لهذا السّبب لم يستطع كورونا الدخول إلى اليمن!
زينب إبراهيم الديلمي
كابوس مريع استيقظ العالمُ على سماعِه وغاص في التأقلم بواقعه، وما هو بكابوس منام يُفيد بأضغاثه أنّه لن يكتسح بهم بهذه السّهولة، حيثُ الغموض يُشوّش أذهانَهم ويجتاح تفكيرَهم: أنحنُ في حلمٍ أم في علمٍ؟!
فيروس حقير لا يُرى بالعين المُجردة، يضع تأشيرة رحلته إلى سُكّان الأرضين، ووضع محطّ اهتمام أفواه وسائل الإعلام، لنسمعَ صنوفَ الأخبار التي لم تُخمد نيرانُها على مدى الأربع والعشرين ساعة: “فيروس كورونا يكتسح منطقةَ كذا، دولة كذا تعلن عن أول إصابة بفيروس كورونا، وزارة الصّحة الفلانيّة تعلن عن وفاة آلاف المصابين بفيروس كورونا… إلخ”.
وقع العالمُ في مصيدة هذا الكابوس الكوروني الصّغير، ولم ينفك يبحث عن سبيلٍ للخروجِ من هذه المعضلة التي اكتسحت نصفَ الكرة الأرضيّة وأدخلتهم في شباكِ المنفى، بل ويتتبّع من هو في شبوبيّة سنّه حتّى شيخوخة كهوله، ويحاول صقلَ كينونته وهيبته، ليذهل العالم مدى قوّته ومحقه للآدميّة في لحظات وجيزة، ويرعبهم أنّهم لن يتمكّنوا من القضاء عليه، وأن لا لقاح له ولا علاج.
أين العالمُ من قوّة الله، ومن جبروت الله، ومن رحمة الله ومن عذابه؟! أينهم من يوم الفزع الأكبر ويوم يفرُّ المرءُ من أخيه، وأمّه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفصيلته التي تؤويه؟! أينهم أمام آيات التكوير، والانشقاق، والانفطار التي تقشعر جلودهم بقراءتها؟! أين أفواههم وألسنتهم المُبتلعة التي لم يستخدموها إلّا للتّراشق وترهيب النّاس وتضليلهم عن الحق وابتعادهم عن ما ينصّه دستور القرآن؟!
صحيح -وبفضل الله- أنّ كورونا لم يبسط قدميه إلى بلدنا اليمن، لكنّ الشيء الوحيد الذي جعل كورونا يعجزُ عن تحطيم معنويّات الشعب اليمني هو ترشّفه لدواء الإِيْمَان بالله والثّقة المُطلقة له سبحانه، واستخدامه سلاح الحوقلة والتّسبيح والاستغفار واتّباعه نهجَ الأنبيّاء الذين مرّوا بلحظاتٍ عصيبة لم تكن تتبعها إلّا الصّبر والنّصر على مرارة الشّدائد، كذا اليمني الذي عانى من عجافِ الحصار وويلات القهر وطاعون الأمراض وتمكّن من التغلّب عليها، سيتغلّب على كورونا وأمثالِه.
ولمن يسأل عن السّبب من عدم ولوج كورونا إلى اليمن، فأنا لستُ بخبيرة صحيّة ولا مسؤولة بوزارة الصّحة، ما أقولُه هو عن واقع بتجربتي له، وبمنظوري الذي لا أسلك سبيلَه إلا به، وما أريد الوصولَ إليه هو أنّ الخروجَ عن وسائل التهويل واللوذ إلى الله بلا وجل هو الدواءُ بعينِه للحدِّ من انتشار الكرب وانقراضه في طرفة عين.