أغبياء أمام الغرب ماكرون علينا
حمود أحمد مثنى
لا تستخفوا بآل سعود، فهم أغبياء مع الغرب، ولكن عندما يتعلق الأمر باليمن تتفتق ذهنيتهم عن كيد شيطاني منقطع النظير، مستحضرين صراع الماضي وتحالفات أطرافه وأحداث التاريخ في معارك الإسلام والكفر وحتى ما قبل الإسلام منذ الملك حسان تبع اليماني مع قبائل بكر وتغلب، وكل ذلك حاضر لديهم بقوة عند صراعهم معنا كما استحضر الصهاينةُ أحداث التوراة وما بعد التوراة في صراعهم مع الفلسطينيين والعرب لاغتصاب فلسطين، ابتداءً بالسبي البابلي الأول والثاني عام 697 ق.م، 586 ق.م، وصراعهم مع الكنعانيين في سفر يشوع تم تضمين الكنعانيين في قائمة الأمم المطلوب إبادتُها، وتم وصفهم لاحقًا بأنهم مجموعة أهلكها الإسرائيليون.
وكذا استحضر آل سعود العصبية القبلية منذ معركة بدر ومعركة أحد وحتى فتح مكة، ومن هذا المنطلق فقد حوّلوا الاشتراكيين والإصلاحين والناصريين والجمهورين والملكين والمؤتمرين والانفصالين إلى دمى حجرية وأدوات في لعبة دموية منذ مذبحة تنومة عام 1922م وإلى الآن، لفرض سيطرتهم علينا مهما دفع اليمنُ من دماء، فليس لها قيمة أَو معنى ديني أَو أخلاقي لديهم، وعلى ذلك استمرَّ الصراع في اليمن، يتكرّر كُـلّ نصف عقد خلال مئة عام منذ تأسست مملكة آل سعود رغم التوافق الدولي على تقسيمِ اليمن إلى دولتين عقب جلاء الاحتلال البريطاني عام 1967م، ورغم ذلك كانت دائرة الصراع ليس بين دولتي الشمال والجنوب بل بين الجنوبيين أنفسهم بين القبائل اليسارية والشيوعية الجنوبية، والتي تحوّلت عقب الوحدة إلى قبائل سلفية بعد قطع صلتها بموروثها الشافعي، كما كان يتفجّر الصراع بين الشماليين أنفسهم بين القوى التقليدية والقوى اللبرالية.
ولذلك يجب عدمُ التهوين من خبرة آل سعود في إثارة الصراع والفتن بين اليمنيين، مكنهم من ذلك تراكم التجربة والمقدرة المالية الهائلة من عائدات النفط التي استُهلكت في إضعاف اليمن خُصُوصاً والعرب عموماً.