الذاهبون إلى مزبلة التاريخ
عبدالقوي السباعي
هم دون غيرهم يثبتون برعونتهم وصلفهم المبتذل –وعلى مدى السنوات الخمس من العدوان–، أن لا رؤيةَ لهم غير الاجتراء على السيادة اليمنية، ولا هدفَ لهم غير سفك المزيد من الدماء الطاهرةِ، غير المتاجرة بالأرواح الزكيةِ والبريئةِ، غير امتهان وحصار ومعاقبة كُـلّ أبناء الشعب اليمني.
هم ينعقون كالبوم والغربان التي لا تنذر إلاّ بالخرابِ والدمارِ الذي أحدثوهُ في كُـلّ شبرٍ من أرضِ الإيمانِ والحكمة، يهرفون بأقوالٍ تُكذبها أفعالُهمُ الإجرامية المشينة، وتفضحها فعالياتهم الموبئةُ بالحقدِ والضغائنِ على هذا الشعب، يتجسدون خُلق الذباب الذي لا يحطُّ إلاّ على دمامل الجراحِ والأقذاء، ولعلَّ المتابعَ لكلِّ البياناتِ والتعقيباتِ والفعالياتِ وردود الأفعالِ الصادرة عن تحالف العدوان الأمريكي السعودي، وكل من دار في فلكهِ من الخونةِ والمأجورين وأبواق النفاق والارتزاق، سيدرك تماماً مدى قُبح وبشاعة وانحطاط تحالفهم من جهةٍ، ومدى فشلهِ الذريع وإخفاقاتهِ المتكرّرة وتخبطهِ الدائم من جهةٍ ثانية.
فتحالفُهم الحريصُ على القانون الدولي والإنساني –كما يدعون– لم يكن يوماً حريصاً عليه منذُ إعلان عدوانهِ على اليمن من واشنطن وحتى العملية الكبرى الأخيرة للجيش واللجان الشعبيّة على العمق السعودي، التحالف الذي يدّعي مواكبته لتوجّـهات النظام العالمي نحوَ تحقيق السلام والتهدئة وإيقاف كُـلّ أنواع الصراع والنزاع، هو من يسعى نحوَ التأجيج والتأزم وتكرار الخروقات، فلا تزال طائراتُ حقدهم تقصف وتُدمر هُنا وتُحلِّق وتُرعِب هُناك، ولا تزال أدواته وأذرعه تقتل وتُعدم وتعتقل هُنا وتُحاصر وتمنع هُناك على مرأى ومسمع من العالم.
التحالف الذي يدّعي تفرغهُ لمواجهةِ جائحةِ كورونا هو من يُساهم بشكلٍ أَو بآخر بتفشي هذا الوباء في صفوف مرتزِقته، من يحاول تمريره إلى اليمن عبر مختلف الإجراءات –كتسيير الرحلات الجوية والبرية والبحرية للمسافرين العائدين إلى المناطق التي يسيطر عليها، وإسقاط صناديق الكمامات والمناديل، وتبني عمليات التهريب الجماعي والفردي إلى المناطق التي لم ولن تخضعَ لسيطرته–، في استغلالٍ قذرٍ لهذا الوباء لعلّهُ يسجل انتصاراً ميدانياً زائفاً يتمثّل في إرباك وتعجيز وتشتيت جهود خصومه غير آبهٍ بحياة ملايين اليمنيين، وهو الأمرُ الذي لن يكونَ بمشيئة الله تعالى.
وهكذا يبدو المشهد السياسي والإعلامي لمرتزِقة العدوان في تحريضٍ مستمر، واستمراءٍ مشين نحو الانحطاط والعمالة والتبعية للعدوان رغم كُـلّ ما أصابهم ويصيبهم منه، فلهم نقول: وخبرات الحياة تقول: كفى.. كفى.. عودوا إلى رُشدِكم، فكلُّ طموحاتكم، أهدافكم، نعيقكم بؤسٌ وماضٍ إلى الزوال، فإمّا أن تسجلوا للتاريخ موقفاً يحفظ ما تبقى لكم من كرامة وانتساب لليمن (الأرض والإنسان)، وإمّا أن تمضوا بغيكم إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفٍ عليكم.