تحالفُ العدوان.. غزوةُ ذات الخيول وأكاذيبُ آل جابر
نجم الدين الرفاعي
اليدُ الممدودةُ للسلام من صنعاء قوبلت بفجور قيادة التحالف بتصعيدٍ غبيٍّ افتتح بإعلان ناطقه المثير للشفقة طيران التحالف يشن سلسلة من الغارات لضرب مخازن ومراكز تصنيع الصواريخ البالستية والطيران المسيَّر للحوثيين وشل قدراتهم في هذا الجانب.
ينقشع غبارُ غارات طيرانه الأعمى وتتضح طبيعةُ تلك الأهداف الاستراتيجية التي قُصفت بقرابة العشرين غارةً فقط على العاصمة صنعاء 100 حصانٍ عربيٍّ مُزقت أشلاء، 70 منها بوحشية إجرامي وفجور أعرابي وجرح 30 حصاناً آخر.
جيادٌ عربية أصيلة لا تعرف لماذا مُزقت بهذا الفجور.. جريمتُها الوحيدة أنها أصيلةٌ أمام نظامٍ لا جذورَ له يعاني من عُقدةِ نقصٍ وحساسيةٍ مفرطةٍ من كُلِّ ما هو أصيل وتأريخي.
سقوطٌ أخلاقي وإنساني يتبوَّأُ فيها تحالفُ الشر الصدارةَ كونياً متغلباً على نيرون وجنكيز خان وهولاكو وستالين وهتلر بقائمة لا تنتهي من الجرائم التي ارتكبها طيرانه مستهدفاً المدنيين في المنازل وصالات الأفراح ومجالس العزاء والأسواق والمدارس والمستشفيات والطرقات وغيرها.
السقوطُ الأخلاقي في هذا التصعيد يقابلُه سقوطٌ استخباراتي وتخبُّطٌ في إدارة العمليات العسكرية لطيران التحالف الذي يمتلكُ أحدثَ الطائرات الضالة التي تضرِبُ المضروبَ وتقصفُ المقصوفَ ولا تنجحُ إلّا في إزهاق الآمنين في مهاجعِهم من أرواحٍ لا علاقة لها بالمعارك سواءٌ أكانت بشريةً أَو حيوانية.
هستيريا غبية واستعراض ينُـــمُّ عن حمق الأنظمة التي تكوِّنُ أكبر تحالف كوني يشُنُّ عدواناً ظالماً على اليمن ويفرِضُ حصاراً خانقاً على شعبٍ ذنبُه الوحيدُ أنه قال: كفرتُ بأمريكا وكفرتُ بإسرائيل وآمنتُ بالله رباً لا شريكَ له.. وأعلن عن رغبته في التحرّر من الوصاية والهيمنة وعيشِ حياةٍ كريمة تليقُ بوطن أصيلٍ.. بوجوده بدأ التاريخُ الإنساني والحضاري للبشر.
الانتصاراتُ التي حقّقها رجالُ الرجال المجاهدون في مختلف الجبهات، خَاصَّة الشمالية الشرقية أفقدت قياداتُ العدوان صوابَهم وكسرت غرورَهم ليزدادوا غرقاً في المستنقع اليمني وتعمق فشلُهم أكثرَ في إيجاد السبيلِ للخروج من هذا المستنقع.
هزيمةُ تحالف العدوان على اليمن باتت واضحةً والاستنزافُ الكبير الذي تتكبّده خزائنُ كانت متخمةً بمليارات النفط قبل حربهم العبثية التي سلمتهم لترامب الذي يتقنُ حلبَ أبقاره بمهارة لا يضاهيه فيها راعي بقر آخر.
خزائنُ توشكُ على النفادِ وشعوبٌ أصابها الإعياءُ من عبث أنظمة لا تهتمُّ إلّا بغرورها وإرضاءِ أسيادها حُماة عروشها.. أنظمة بينها وبين الصواب سورٌ بلا باب.
محمد آل جابر سفيهُ مملكة الشر الذي يحكُمُ جوقة الشرعية.. شماعة العدوان والقناع الذي يُستخدَمُ لإخفاء أطماع التحالف بثروات اليمن وموقعه على طريق التجارة الدولية يصرحُ بعد هستيريا طيران الفشل بحسب ما أوردته صحيفة وول ستريت جرنال الأمريكية بأنهم أبلغوا الحوثيين أن هذه الغارات ليست تصعيداً وأنها حصلت رداً على قصف الرياض وأن محادثاتٍ يوميةً مع الحوثيين منذ قصفِ أرامكو وحديث آخر عن هراء السلام الذي يمكنُ أن تحقّقَه المفاوضاتُ.
الرياضُ رأس حربة التحالف على الأرض لا تريدُ السلامَ ولا يمكنُها إعلانُ وقفِ الحرب مهما كانت معاناتها ومهما أرهقتها صلابةُ المقاتل اليمني المتسلح بإيمانٍ جعله لا ينكسر.. وأحاديث نظامها عن السلام باتت معروفةً أنها تعني عكس ما تصرّح به.. خمسة أعوام من تراكم الأكاذيب لهذا النظام وبقية قادة العدوان جعلته مكشوفاً للجميع.
آل جابر يترجمُ بتصريحاته مخاوفَ أسياده من الرد اليمني الذي لن تتحملَه الرياض وهي غارقةٌ بما لا يحصى من مشاكلَ جلبها جنونُ عظمة مراهق سلمانَ الراغب بكرسي الحكم ولو كان على رُكامِ شعبِ نجد والحجاز..
التصريحاتُ المنسوبة لآل جابر محاولةٌ مكشوفةٌ لخداع سلطات صنعاء؛ لكي توقفَ رَدَّها وتجريَ خلفَ سرابٍ لا يمكنُ أن يتحقّقَ مع نظامٍ لا يجرؤُ قادتُه على الدخولِ للحمام بدون الضوءِ الأخضرِ الأمريكي.
وطالما الحربُ تدُرُّ المليارات على ترامب ومَن يحرك ترامب فلن يأتيَ ذلك الضوءُ الذي يسمحُ لشيطان نجدٍ بوقف الحرب.
السلامُ الذي تنشُدُه اليمنُ لن يتحقّقَ إلّا بأقدامِ المجاهدين وتحتِ ظِلالِ البنادق.. هذه القناعةُ تترسَّخُ أكثرَ وأكثرَ مع كُـلِّ منطقة يعودُ لها السلامُ بعد طرد قواتِ التحالف ومرتزِقته منها وتحريرِ ترابها من رجسِ المحتلّ.