احذروا الأرشيف عند العدو
حامد البخيتي
من محافظة الجوف ومجاهديها في الحرب الخامسة حرب الجعملة، وقتها إلى استشهاد الدكتور يحيى الحماس وأبو حيدرة مفرح جرمان، إلى شهداء الغدير وتحشيد التكفيرين إلى ما تلاها من أحداث واستهدافات، إلى حرب أبكر وما ترافق معه من شهداء وإسقاط مشروع الطائفية والمشاريع السياسية التي بُنيت لاستهداف ثورة الشعب ووعيه الثوري، وموقف قائد المسيرة الاستباقي والواضح في الثورة اليمنية والثورات في منطقتنا وما تلاها من أحداث وتجاهل محافظة الجوف ومجتمعها، وتركها ساحة للعدو وأعماله، إلى معسكر اللبنات وماس ومجريات المعركة في خب الشعف، إلى عملية فأمكن منهم التي جاءت بعد عملية نصر الله وعملية البنيان المرصوص، إلى المشروع والمقاييس والمعايير القرآنية..
نجد حاجتنا اليوم إلى الحذر من العدوِّ الذي يراجع الأرشيف للمشروع وحملته، في الوقتِ الذي يغفل المجاهدون عن الأرشيف الخاص بهم وبالأُخوَّة الإِيْمَانية ضمن مسيرة القرآن ومراحلها، منبهرين بما يمتن اللهُ عليهم من انتصارات ميدانية وانعكاسات على مستوى العالم بفضل من الله ورحمته عليهم، التي تتحقّق كمصاديق لقوله تعالى في سورة المائدة: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
استغلها العدوّ للنفوذ من خلال هذه السنة الإلهية في زمن الارتداد، ووعد الله بقوم يأتي بهم هو سبحانه وتعالى انطلاقاً من سعته وعلمه ليدفع بعناصره بما يمنع العدوّ أن يأتي بهم هو ليعطل الأرشيف الخاص بالمشروع وحملته، في ظل غفله المؤمنين بسعة الله وعلمه ودرس الأخوة الإِيْمَانية للشهيد القائد -رضوان الله عليه-.
لذا فإن من الواجب اليوم في ظلِّ ما يتحقّق ويتهيأ للمؤمنين والمشروع القرآني على مستوى المنطقة والعالم، وعلى وقع وانفراجات كبيرة على المستوى الداخلي بدأ من محافظة الجوف، إعادة إحياء وتفعيل الأرشيف الخاص بالمشروع وحملته في بقية المحافظات التي يتوجب تحريرُها، من خلال إحياء الأرشيف الخاص بكل محافظة ومنطقة بعد أن قام العدوّ بتعطيلها عمداً من قبل عناصره الذين يسعى لتمكينهم في المشروع بالشكل الذي يكشف أن أرشيفنا عنده، ولج العدوّ بعناصره ومفاهيمه وثقافاته مستغلاً أحداث الثورتين اليمنيتين المباركتين.
فكما هو واضح أن المحافظات الأُخرى التي ما تزال مناطق منها تحت سيطرته، أن الأسبابَ ناتجة عن سيطرته على أرشيفنا في ظل جهلنا بأرشيفنا في تلك المحافظات الأكثر ابتعاداً من مركز المشروع، يساعده في ذلك تعطيلُنا لحملة المشروع وفق أرشيفه ودروس الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، والوحدة الإِيْمَانية بما يصنع كتضليل متعمّد من جانب العدوّ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة، 54.
نتج عنه تركيزنا على مواصفات المؤمنين أكثر، من ارتباط وعده به هو سبحانه وتعالى ومقدار تنزيهنا المطلق له كواسع عليم.