مسيرةُ النصر
أمل المطهر
مسيرة نصر وعزة بدأ خطواتِها شهيدٌ عَلَمٌ كانت بدايتها معرفة وثقة بخالق الكون والعباد وبراءة من اعدائه وأعداء عباده.
تحَرّك وكان اللهُ معه حامياً ومعيناً وناصراً لم يخف أَو يتراجع للوراء خطوة بدئ بنشر ذلك النور كي يرى أبناء أمته يعودون إلى طريق سيرهم المستقيم.
سارت المسيرة رغم الأعاصير وسوء الحال والتكالب والبغي.. تحَرّكت وتكبيرات المكبرون ترافقها وتوجيهات الحسين ترشدها وترسم خطواتها.
واصلت المسير برغم تساقط العظماء في قافلتها وارتقائهم شهداء.
سارت وفي طريقها كشفت وأسقطت الأقنعة وافشلت المخطّطات، سارت وفي طريقها زرعت الوعي وأرشدت القلوب وانارت العقول كانت كالغيمة التي تسير وتسقي الأرض القاحلة العطشى أثناء سيرها.
مسيرة النصر التي بنى أسّسها ومهد طريقها حسينُ عصرها بدمه الزاكي وتضحياته الجسام فكان المسير واضحاً والمنهجية نيّرة والأسس متينة قوية ثابتة، وها نحن منذ رحيله وإلى هذه اللحظة ما زلنا نسير دونما انحرافٍ، فمعالم الطريق لم تنطمس ولم تختفِ آثار المسير، وها هي (اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم) تتحقّق، وها هي خطواتنا تنشر النور من عمق تلك المسيرة المقدسة وقائدها العظيم، فكلما تحَرّكنا ازدادت مسيرتنا توهجا وألقا وكلما تماسكنا وتقدمنا تراجع عدونا وتقهقر فكيف لمسيرة عمدت بالتضحيات أن تنمحي أَو تتوقف فهي ما وجدت إلا لتواصل المسير، فشهيدنا القائد كان يخبرنا بأن مسيرتنا عالمية ومستمرة كان يعرف أنها هي المسيرة التي كتب لها النصر والغلبة في الأرض لذلك كانت قدماه الطاهرتان تأبيان التوقفَ للحظة حتى ارتقى شهيداً وفاز بالوسام كان شهيداً قبل أن يرتقي وأصبح حياً خالداً في أعماقنا قبل أن يكون خالداً في العلو.
والآن ونحن نسير في مسيرتنا نسير والحسين مزروعٌ في أعماقنا ثائراً وقائداً وملهماً.
نسير وعيوننا على الهدف وقلوبنا تنبض ثقة وحباً لله العظيم الأعظم وعقولنا تعي بما يدور حولها وما يحاك ضدها فهذه هي مسيرتنا مسيرة تصنع السلام الدائم الصحيح وتمحو الظلام وتقهر المستحيل مسيرتنا مسيرة أينما مرت رفعت الوعي وصنعت النصر وأضاءت الكون مسيرة قائدها ثائر شهيد وافرادها مجاهدون أولياء وخريطة سيرها مرسومة في كتاب الله الحكيم، مسيرها تنتصر بقاداتها وأوليائها وشهدائها.
مسيرة ما زالت تسير وتسير وهي ترسمُ للعالم أيقونة النصر والفتح المبين، مسيرة ما زالت تقدمُ التضحيات وتنشر عبيرَها في الأرجاء فواحاً مدعماً بدماء الشهداء.