مفاجأةٌ وفاجعة.. هل يرضيكم هذا يا أبناءَ الجنوب؟!
إكرام المحاقري
فبما كسبت أيديكم أصبحتم منقادين لعبيد العبيد، لا تمتلكون قراراً ولا حريةَ رأي ولا حتى توجّـهاً حزبياً خاصاً بكم، قرّرتم لأنفسكم حياةَ العار والخنوع، وها أنتم بسماجة عقولكم تعرِّضون اليمن بأسره للخطر كما فعلتم من قبلُ بتعريضه للخطر العسكري العدواني، ولتكن آفة كورونا أشدَّ فتكاً وخطورة، فماذا جنيتم لأنفسكم وما هذه النهاية بحق السماء؟!
مفاجأةٌ لنا وفاجعةٌ لكم، لكن فلتكن هذه الثمرة الحامضة لتفريطكم وتساهلكم أمام تلك الإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها دول العالم؛ مِن أجلِ سلامةِ مواطنيها، لكن أنتم اعتدتم على العشوائية والسطحية والحياة من دون كرامة، في الوقت الذي تم إغلاقُ مطارات العالم ومنافذها وحدودها وبرها وبحرها وجوها، حتى الأسواق والمولات التجارية التي داخل تلك الدول تم إغلاقها بخطوات، تعتبر الحذر الشديد من خطورة جائحة الكورونا المسيَّسة.
لكن ماذا عملتم أنتم؟!، اكتفيتم بالجلوس في المنازل وتركتم للمحتلّ القرار، وهل في المحتلّ خير، وهل في أمريكا خير في نظركم؟!، ألستم رجالاً تجوبون وتتحكمون بأرضكم التي لطالما تغنيتم بحبها والحفاظ عليها؟!.
اليوم هي الفاجعةُ والطامة الكبرى بحقكم فرداً فرداً، لكنه يومُ سَعْدِ العدوّ الصهيوأمريكي، ويوم توج فيه “كورونا” ملكاً على عرش ميناء (الشحر) وهذا هو عنوان قائمة المخطّط “الأمريكي” للسيطرة التامة على موانئ ومنافذ محافظة حضرموت بشكل خاص وباقي المحافظات الجنوبية بشكل عام.
فهذه الإصابة حتى وإن كانت الرقم (1)، إلا أنها دليل لمخطّط “أمريكي” جديد، تم البدء بتفعيله على الأراضي اليمنية الجنوبية، وهذا ليس إلا من عمل الاستخبارات “الأمريكية البريطانية” التي تجاهلت شرها المناطق الجنوبية وأبناؤها، وهو تحقيق لما عجزت عنه أدواتها من دول العدوان عندما ألقوا موادَّ طبية موبوءة بفيروس “كورونا” في العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية الأُخرى، قاصدين نشر الفيروس في اليمن بطريقة إنسانية ملوثة، لكنهم فشلوا أمام الوعي الذي يمتلكه الشعب اليمني في المحافظات الشمالية، وحقّقوا خطوة نجاح في الشمال ما يدل على خطورة الوضع الذي وصلت إليه المحافظات الجنوبية بقيادتها المرتزِقة والمرتهنة للقرار الخارجي.
وتبقى هذه البداية ولعلها تكونُ نقطةَ وعي لصالح أبناء الجنوب، ولعلَّ صوابَهم المفقود يعودُ إليهم للتوجُّـه بالالتحام مع القوى الوطنية في الشمال لمواجهة جائحة “كورونا” وخطر الاحتلال، فالوقت ليس وقت نزاع ولا شمال وجنوب وحوثي وانفصالي، الوضع يستدعي لحمة وطنية للدفاع عن الوطن والشعب ضد الهجمة البيولوجية والعسكرية الشرسة التي بدأت تجوب اليمن برعاية أمريكية، ويا ليتكم تعون خطورة ذلك.
فهل يرضيكم هذا الحال يا أبناءَ الجنوب، وهل ترتضون بأن تكونَ حياتُكم نكرةً في ظل “الاحتلال”، ويكون موتكم نكرةً في ظل “كورونا”، وماذا عن يوم يبعثكم الله فيه ويسألكم عن قوله في القرآن الكريم: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ)، بل ماذا سيكون موقفكم وأنتم محسوبون على فئة المجرمين بتوليكم لهم، عليكم بأخذ الحيطَة من “كورونا” ومن جهنم التي هي أشدُّ نكالاً.
لكم في “الاحتلال البريطاني” الكثير من العِبَر، ولعلكم نسيتم ما خلفتها تلك المأساة بحقكم وتناسيتم يوم تمكّنت فيه بريطانيا من قراركم وأنفاسكم وأعراضكم، لست هنا أضع لكم قائمة الماضي علّكم تفقهون خطورة الحاضر، لكن، فلتعلموا أن كُـلّ ما حدث في اليمن أنتم سببه، وكل من دار في فلك الارتزاق والعمالة، فتوبوا إلى بارئكم علَّه يقبَلُ توبتَكم.