بدءاً بالكعبة وانتهاء بكورونا
سند الصيادي
مع كُـلِّ رد قوي وَموجع لمؤسّستنا العسكرية في العمق السعودي، تظهر المملكةُ السعوديةُ وَحلفاؤها في العالم ببيانات وتصريحات غريبة مثيرة للضحك والسخرية والسخط في آن واحد.
فبعد مزاعمه عن استهداف مكة والكعبة المشرفة، وما سبقها من مزاعم نحو تحشيد المواقف الإسلامية، وَسعيه لإقناع العالم بأن قصفَ “أرامكو” يستهدف الاقتصادَ العالمي، استغل النظامُ السعودي اهتمامَ العالم بتفشي فيروس كورونا، ليجعل محاجرَه كذباً هدفاً للصواريخ اليمنية، وَاعتبار هذا الاستهداف تهديداً لجهود ووحدة العالم!!.
بات معروفاً أن النظامَ السعوديَّ فاقد للإرادة والقرار، يتحصّن في حروبِه على المنطقة واليمن خصوصاً بالمواقف الدولية المساندة له سياسياً وَعسكرياً وَإعلامياً، وَيمارس أحقادَه وَهمجيته وحمقه تحت غطائها، وحين يأتيه الردُّ المشروعُ على ما يقوم به من مجازر وَدمار، يلجأ إلى استنهاض المواقف الإقليمية والدولية، اعتقاداً منه بأنها ستمنحه الدافع المعنوي والفني لتحقيق انتصارٍ بات مستحيلاً بكلِّ المقاييس.
غير أن المنظومة الدولية، وتحديداً تلك الدول التي ترى في استمرار تخبطه رافداً مالياً لخزائنها، لا ترى حرجاً في ظل تعالي نزعة الفائدة فوق حسابات الإنسانية، أن تصدرَ لمصلحته بياناتِ الإدانة والاستنكار، رغم قناعاتهم بكذب تلك الدعاوي، وَمعرفتهم بحيثيات وَأسباب وَأماكن الرد اليمني، فلا حرج طالما وَضخُّ المال مستمر إليها، وَالخسائر هو من يجنيها هذا النظام الهمجي لوحده.
وبقدر ما بدت لنا دولُ تحالف العدوان في حربها على بلادنا بهذا الحال، منزوعة السيادة وَالوعي وَالدين والعروبة والإنسانية، وحتى انعدام الشعور بما يضرُّها وما ينفعها وما تكسبه مقابل ما تخسره، بقدر ما لمسنا كيف بات العالمُ من حولنا برجماتياً وانتهازياً إلى درجةِ السخف والاستهتار في سبيل مصالحه وأطماعه.
وما عشناه وَشهدناه خلال الخمس سنوات الماضية، من أحداث وَسيناريوهات وَمواقف معلنة وغير معلنة، إلّا مجسم ونموذج كامل لحقيقة السياسة الدولية وَالسلوك العالمي المهيمن على قرار الأنظمة المرتهنة، وَالجاثمة على شعوب الأرض المستضعفة وَالفقيرة.