ذو الفقار والعامُ السادس
محمد زيد العربة
في فاتحةٍ حيدريةٍ بدأها ذو الفقار اليماني وإخوانُه، يدشّن اليمنُ العام السادس بإطلاق عدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، والوجهةُ هذه المرة مختلفةٌ تماماً، لم يُروض العدوان عليها من قبل، إنها الرياض عاصمة الأشباح ووكر الإجرام والمكان الذي تتفرع منه الخلايا الإرهابية إلى شتى بقاع العالم، باستهدافها في مناطقَ حسّاسة وأهداف حيوية حسب بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية.
هذا ويُعدُّ استهدافُ القوات اليمنية للرياض شجاعةً واضحةً وجرأةً فذة تنبثق من قوة عسكرية كامنة خلف هذه العملية، مما يعني أن الوقتَ أصبح وقت حسم جدي لإنهاءِ العدوانِ على اليمن حسب الخبراء العسكريين، وفي رسالة واضحة مفادُها أن على قوى العدوان أن يأخذوا بكلام السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على محمل الجد، وأن ينظروا بعين الاعتبار في وقف العدوان، وإلا فإن العامَ السادسَ سيكون وبالاً على دولِ العدوان السعودي الأمريكي ومرتزِقته.
“ليس هناك ثمة خيار أمام اليمن سوى الرد بالمثل”، يؤكّـد الناطقُ الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام في تعليقٍ شديدِ اللهجة على وقائع العملية العسكرية، مضيفاً أن استمرارَ العدوان على اليمن يعني استمرارَ القصف على الأهداف الحسّاسة في السعودية، الأمرُ الذي يغلق البابَ على مصراعيه في وجه المراوغة التي تقوم بها دولُ العدوان بشأن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة إيقاف العدوان في اليمن، والذي رحبت به هذه القوى قولاً لا فعلاً، ما يوضح هذا تكثيف الغارات الجوية لقوى العدوان السعودي على اليمن والتي وصلت إلى أكثرَ من 140 غارة خلال اليومين الماضيين فقط.
بعد كُـلِّ دعوة أممية لوقف العدوان على اليمن، يزداد التصعيدُ العسكريُّ لدولِ العدوان وتتسع وتيرته، ما يبين اللامبالاة وَالتواطؤ وانعدام النية لديهم لوقفِ الحربِ على اليمن، الأمر الذي يجبر القواتِ اليمنية على الردِّ واستئناف المواجهة والتصدّي للهجمات العدوانية من موضع الدفاع على النفس والأرض، بعد أن أضحت صواريخُ “ذو الفقار” الباليستية الرفيق لطائرات صمّاد 3، أصبحت العملياتُ النوعيةُ الهجومية على عمق العدوان سهلة ومستساغة أكثر من السابق، وفي سجل العام السادس دروس كثيرة يتوجب على “ذو الفقار” القيامُ بها وليست عملية الرياض وجيزان سوى الدرس الأول والآتي لمزيد.