صالح الصمّـاد يا روحَ ثورتنا
مرتضى الجرموزي
ونحنُ إذ نعيش ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصمّاد، يجب علينا أن نستلهم منه الدروس الإِيْمَانية والروح الثورية، ولنشعل من ذكرى استشهاده قناديل الحرّية لنواصل درب الجهاد والاستشهاد، لنكون بذلك مجسدّين لشعار الصمّـاد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”.
ففي ظل العدوان الغاشم والحرب الكونية الظالمة على شعب الحكمة والإِيْمَان، كان نعم القائد والسياسي والثقافي، رجلاً وطنياً واجتماعياً، كابر وتحمل الجراح وآثر على نفسه حب اليمن والتضحية، وقارع قوى الاستكبار حتى لقي الله شهيداً والتحق بالملكوت الأعلى.
باغتيال الصمّاد ظن القتلة والمعتدون أنهم سيطفؤون نور الله الذي يستمد اليمانيون منه ثورتهم المستمرة في وجه آلة الحرب وأدوات الحصار الأمريكي، وظنّ المجرمون أن قتل الصمّاد سيخمد ثورة اليمن ويقلل من عنفوان الشعب الثائر الصامد والمجاهد، الذي ينمو كَثيراً في كُـلّ معضلة تعترضه، فمثلاً وبعد استشهاد الصمّاد ازداد الشعب اليمني بريقاً ثورياً ووهجاً عالياً واستمر في عطائه، وضاعف بذله في مواجهة أعتى جيوش العالم النظامية والمِليشياوية.
باستشهاد الصمّـاد نمت بذور الأمل، وتجددت معنويات أحرار اليمن الذين استشعروا عظمة الرجل وحكمته، واستلهموا منه الدروس وتزودوا من حكمته وعلمه وبصيرته وإدارته السياسية ولبيب ثقافته وتوهّجه العلمي والقرآني، وما استشهادُه ورحيله إلى عالم ملكوت السموات والأرض شهيداً، إلّا دافع قوي ووقود فعّال لرجالات اليمن وقيادتيه السياسية والثورية لمواصلة الدرب الجهادي بعنفوان الصمّاد الذي أرّق الأعداء وحشرهم في زاوية عمله وحنكته القيادية التي تربع بها أعلى هرم سلطوي في اليمن، وكان بحقٍّ رجلاً للمرحلة ورمزاً لكل الأحرار والشرفاء الذين يحيون كُـلّ يومٍ من يوميات العدوان ذكرى استشهاده الخالدة التي أرعبت العدوّ وظهر متأرجحاً ومتردّداً ولم يتبنَ عملية الاغتيال والاستهداف لمقام السيد الرئيس صالح علي الصمّـاد، وبدا منذهلاً ولم يستوعب الحادثة، ومن ضعفه وهروبه من تحمّل المسؤولية أوعز إلى قنواته المدجّنة للباطل والرذيلة وإلى أبواقه الإعلامية أن مقتل الصمّـاد جرّاء تصفيات بالداخل اليمني وتنازع عن السلطة، وهو العدوُّ بذاته الذي وزّع مشاهد الاستهداف، ولكن خوفه من الثأر جعله يبدو أكثر جبناً.
على العموم، يتبقى علينا كيمنيين مواصلة المشوار الذي ابتدأه والنهج الذي رسمه، وهو الذي استمده من القرآن ثقافة ووعياً ومن السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -عليه سلام الله- علماً وعملاً.
وفي ذكرى استشهاد الصمّـاد، سنعيش الألم والتَحية والصراع مع أهل الباطل، ولن نحنث عن العهد والنهج الذي سار عليه حتى لقي الله شهيداً عزيزاً كريماً مدافعاً عن الحق ومجاهداً أئمة الكفر والنفاق وأشرار البشرية، عاش -سلام الله عليه- حياةً ملؤها الإِيْمَان والصبر والمعاناة في سبيل الله وسبيل العزة والكرامة.
رحل الصمّاد ولم يرحل مشروعه النهضوي التعبوي والجهادي، رحل الصمّاد ولم ترحل مسيرته وثقافته القرآنية، فما يزال في جعبة الشعب اليمني ألف ألف صمّاد، والدليل ذلك الصمود والعنفوان الذي أعقب استشهاده بأيام، وها هو اليوم بفضل الله ينافس إمبراطوريات الصناعات العسكرية الصاروخية والجوية، وهي التي رأت النور إبّان حكم الشهيد الصمّاد ومع تطور القدرات اليمنية في مواكبة عصر الحرب نحو الاكتفاء الذاتي ومع شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، صواريخ باليستية تطال العمق السعودي وتستهدف شرق المملكة النجدية، وباتت الصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة ذات الإنتاج المحلي اليمني تستهدف المنشآت الاقتصادية والقواعد الجوية الحربية للسعودية والإمارات، وكَثيراً ما تألم النظامان الفاسدان والعميلان الخائنان من ضربات اليمن المسيّرة والبالستية.
يجب أن نشعل من ذكرى استشهاده قناديل الحرّية، لنواصل درب الجهاد والاستشهاد، لنكون بذلك مجسدّين لشعار الصمّـاد، إنّه روح ثورتنا ووهج النور الثوري اليمني المناهض لظلام دول الجوار وعالم الاستكبار.
صمّاد يا عبق الحرّية وشعاعها المنير، سيبقى الصمّـاد حيّاً في قلوبنا في واقعنا ووجداننا، وسيبقى حديث الصمود اليمني وسرّ الانتصار على تحالف الأشرار وقوى الاستكبار، عليه سلام الله يوم وُلد ويوم انطلق مجاهداً ويوم استُشهد ويوم يُبعث حيّاً.