على درب الشهيد الصمّـاد
مصلح أبو شعر*
تهلُّ علينا الذكرى السنويةُ لاستشهاد الرئيس المجاهد صالح الصمَّـاد، مع تغيُّرات كبيرة في موازين المعركة الوطنية ضد تحالف الإجرام السعودي الصهيوأمريكي، لصالح المشروع الذي ضحّى لأجله رئيسُنا الشهيد.
إن هذه المناسبةَ ورغم مصابِها الكبير على اليمن، إلّا أنها تخلُقُ في أرواحنا دوافعَ إيجابيةً تنطلقُ من عظمة الشخصية التي نحيي ذكراها، وَمقدار التضحية المبذولة على دروب التحرّر وَالاستقلال، كما تجدد تذكيرنا بحجم المؤامرة التي تستهدف شعبنا ووطننا، وَأسبابها وَدوافعها.
على أعتاب هذه الذكرى، نجدّد التأكيد على أن من أقدم على اغتيال هذه القامة الوطنية المجاهدة، سعى إلى اغتيال روح الكرامة التي تتوقد في هذا الشعب، لا شخص الرئيس صالح الصمَّـاد وحسب.
لقد كان الرئيس الصمَّـاد أُنموذجاً للشخصية القيادية القادمة من ضمير الشعب وَتطلعاته، وَقامة وطنية كبيرة أعادت إلى ذاكرة اليمنيين شخصية الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، مع فارق الظروف وتغيرات المراحل، فقد أحبهما كُـلّ اليمنيين، وَجسّدا ذات المشروع الوطني، فدفعا ثمنَه حياتهما.. وَالقاتل واحد.
تملّك الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد كُـلَّ صفات القيادة والحنكة وَالقدرة على مواجهة كُـلّ التحديات القائمة على كافة الأصعدة، ورغم قصر المدة الزمنية التي تقلد فيها هذه المسؤولية وتزامنها مع الظروف الاستثنائية الحرجة وَغير المسبوقة في التاريخ اليمني المعاصر، إلّا أن بصمات هذا القائد المجاهد ما تزال وستظل ملامحها حاضرةً على مختلف المجالات.
مثل الشهيد أيقونة المشروع الوطني الذي ظل حلماً تتوارثُه الأجيالُ وَتبذُلُ لأجل تحقيقه التضحيات، بعد توالي الخيبات والنكبات التي كانت تعترض هذا الحلم وتؤجله، إلّا أنه أصبح حقيقة من خلال ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة، وَمشروعها الذي حمل شعلته الثورية برباطة جأش وإِيْمَان لا يتزعزع السيد القائد عبدالملك الحوثي، وَترجم أهدافه الرئيسُ الشهيد بإدارة متطلباته التاريخية التي تلخصت بعنوانها العريض “يدٌ تحمي وَيدٌ تبني”.
ونتيجة لكل ما سبق لنا قوله، يتضح لنا أسباب إقدام تحالف العدوان السعودي الأمريكي على هذه الحرب عُمُـومًا وعلى هذه الجريمة خُصُوصاً، لقد أزعجت دولَ تحالف العدوان وقضت مضاجعها هذه التحولات غير السارة لها في اليمن، التي لطالما ظلت تتعامل معها كحديقة خلفية لنزواتها وَمخطّطاتها العبثية التي ظل يضطلع بتنفيذها أدوات رخيصة صادرت بها تاريخ هذا البلد العريق وَتطلعات أبنائها.
لذا دشّـنت عدوانَها الظالمَ علينا في مسعىً لوأد الثورة وإعادة الوصاية، وَبذات الدوافع اغتالت الصمَّـادَ في مسعىً لاغتيال رمزية الشخصية الوطنية التي تتبوّأُ هذه المهمةَ وَتسعى لتحقيقِ أهدافها.
ومن وحي هذه الذكرى نبعث رسالتنا لقوى العدوان، أن الأرض التي أنجبت الصمَّـاد وَجيله الثائر من بين ركام الاستهداف المستمر.. أرض ولّادة بالرجال والمفاجئات، لن تتوقف فيها عجلة التضحيات أَو توهن فيها عزيمة التحرّر وَالصمود والثبات.. وأن روح الصمَّـاد وإن غابت عن جسده الشهيد، فإنَّها قد سكنت جسد كُـلّ يمني حر وَشريف، وزادت عزائمهم على الثأر له بتحقيق المشروع الذي ارتقى؛ مِن أجلِه شهيداً.
وَستظل روحُه الطاهرة وأرواح كُـلّ الذين ارتقوا إلى جوار ربهم وهم يذودون عن حياض الأرض والعِرض والدين والهُوية، تلاحق القتَلة والمعتدين، حتى تحقيق الانتصار على تحالف العدوان والاحتلال وطرد الوصاية من كامل الأرض اليمنية واستعادة القرار، وبناء الدولة اليمنية الحديثة وَالقوية.
* أمين عام تنظيم التصحيح الشعبي الناصري، عضو مجلس الشورى