وثائقُ تكشفُ تفاصيلَ صادمةً حول جريمة اغتصاب النازحات في عدن
الضحايا يؤكّـدن أن مرتزقة “الانتقالي” أجبروهن على ممارسات شنيعة:
المسيرة | متابعات
عادت فضيحةُ اغتصاب نازحات الحديدة في عدن من قبل مليشيات الاحتلال الإماراتي مجدّدًا إلى الواجهة بعد نشر وثائقَ سجلت أقوالَ بعض ضحايا الجريمة، وتضمنت تلك الوثائقُ تفاصيلَ جديدةً وصادمةً حول الانتهاكات التي مارسها عناصرُ المليشيا بحق النازحات، كاشفةً عن مدى انحراف وإجرام هذه الجماعات التي يمولها ويدعمها العدوانُ ويريد فرضها كسلطات شرعية على اليمنيين.
الوثائق التي نشرها موقع “كريتر سكاي” هي جزءٌ من محاضر التحقيق مع بعض ضحايا الجريمة التي ارتكبها عناصر ما يسمى “الحزام الأمني” التابع لمليشيا الانتقالي بحق مجموعة من نازحات الحديدة في أحد المجمعات السكنية بمحافظة عدن المحتلّة، مطلع هذا الشهر، وقد اعترفت المليشيا بهذه الجريمة بعد أن نشر ناشطون محليون مقاطعَ مصورة وثقت شهاداتٍ لبعض الضحايا كشفت أن الجناة قاموا باحتجاز الرجال خارج المجمع السكني ثم استفردوا بالنساء واعتدوا عليهن وعلى أطفالهن.
وأكّـدت الوثائق ما ورد في الشهادات المصورة التي كانت صحيفة “المسيرة” قد تناولتها سابقًا، لكنها أضافت تفاصيلَ جديدة وصادمة حول ما دار بين بعض النازحات وبين مغتصبيهن أثناء الجريمة.
ووفقاً للوثائق، تروي إحدى النازحات ما حدث منذ البداية قائلةً: “جاء خمسة عسكر وجلبوا أزواجنا مع بطائقهم وأخذوهم وجمعوا النساء في غرفة واحدة ثم عاد عسكري وقال لنا (أي للنساء): كُـلّ واحدة تروح غرفتها”.
وتضيف الضحية عَمَّا تعرضت له قائلة: “ذهبتُ إلى غرفتي ودخل عندي وقال لي (أي الجندي) أريد أن أفتش الغرفة ثم قام يتحرش بي وكنت أترجاه وأطلب منه أن يرحمَني، وقال لي: إذَا أردت أن نفرج عن زوجك دعيني أنام معك”.
وأضافت أيضاً: “بعدها أخذ ابني من يدي ومدده على الفراش وقال لي أن أتمدد جنبه”.
ووصفت الضحية جانباً من الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له، حيث قام المعتدي بإجبارها على ممارسة تصرُّف شنيع (تتحفظ الصحيفة عن كتابته).
وفي وثيقة أُخرى، تتحدث ضحية أُخرى قائلةً: “دخل جندي إلى غرفتي وسألني عن زوجي ثم طلب مني أن ينامَ معي مقابل الإفراج عنه (أي الزوج) فرفضت، لكنه ظل يكرّر الكلام عدة مرات وكنت أترجاه وأحاول أتوسل إليه ثم.. (قام موقع “كريتر سكاي” بتغطية بقية الكلام ويبدو أنه كان يحتوي على تفاصيل فاضحة).
بعدَها وفي الوثيقة نفسها، يسأل المحقّق هذه المرأة إذَا ما كانت الضحية الأولى قد أخبرتها بما حصل معها فتجيب “نعم” وتؤكّـد أن الضحية الأولى أخبرتها عن الاعتداء الجسدي والتحرش الذي تعرضت له من قبل الجاني، وَأَيْـضاً عن التصرف الشنيع الذي أجبرها على فعله، كما قالت إنها خاضت عراكاً معه.
تفاصيلُ صادمةٌ تؤكّـد أن الجريمة ارتُكبت بشكل مدروس من قبل الجناة الذين كان من الواضح أنهم أعدوا خطةً لفصل الرجال عن النساء، ولم يكونوا ملثمين أَو متخفين، بل جاءوا بلباسهم العسكري وبشكل واضح، وهو الأمر الذي يؤكّـدُ تبعيتهم لمليشيات الانتقالي التي تسيطرُ على المحافظة.
ويؤكّـد هذا بالتالي على أن المليشيات تسعى لإضاعة الجريمة وتبرئة نفسها من خلال التحقيق مع الضحايا فقط، وعدم القبض على الجُناة الذين ظلوا لوقت طويل في مسرح الجريمة حتى أنهم قاموا باحتجاز الرجال في الشارع الرئيسي، وهو ما أكّـدته شهادةُ أحد الرجال في مقاطع الفيديو التي تم تداولها سابقًا.
وإلى جانب هذا، تكشفُ هذه التفاصيلُ الصادمة حقيقةَ الجماعات التي تدعمها وتمولها دول العدوان بشكل رسمي وتفرضها كسلطاتٍ شرعية وسلطات أمر واقع في المحافظات المحتلّة بشكل عام، إذ لا تختلفُ هذه التفاصيل كَثيراً عن ما كشفته سابقًا منظمةُ “العفو الدولية” من تفاصيل جرائم اغتصاب الأطفال التي يرتكبُها حزبُ الإصلاح داخل مدينة تعز.
ويتضمن رصيدُ مرتزِقة العدوان، بمختلف فصائلهم، الكثيرَ من أمثال هذه الجرائم والانتهاكات، والتي شاركت حتى فرق الأمم المتحدة بتوثيقها، ومع ذلك ما زالت تُرتكب باستمرار وسط صمت دولي مخزٍ، وبدعم من تحالف العدوان الذي يواصل تمويلَ وتسليح هذه الجماعات الإجرامية.