ما لجرح بميت إيلام!!

 

علي حمود الأهنومي

ما إن يحسّ المرتزِقةُ بالهزائم على أرض الواقع والمواجهة في الميدان العسكري، ومع تقدّم الجيش واللجان الشعبيّة في أكثر من محور، ومحاولةً لجلب الأنظار وعكس مؤشر البوصلة، يقومون باقتراف جريمة هناك، وافتعال مشكلة في تلك المنطقة، ناسبين إياها إلى الطرف الآخر، وهذا ديدنهم ودينهم وتربيتهم مذ صاروا عملاء للغازي المحتلّ.

المجاهدون يتقدّمون في الجبهات العسكرية خَاصَّة في مأرب، كما يقابله تقهقر وانحسار للمنافقين العملاء؛ لذلك لا يوجد لدى المرتزِقة في قنواتهم ما يتحدّثون عنه ويثيرون الجدلَ حوله أَو يتغنون به، غير التباكي واتّهامهم لبعضهم البعض بالخيانة والتعاون مع “الحوثي” كما يزعمون، فقاموا بافتعال جريمة سجن النساء بتعز، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين امرأة بين شهيدة وجريحة، وتم نسبتها إلى أنصار الله المتواجدين في المحافظة.

أنصارُ الله بعيدون عن هذه الجريمة المفتعلة كُـلّ البُعد، وهم أشهر من نار على علم في ابتعادهم عن سفك أرواح المدنيين، وكما قال أحد المجاهدين في مشاهد معارك الجوف: “والله إننا نحافظُ على المدنيين أكثرَ من أنفسنا”.

تشير بعضُ المعلومات إلى أن الإصلاح تلقى دعماً من دولِ العدوان لإحداث قضايا مثل هذه، ولا يستبعد منهم ذلك، فمن قال إن خمسة وعشرين مليون يمني يموتون، ويبقى مليون فقط ليعيشَ، لا يتورع عن قتل وجرح ثلاثين امرأة؛ لكي يحقّق أهدافه ومشاريعه، فلو علم أن الدم سيصبحُ ذهباً في تحقيقِ طموحاته لذبح كُـلّ الناس في سبيلِ ذلك.

من باع عرضَه ووطنه وشرفه وقبيلته ونجدته وعزته وكرامته، لمن المضحك أن يُستغرب منه مثلُ هذه الأعمال القذرة التي تجعل الدم وسيلةً لمآربه الخبيثة بخبثِ نفسياتهم والقبيحة بقيح نظرتهم، كما أن تاريخهم مليء بالتعدي لحدود الله وانتهاك حرمه، فهم ينتهجون نهج بني إسرائيل عندما قال الله تعالى مخاطباً إياهم: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، على العكس ممن يدافع عن وطنه؛ لكي لا تحصلُ مثل هكذا جرائم.

وكما قال الشاعر:

وليس يصح في الأذهان شيءٌ..        إذا احتاج النهارُ إلى دليل

مع ذلك نحنُ ندين هذه الجريمة بأشد الكلمات والعبارات، ونعتبر أن الدم اليمني واحد، سواء في تعز أَو صنعاء أَو صعدة أَو عدن أَو… إلخ، وهم في الأول والأخير ينفذون أجنداتِ أربابهم، فلو قال لهم ربهم أمريكا أن يقتلوا حتى أسرهم وأقاربهم لا أستبعد أن يفعلوا ذلك، فما لجرح بميتٍ إيلام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com