حربٌ بيولوجية (تلسع) صانعَها أخيراً
أميرة العراسي
لا تتوانى الولاياتُ المتحدةُ برئيسها المعتوه أن يُدمّــرَ العالمُ أمام رغبته هو فقط في ذلك، صناعةُ الحروب أمر سهل على دولِ الاستكبار من خلال المقاتلات والأسلحة مثل الصواريخ وغيرها، ولكن أن تشعل حروباً من نوع آخرَ كحرب بيولوجية فتكون هي الأسوأ من نوعها كأداة لإخضاع بعض الدول تحت إمرة أمريكا والكيان الصهيوني، فإخضاع الصين وإيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن كدول مقاومة للمشروع الصهيوني أمام العنجهية الأمريكية الإسرائيلية ليس بغريب، وإن تعدّدت وسائلُ الحرب..
فعندما شعر الأمريكان أن الاقتصادَ الصينيَّ هو العدوُّ الحقيقيُّ لاقتصاده الأمريكي، وأن العقوبات الأمريكية لا تستطيعُ أن تستوقفَ هذه القطار الصيني الاقتصادي القوي ولم تستطع إرعابَه، قرّرت الدولةُ العظمى بشرها المتمثّلة بأمريكا والكيان الصهيوني، إيجادَ كارثة بشرية كبيرة تتمكّن من اقتصاد الصين وأمنه واستقراره، وهو بنشر وباء (كورونا) العالمي بداخلِ حدود الصين، محاولةً بذلك إبطاء عجلة النهضة الاقتصادية والتكنولوجية الصينية المتسارعة أمام العنجهية الأمريكية.
فقد استطاع وباءُ كورونا اليومَ أن يغلق كُـلَّ مطاراتِ العالم وموانئها ومنافذها البرية منها والبحرية، استطاع هذا الوباءُ اللامرئي أن يرعبَ البشريةَ، ويهدّد بكارثة حقيقية لا يوجد لها مثيل عبر العصور.
حصد هذا الوباءُ مئاتِ الوفيات في كُـلِّ الدول التي أعلن بها انتشار كورونا، وَأَيْـضاً الآلاف من الحالات، وحصدت إيطاليا على أعلى دولة وفيات سببها هذا الوباء.
وعندما تضاربت الأخبارُ بأن أمريكا هي المصدرةُ لهذا الوباء، وكنوع من إعلام العالم بأنها ليست الدولة المصدرة للفيروس، أعلنت الولاياتُ المتحدة الأمريكية وجودَ حالات مرضية وبإعلان حالة الطوارئ في بعضِ مدنها وإعلان حظر التجوال في المدن، باستثناء خروج المواطنين لحالات الضرورة القصوى، كوجود حالات مرضية أَو لشراء بعض الاحتياجات من موادَّ غذائية.
وكذا كان حال بعض الدول العربية اليوم التي أعلنت وجودَ حالاتٍ مرضية لديها وحالات وفاة، فقد التزمت بكلِّ ما ينبغي أن يكون أثناء الكوارث الوبائية من حجر صحي في المنازل واتّباع وسائل السلامة.
ورغم أن العالمَ اليوم يمرُّ بكارثة وبائية هي الأفظع من نوعها عالمياً، وبرغم الاحترازات التي اتبعتها جميعُ الدول من إغلاق لمطاراتها ومنافذها البرية والبحرية، إلّا أن دولَ العدوان اليوم والمتمثّلة بالمملكة السعودية تتبع منهجَها القذرَ في الاستفادة من كُـلِّ بلاءٍ يحلُّ بالعالم.
ولمعرفتها بأن اليمنَ اليوم ما زال خالياً من وجودِ هذا البلاء العالمي، فتحاول المملكةُ اليوم أن تجعلنا بداخل هذا الوباء، وخَاصَّة ونحن اليوم تحت حصار لأكثرَ من خمس سنوات، وأن أجهزتنا الطبية خارجةٌ عن الخدمة بنسبة لا تقلُّ عن 90% بحسب وزارة الصحة، فلا تتوانى اليوم المملكة بتصدير ذلك الوباء لليمن، ليحدثَ بعد ذلك ما لا يُحمد عقباه، وذلك بفتح منافذها وإرسال المسافرين دون أن يتمَّ وضعُ أيِّ احترازات صحية أَو حجر صحي أَو حتى فحصهم وإرسالهم عبر المنافذ ليعبروا، ويكون بذلك النواة التي قد تتسبّب بكارثة وبائية إن لم نتنبه لها.
وفي غارتها الأخيرة على أكثر من محافظة، أرسلت المقاتلاتُ التابعةُ للتحالف صناديقَ بداخلها أقنعة طبية وورق حمام موبوء بفيروس كورونا، كنوع آخر من وسائلهم لنشر هذا الوباء القاتل في اليمن، حتى لا نكون في منأىً عمَّا يمرُّ به العالم اليوم من صراع مع هذه الآفة التي ما زالت تفتك بالبشرية، ولم يوجد لها حتى الآن دواء فعال.
ورغم ذلك فقد استعدت كلٌّ من وزارة الصحة واللجنة العليا لمكافحةِ الأوبئة، من إعداد مرافق حجر صحي والاستعداد لهذا الوباء، إلّا أنه ما زال هناك عجزٌ حقيقيٌّ لتفادي هذه الجائحة في حال دخلت الأراضي اليمنية لا سمح اللهُ.
إن تواجد هذه الكارثة الوبائية اليوم وقد بلغ العالم أعلى درجات العلم دون معرفة دواء فعال لهذه الآفة التي تفتلك بالبشرية وبشكل يومي، فهذا شيء يبعث على القلق ولكن ما زالت مختبرات الصين وألمانيا وإيران ودول أُخرى تبحث عن مصل لعلاج هذا الوباء القاتل، ويجعلنا كشعوب في انتظار الإعلان عن هذا المصل بشكل عاجل، للحدِّ من هذا الوباء ولإنقاذ البشرية من هذا القاتل اللامرئي.