خمسة أعوام لأباطرة الإجرام والصفوة الكرام
هاشم المهدي
خمسة أعوام ونحن نرى انعكاساتِ شرعيتكم في جرائمكم اليومية، تفنّنتوا بسفك الدماء حتى صار نبيذكم الذي تثملون به وترقصون على جثث الأطفال بإيقاع بكاء آبائهم وأُمهاتهم.
فعلاً، استطعتم إدخَال الحزن إلى كُـلِّ بيت، جعلتم من المدارس هدفاً لوجستياً، ومن الطرقات هدفاً استراتيجياً، ومن الصالات هدفاً عسكرياً، ومن البيوت هدفاً أَسَاسياً لشرعية القصف والإجرام.
خمسة أعوام، هتكتم فيها الحرمات وصبغتم أرضنا ومدننا وقُرانا بالدم، وأجريتم فيها حوار الإجرام الذي لم تخرجوا منه بفائدة.
خمسة أعوام تصدرتم المرحلة الأولى في قبح وبشاعة القلوب التي لا تعرف الرحمة إلّا في الكتب، خمسة أعوام انسلختم عن المشاعر الإنسانية النبيلة التي لم تكن فيكم من قبل، خمسة أعوام، سلبت منكم رجولتكم وتعطلت فيكم نوازعُ الشرف والحمية والغيرة، وانتهت صلاحية الإحساس بالآخرين.
خمسة أعوام، تركتم الحياة الكريمة العادلة على مقاييس العزة والكرامة والإباء، وفضّلتم حياة الذل والمهانة وبعتم قيمكم الوطنية والدينية والإنسانية والأخلاقية مقابلَ فتات من المال المدنس.
نعم، عكفتم في محراب العمالة وطفتم حول كعبة الاستعباد وأقمتم صلاة الارتزاق.
خمسة أعوام، وبطولات رجالنا ترفع الغمامة وتمزّق غشاوة القلوب العمياء، رجالنا الميامين الذين لم يدعوا الكبرَ يخالج نفوسهم ولا المال يهدم قيمهم وزجوا بأنفسهم في موسوعة الأبطال، وهم يمتلكون أرواحاً ثائرة جامحة صادقة تحلّق في سماء الحرية، ولهم عزائم لا ينطبق عليها قانون الانكسار تمتلك قدرة خارقة لتمزيق المخاوف ومهارات اجتياز كُـلّ جسور الصعوبات والمعانات، لتصلَ إلى حيث العزة والشموخ والحياة الكريمة، فقد جعلوا من الولاعة سلاحاً نوعياً يحرق قلوبكم قبل آلياتكم، ومن الصاروخ يخلط معسكراتكم ومهدّد اقتصادكم ورادم نفطكم، ومن القذائف تهد تحصيناتكم ومن الطلقة محطمة جماجمكم ومن الأطقم حاملاً لأسراكم، ومن إعلامهم مهدّد سكينتكم وسارق نومكم، ومن ألغامهم مفرمة لأجسامكم ومن طائراتهم الضعيفة مقلقة لحياتكم.