الصمَّــاد.. بين القسط والحديد
حامد البخيتي
تحت شعار “رجل المسئولية” نحيي الذكرى السنوية للشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد، ولعلّنا من خلال هذه الشخصية التي يعرف الكثير منكم جوانب متعدّدة من شخصية هذا الرجل العظيم، سواءً بشكل مباشر أَو عن طريق ثمار تحَرّكاته في كثير من المجالات والجوانب والمراحل، لنتطرق معكم إلى جانب هام جِـدًّا من شخصية الصمَّــاد الذي أؤمن بحاجتنا لمعرفتها، يمكن تقسيمها إلى جانبين، الجانب الأول: ما يدفع الناس ليكونوا كما قال الله عنهم: (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، والجانب الآخر أعماله التي يترجم بها عملياً قوله تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).
الجانب الأول للشهيد الصمَّــاد نموذج عملي لقوله تعالى: (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)، عندما تتبع كُـلّ من حضر للشهيد صالح الصمَّــاد اجتماعاً أَو لقاء أَو نقاشاً أَو استمع إلى خطاب من خطاباته أَو محاضرة من محاضراته في أي جانب من الجوانب الذي كنت تنطلق فيها بأعمالك وقتها، سواءٌ أكانت سياسية أَو اقتصادية أَو اجتماعية أَو ثقافية أَو إدارية أَو فنية أَو إعلامية، تجده شخصيةً يطرحُ لك الموضوعَ بكامل تفاصيله بوضوح ونقاء وتبيين وحكمة وبميزان بالشكل الذي يدفعك لتتحَرّك فيه قائماً بالقسط، وأنت ملم بالخيار الإيجابي لتحَرّكك والخيار السلبي لعدم تحَرّكك.
وهنا أضع تساؤلاً لكل من تعامل مع الصمَّــاد في أية قضية أَو سمع منه أي موضوع، سواء في مرحلة رئيس المجلس السياسي الأعلى أَو قبل، هل كانت هذه نتيجة نقاشك أَو حديثك أَو استماعك لحديثه أَو عملك مع الشهيد الصمَّــاد؟
ألم يكن الشهيدُ الصمَّــاد يوضح كُـلّ ما تحتاج إلى توضيحه في الموضوع الذي يحدثك به، بالشكل الذي يدفعك للتحَرّك والعمل بقناعة وإرادَة حرة، بالرغم أن الكثير ممن عرفت ينتهجون نهج المؤمر الذي يأمر فيطاع؟
الصمَّــاد من جانب آخر أَيْـضاً رجل عظيم يحمل معنويات حديديةً في تعامله مع كافة التحديات والإشكاليات والتباينات والمفاهيم المتباينة في مراحل ومنعطفات ومتغيرات كبيرة ومفصلية، وفي محطات كثيرة تجده يتحَرّك بها ويتعامل معها بمعنويات حديدية أَو بالحديد ليعلم الله بعمله من ينصره ورسله بالغيب، وهنا أضع أمام القارئ فرصةً لاستذكار تلك الروحية وهذه الشخصية التي نحيي الذكرى السنوية لاستشهاده من خلال ما وجد عليه الشهيد الصمَّــاد في تلك المحطات والمنعطفات.
ومن الجانبين الذي لا يكفي المقامُ للحديث عن تفاصيلها وطرح أمثلة عنها، تركت المجال للقارئ؛ بهَدفِ المراجعة الذهنية والمعرفية الذاتية حول ما عرفه عن أَو من الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد، وربما التمسها في التعامل معه بحسب الموقف والقضية والموضوع والمجال والجانب الذي تعامل فيه مع الشهيد الرئيس صالح الصمَّــاد، وليقيّم القارئ ما قال له أَو لمن كان معهم أثناء تواجد الشهيد الصمَّــاد يومها، وكيف كان موقف الشهيد الصمَّــاد.
ومن ما سبق وما ستستعيده معي من ذكريات عايشتها أَو عشتها مع الشهيد الصمَّــاد، يمكن أن تعرف ماذا يعني أن يكون بحقٍّ رجل المسئولية في مفهومها الرباني أَو الاجتماعي أَو السياسي، وما الذي يمكن أن تستوعبَ من قول السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن الشهيد الصمَّــاد يمثل النموذج المثالي والراقي للمشروع القرآني.
وصية: من تهامة الخير والعدالة والقسط والمستضعفة مكان استشهاده، نحتاج إلى معرفة ما يجب أن نستلهمه وننطلق على ضوئه مستعينين بالله واثقين بالله وقائمين بالقسط، لتحقيق انتصارات في مناطق غرب اليمن توازي انتصاراتنا في شرق اليمن، على قاعدة ومشروع الشهيد الصمَّــاد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، بروحية ومسئولية صمَّــادية.
الرحمةُ والخلودُ للشهيد ولكافة الشهداء.