حالة هستيريا تمثّلت في قصف المدنيين والخيول في العاصمة صنعاء، وعديد المظاهر المدنية في مختلف المحافظات.
وفي السياق، تحدّث عدد من الخبراء والمحللين العسكريين لصحيفة المسيرة، مؤكّـدين أن العمليةَ الأخيرة في العمق السعودي تُعبّر عن ملامح مرحلة قادمة مليئة بالعمليات النوعية ذات التكتيك العسكري العالي، الناتج عن تنامي القدرات العسكرية اليمنية رغم العدوان والحصار.
تثبيت معادلة الرد والردع:
يقول الخبير العسكري العميد عزيز راشد: إن العمليةَ حملت رسائل عديدة وكثيرة وهامة جِـدًّا، على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، والتي يجب على تحالف العدوان استيعابُها.
وأضاف العميد راشد ‘‘اليوم يستهدفون مطاراتنا ونحن نستهدف مطاراتهم، ميناء بميناء، مرفأ بمرفأ، ثكنات عسكرية بثكنات عسكرية، معسكر بمعسكر، إلا أننا لم ولن نعتدِ على المدنيين والأبرياء’’، مؤكّـداً بأن ‘‘هذه العمليةَ تأتي في إطار تثبيت التوازن الاستراتيجي في عمليات الرد والردع التي فرضتها المعادلات اليمنية الجديدة’’.
وأشَارَ راشد إلى أن ‘‘هذه العمليةَ تأتي تنفيذاً لوعدِ قائد الثورة الذي ذكر أن قدراتِنا العسكرية، أكثرُ فاعلية على الرغم من الإمْكَانيات الهائلة التي يمتلكها تحالف العدوان’’، موضحاً أن العمليةَ ستجعل العدوَّ السعودي يئن عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.
وزاد العميد راشد بقوله: “العدوُّ يتخبط ولم يعد قادراً على أن يناور، فالتحالفُ الذي أنشأه العدوّ الأمريكي والعميل السعودي تهاوى، وفصائل المرتزِقة تهاوت وخلاياه النائمة سقطت في يد الجيش واللجان الشعبيّة’’.
واختتم راشد حديثه للصحيفة بالقول: ‘‘هذا السقوطُ المدوي لتحالف العدوان، والارتقاء العسكري للقدرات اليمنية، سيجعل العدوَّ السعودي يقامر مقامرة خطيرة ستؤدي به إلى السقوط إن شاء الله’’.
قدراتٌ عسكرية قادرةٌ على التعامل مع أهداف عديدة في وقت واحد:
من جهته، قال الخبيرُ والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: إن هذه العمليةَ ‘‘تأتي تدشيناً للعام السادس من الصمود في وجه العدوان، الذي ما يزال يتغطرس رغم كُـلِّ المبادرات التي وجهت من القيادة الثورية والقيادة السياسية، أَو حتى من الظروف التي خلقتها الحربُ البيولوجية الأمريكية عبر “فيروس كورونا”’’.
وأضاف في حديثه لصحيفة المسيرة ‘‘تمادى العدوُّ وشن خلال الثلاثة الأيّام الماضية بعد مبادرة القيادة السياسية والثورية أكثر من 130 غارة، وهذا يدلُّ على عدم جدية النظام السعودي في التعاطي مع مبادرات السلام’’، مؤكّـداً أن العمليةَ ‘‘حقٌّ طبيعيٌّ ومشروع للشعب اليمني الذي يدافع عن نفسه ويوجه هذه الرسالة عبر أكبر عملية صاروخية في العمق السعودي منذُ بداية العام السادس من الصمود’’.
ولفت إلى أن ‘‘التزامن الدقيق في استهداف ثلاثة أهداف استراتيجية واسعة في الرياض وجيزان وعسير ونجران، يوصل رسالةً واضحةً بأننا اليوم نختلف تماماً عن الأعوام السابقة، حتى وإن كانت هناك عمليات كبرى عديدة، إلّا أننا نشهد اليوم قدرات عسكرية فنية في التعامل مع أهداف عديدة في وقت واحد، لنقول للعدو إن لدينا إمْكَانيات نستطيع من خلالها أن نوجه ضربة واحدة نستهدف فيها كُـلَّ الأهداف الحساسة والهامة جِـدًّا على امتداد الرقعة الجغرافية السعودية في كافة مناطق المملكة’’، مردفاً بالقول: ‘‘وهذه رسالة يجب أن يعيَها النظامُ السعودي قبل أن تشن علميات أُخرى أكثر إيلاماً به’’.
واختتم العقيد شمسان حديثه بالتأكيد على أننا اليوم ‘‘أمام معطيات ومتغيرات مختلفة تماماً، وعلى الشعبِ أن يستمرَّ في صموده والرد القاسي والمؤلم على العدوّ السعودي؛ لأنه مستمرٌّ في عدوانه’’.
العدوان مصاب بالهستيريا:
بدوره، أكّـد المحللُ العسكري العقيد الركن محمد السياغي، أن الغاراتِ الإجرامية التي استهدفت عدداً من المدنيين والخيول في العاصمة صنعاء، ستنقلب وبالاً على تحالفِ العدوان.
وقال العقيد السياغي في حديثه لصحيفة المسيرة: ‘‘مما لا شك فيه أن تصعيدَ العدوان الأخير على العاصمة صنعاء ومختلف المظاهر المدنية في مختلف المحافظات اليمنية، دليل كبير على تخبّط النظام السعودي وعملائه’’، مُشيراً إلى أن هذه التصعيد ناتج عن ‘‘عدم خروجهم من حالة الهستيريا التي أصابتهم بعد العملية النوعية في العمق السعودي ووصول طائراتنا وصواريخنا إلى عاصمةِ العدوان الرياض’’.
وأضاف السياغي: ‘‘يبدو أن العدوانَ نسي دروسَ الماضي، وتجاهل معادلة أن الشعبَ اليمني يزيد صموداً وعزيمةً كلما زاد الإجرامُ السعودي’’.
وأتبع بالقول: ‘‘التصعيدُ الأخيرُ لقوى العدوان لن يفيدَ المعتدين بشيء، بل سينقلبُ عليهم وسيرون ما لا يحمد عقباه، فهناك قيادة ثورية وسياسية حكيمة يقف خلفها شعب حر أبي يعرف كيف يقتصُّ من قتلته’’.