نفطُ مأرب في مرمى طيران العدوان: “الإصلاح” ينتقمُ من الشعب!
غارةٌ جويةٌ تضربُ محطة “كوفل” لضخ النفط والمرتزقة يحاولون التغطية على الجريمة:
المسيرة | خاص
في الوقت الذي يعيشُ فيه عملاؤه ومرتزِقتُه حالةَ ذعر مستمرة؛ بسبَبِ وصول أبطال الجيش واللجان الشعبيّة إلى مشارف مدينة مأرب، وتواصل انتصاراتهم في مختلفِ أنحاء الجبهة الشرقية، لجأ تحالفُ العدوان إلى تصعيد خطير باستهدافه محطة (كوفل) لضخ النفط من مأرب إلى الحديدة، تصعيد اعتبرته القواتُ المسلحة وحكومة الإنقاذ مؤشراً واضحاً على انعدام رغبة العدوّ بالسلام، وفضيحةً لحكومة الخونة وحزب الإصلاح الذين كشفت هذه الجريمة عن حجمِ الحقد الذي يحملونه للشعبِ اليمني، كما كشفت عن مدى الرعب الذي يعيشونه داخل مدينة مأرب.
مصادرُ ميدانية أكّـدت لصحيفة المسيرة، بأن طيرانَ العدوان قام، مساء أمس الأول، بقصف محطة الضخ النفطية (PS2) الواقعة في منطقة كوفل بمديرية صرواح، والتي تقوم بضحِّ النفط من مأرب إلى الحديدة، وأسفرت الغارةُ عن حريق هائل نشب في المحطة واستمر لوقت طويل.
العديدُ من النشطاء والإعلاميين المحسوبين على العدوان، أقروا في بداية الأمر بقصف الطيران للمحطة، وهو الأمر الذي بدا كفعل انتقامي من قبل العدوّ؛ بسبَبِ الخسائر المتواصلة التي يتكبدها في الجبهة الشرقية، وبالذات بعد وصول قوات الجيش واللجان الشعبيّة إلى مشارف مدينة مأرب وتعزيز خطوطها الهجومية هناك.
لكن بعد انتشار الخبر، لجأ العدوُّ إلى الإنكار والتضليل ودفع بحكومة المرتزِقة ووسائل إعلام حزب الإصلاح للادعاء بأن قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة هي من قصفت المحطة، في محاولة مكرّرة للتغطية على الفضيحة والتهرب من تداعيات الجريمة؛ كونها تمسُّ بمقدرات وثروات البلاد بشكل مباشر.
ورد ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع على تلك المزاعم، أمس الأحد، مؤكّـداً على أن “ما يروّج له إعلامُ العدوان عن استهداف منشأة الضخ في كوفل بمديرية صرواح بمحافظة مأرب، لا أَسَاسَ له من الصحة”.
وأضاف سريع أن القوات المسلحة وبالرغم من أن أسلحتها الصاروخية والجوية قد طالت عمقَ العدوّ واستهدفت منشآته، إلا أنها “التزمت منذ بدء العدوان بتجنيب المنشآت الوطنية أي استهداف، سواءٌ أكانت تخدُمُ كُـلَّ الشعب أَو جزءاً منه”، في إشارة إلى استفراد حزب الإصلاح بعائدات النفط والغاز، وحرمان الشعب منها.
من جهته، علّق نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، مؤكّـداً أن صنعاء “تعتبر استهداف منشأة كوفل النفطية تصعيداً خطيراً من قبل العدوان ومرتزِقته، وإصراراً على مواصلة الإضرار المباشر بالمصالح العليا لشعبنا المظلوم”.
وأضاف العزي أن هذه الجريمةَ تُعتبر أَيْـضاً “وصمةَ عار في سجل تنظيم الإخوان الظلامي وباقي المتطرفين من رفاقهم المنضوين في إطار التحالف”، وأنها “دليل واضح على إفلاسِهم وزيف استعدادهم للسلام”.
تصريح العزي حمل إشارةً إلى رفضِ المرتزِقة كُـلّ مبادرات المصالحة والسلام التي قدمت لهم؛ من أجلِ تجنيبِ مدينة مأرب الحرب، بالرغمِ من أنهم كانوا قد لجأوا للاحتماء بالأمم المتحدة بعد أن وصلت قواتُ الجيش واللجان إلى مشارف المدينة.
وفي ردود الفعل غير الرسمية على الجريمة، اعتبر العديدُ من الناشطين أن لجوءَ تحالف العدوان إلى قصف محطة كوفل، في الوقت الذي تتواصل فيه انتصاراتُ المجاهدين في الجبهة الشرقية، كان محاولةً للتهديد بأنه سيقوم بتدمير المنشآت النفطية في مأرب إذَا واصلت قواتُ الجيش واللجان التوغلَ فيها، وهو ما يعبّر عن إفلاس واضح لدى العدوان ومرتزِقته.
وتؤكّـد الحملةُ الإعلامية التي شنَّها حزبُ الإصلاح لاتّهام قوات الجيش واللجان بقصف المنشأة، على أن الحزبَ يعيش حالة رعب كبيرة داخل مدينة مأرب، وأنه يحاول استغلالَ المنشآت النفطية والغازية في مأرب كورقة ضغط بيد العدوان لمنع قوات الجيش واللجان من استكمال تحرير المحافظة واستعادة موارد الدولة التي ظلَّ الإصلاحُ ينهبها منذ بدء العدوان.
إجمالاً، توضح هذه الجريمة وبشكل جلي أن تحالفَ العدوان لم يغادر أبداً مربعَ التصعيد، وأن كُـلَّ تصريحاته عن السلام أَو التهدئة ليست إلا مراوغات يريد بها كسبَ الوقت والتهرب من تداعيات جرائمه المستمرة بحق اليمنيين على مختلف الأصعدة، وتوضح ردودُ الفعل الرسمية من جانب صنعاء على هذه الجريمة على أن العدوَّ لم يعد في موقع يسمح له بالتهديد؛ لأن كلفةَ جرائمه ترتفعُ بمرور الوقت، ولن تستطيعَ هذه الجرائمُ أن تحول دول تحرير الأرض واستعادة الثروات.