20 مهندساً يمنياً يعلنون عن مبادرة تطوعية لإصلاح أجهزة التنفس الصناعي بالمستشفيات الحكومية
المشاركون من ذوي الخبرات والكفاءات ومن حمَـلة الماجستير والبكالوريوس
المسيرة| هاني أحمد علي:
في خُطوةٍ إنسانية بحتة، أعلن ما يقارِبُ 20 مهندساً ومهندسة في مجال “هندسة المعدات الطبية” بالعاصمة صنعاء، عن مبادرة تطوعية لإصلاح أجهزة التنفس الصناعي لمواجهة مرض كورونا.
وفي تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، قال الدكتور حسام الرضي –رئيس المبادرة-: إن الهدفَ من هذه الخطوة هو إصلاحُ أكبر عدد من أجهزة التنفس الصناعي المعطَّلة والخارجة عن الخدمة في المستشفيات والمراكز الحكومية، والعمل على تشغيلها وتجهيزها في حال وصل فيروس كورونا إلى اليمن لا سمح الله، والمحافظة على أكبر قدر ممكن من أرواح المصابين في المراحل الخطيرة، والمساهمة بتخفيض نسبة الوفيات.
وأشَارَ الدكتور الرضي، إلى أن الدافعَ من وراء إطلاق المبادرة التطوعية لمهندسي المعدات الطبية، هو شعورُهم بالمسئولية الأخلاقية والإنسانية والمهنية؛ ونظراً للمأساة التي يعيشها المجتمعُ والنظام الصحي في اليمن المنهار أَسَاساً من قبل الجائحة، مبيناً أن فكرةَ المبادرة تم استلهامُها من تجربة أكاديمي في البرتغال قبل أسبوعين واستجاب لها مهندسو الأجهزة الطبية، حيث تمكّنوا من إصلاح المئات من أجهزة التنفس الصناعي والتي ساهمت في الحد من تزايد الوفيات جراء فيروس كورونا في البرتغال إلى الحد الأدنى.
وكشف رئيسُ المبادرة أن المهندسين المشاركين في المبادرة التطوعية هم من ذوي الخبرات والكفاءات والدراسات العليا التي يحملُ غالبيتُهم درجةَ الماجستير والبكالوريوس.
وأوضح الرضي، أنه تم عقدُ دورة تدريبية للمشاركين في مجال صيانة أجهزة التنفس الصناعي من قبل شركة “سيمنس” الألمانية، لافتاً إلى أنه تم إصلاحُ عدد من أجهزة التنفس الصناعي بمستشفى زايد الذي خصّصته وزارةُ الصحة في وقت سابق حجراً صحياً للمصابين بفيروس كورونا.
وتطرق الدكتورُ الرضي إلى أهميّة جهازِ التنفس الصناعي في مواجهة كورونا، حيث أن 15 % من المصابين يحتاجون إلى دخولِ العناية المركَّزة وأن جزءاً كَبيراً يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي، مضيفاً: وبما أن العالم يواجه أزمةً في تصنيع وتوريد هذا الجهاز بشكل كبير فإن الحكومات اتجهت إلى منع تصديرها، كما أن اليمن لا تمتلكُ من هذا الجهاز إلا بضع مئات، وهذا يشكل تهديداً خطيراً للأرواح في حال انتشار فيروس كورونا في اليمن.
ولفت رئيسُ المبادرة، إلى أنه ومن خلال المسح الأولي وتواصلهم مع وزارة الصحة ومع المستشفيات، فقد وجدوا أن هناك عدداً كَبيراً من الأجهزة معطَّلة في المخازن وتم التأكيد على أنه بالإمْكَان إصلاح الكثير منها، ومن هذا المنطلق فقد تم إطلاق نداء عاجل لمهندسي الأجهزة الطبية، وقد استجاب لهذا النداء العشراتُ من المهندسين وما زال العددُ يتزايدُ كُـلَّ يوم.
ودعا المشاركون في المبادرة التطوعية الدكتورَ طه المتوكل -وزير الصحة العامة والسكان-، للتجاوب معهم ومع مبادرتهم التطوعية الذاتية والإنسانية وتمكينهم من خدمة وطنهم، من خلال تذليل الصعاب وتسهيل مهامهم داخل المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية.