الإصلاح يفدي مُلك العرادة بأبناء تعز
عرفات الحاشدي
بالأمس طالعتنا وسائلُ الإعلام الوطنية، بأخبار تؤكّـدُ مصرعَ وجرحَ العديد من المتورطين في الخيانة خلال تصدي الجيش واللجان الشعبيّة لزحف لهم في جبهة الضباب بتعز.
ونحنُ نورد الخبرَ أعلاه، ولا بُدَّ لنا من قراءة فاحصة لخفايا الخبر ودلالات التصعيد في محور تعز بعد فترة من الهدوء.
هذا التصعيدُ أتى بعد الانتصاراتِ الكبيرة التي حقّقها أبطالُ الجيشِ واللجانِ الشعبيّة في عمليات البنيان المرصوص، وعملية فأمكن منهم، والتي تم خلالها بفضل الله تطهيرُ مناطق نهم ومحافظة الجوف وتكبيد العدوّ خسائرَ كبرى في الأرواح والعتاد، وبهذا تكون قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة قد وصلت إلى مشارف مدينة مأرب التي أصبحت على مرمى حجر.
ومن هذا المنطلق، أدركت مليشياتُ الإصلاح وأساطين السلب والنهب من قياداتها، أن وجودَها على المحافظة الغنية بثرواتِ الشعب من الغاز والنفط أصبح مسألةَ وقت ولعله يكون قصيراً، وأمام هذا المأزق ارتأت قيادةُ الإصلاح ضرورةَ تحريك المياه الراكدة في جبهات تعز؛ لتخفيف الضغط على جبهة مأرب.
وفي مشهد يوضح مدى استخفاف الإصلاح بدماء أبناء تعز واسترخاصه لها، لم يجد أولئك الخونة ما يستنهضون به مرتزِقتهم في تعز إلّا ارتكاب عدد من الجرائم يُسفك خلالها دماءُ الأبرياء، فأقدمت خلال اليومين الماضيين على استهداف سجن للنساء، ما أَدَّى إلى مقتل وجرح عدد منهن رافق ذلك تغطية إعلامية من قبل قناة الجزيرة ومن لفَّ لفها من وسائل إعلام المرتزِقة، التي عمدت إلى اتّهام الجيش واللجان الشعبيّة بارتكاب تلك الجريمة، وهو ما نفاه المتحدّثُ الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع نفياً قاطعاً.
ولعل المرتزِقة في تعز قد بلعوا طُعمَ الإصلاح وبدأوا في التحَرّك في جبهة الضباب، ليكونوا كبشَ فداء يراد منه أن ينقذَ ملك العرادة وعلي محسن في مأرب، ولكن السؤال هو هل سيتحقّق لهم ذلك؟.
وللإجابة على هذا السؤال نتذكر كلمةَ قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، الذي أكّـد للعالم أجمع أن الجهوزيةَ القتاليةَ للقوات المسلحة في العام السادس أقوى بكثيرٍ مما كانت عليه في الأعوام الماضية، سواءً من ناحية العديد أَو العتاد المسنود بالاعتماد على الله والثقة بنصره، ومن خلال هذا التأكيد لسيد القول والفعل يتضح لنا أن الإصلاحَ لن يصلَ إلى مراده وأن الذي تمكّن من تنفيذ عملية “نصر من الله” و”البنيان المرصوص” و”فأمكن منهم”، هو اليوم قادرٌ بفضل الله على تنفيذ أكثر من عملية مماثلة في وقت واحد ومناطقَ متفرقة، واللهُ غالبٌ على أمره.