من قصف محطة كوفل ونساء تعز؟!
سند الصيادي
لا نستبعدُ على الإطلاق، بل وَنجزم بأن تحالفَ العدوان يقفُ وراء استهداف سجن النساء في تعز، ومحطة الضخ في صرواح، وَما سبقها من الجرائم الحادثة في المناطق المحتلّة، كما لا نستبعد إقدامَه هناك على جرائم قتل وتدمير أشد فظاعة مستقبلاً.
لا ننطلقُ في قناعاتنا هذه من دوافع موجهة لتجريم هذا العدوّ وَالسعي لتبرئة طرف الجبهة الداخلية جزافاً، أَو لكوننا نقفُ في الضفة المناوئة، بل من مسوغات منطقية متراكمة وَأحداث كثيرة مشابهة أحدثت جدلاً وقتها، قبل أن تتكشّفَ الحقائقُ أمام العيان.
لم ولن يفوت تحالفُ العدوان أية وسيلة لتشويه الجبهة الداخلية وإلصاق التهم بها، في ظلِّ هزائمه المتوالية والفشل الذريع لمشروعه في اليمن.
ومهما كان جرم تلك الوسيلة، يقدم عليها هذا التحالف غير آبه بحجمها أَو بضحاياها، حتى لو كان أولئك الضحايا محسوبين عليه أَو واقعين في المناطق التي يسيطرُ عليها.
وليس بمستغرب أَو غير مشهود هذا الامتهان الذي يبديه هذا التحالفُ لليمنيين عموماً، وبالأخص أدواته المرتزِقة، فقد أثبتت السنواتُ الخمس الماضية كيف يتعامل معهم، وكيف لا يقيم لهم أيَّ وزن أَو اعتبار، سوى على المستوى الشخصي أَو على مستوى التكتلات التي يتأطرون فيها، حكومة، أحزاباً، سلطات محلية، ألوية عسكرية أَو وحدات أمنية… إلخ.
لا يرى العدوُّ فرقاً بين منشأة وطنية أَو سجن أَو سوق أَو منزل يمني واقع خارجَ سيطرته أَو داخلها، فالهدفُ كان ولا يزال هو اليمن وأبناؤه وَمقومات دولته، وإن لا يزال بعضُ الحمقى يعتقد خلاف ذلك.
وإذا ما استعدنا شرائط القتل الذي قام به هذا التحالفُ ضد مرتزِقته جهاراً نهاراً، في المعسكرات والجبهات والسجون، استرخاصاً بهم، فهل سيرعوي عن استهدافهم تحت مبرّرات إلقاء اللوم على الجبهة الوطنية؟!
ختاماً، تدفع اليمن وأبناؤها كلفةَ هذا الواقع المؤسف والمخزي الذي يعيشونه تحت هيمنة هذا التحالف، والذي يأتي كنتيجة حتمية لمواقفهم الخاطئة، فمن يستدعي العدوَّ الخارجي على بلده وَيقايض شعبَه بمصالحه الشخصية، يصبح رخيصاً محتقراً مهاناً في عيون العدوّ بذات القدر الذي هو في عيون الشرفاء والأحرار من أبناء جلدته.