بيانُ مجلس الأمن الدولي ضعيفٌ ومتحيز ويقف في الخندق السياسي والعسكري لدول العدوان
مستشار المجلس السياسي الأعلى عبد الإله حجر لصحيفة المسيرة:
المسيرة: منصور البكالي
استنكر المستشار السياسي للمجلس السياسي الأعلى عبدالإله حجر، البيانَ الصادر عن مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، والذي رحب فيه بإعلان تحالف العدوان وقف العمليات العسكرية في اليمن لمدة أسبوعين، معتبرًا هذا البيان بعيداً كُـلّ البعد عن المهنية وضعيفاً ومتحيزاً ويقف في الخندق السياسي والعسكري لدول العدوان كعادته منذ خمسة أعوام.
وقال حجر في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن البيان لم يتطرق إلى مبادرة القيادة السياسية لحكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، التي قُدمت إلى الأمم المتحدة قبل ذلك، مُشيراً إلى أن البيان وضع في الاعتبار المصالح الاقتصادية بين تلك الدول والنظامين السعودي والإماراتي المتمثلة في استنزاف أموالهم لشراء الأسلحة التي لم يثبت لها أي جدوى في ميدان المواجهة، غير قتل الأطفال والنساء واستهداف الأحياء السكنية وارتكاب المجازر والجرائم الوحشية التي تصب في استمرار الابتزاز.
وَأَضَـافَ حجر أن البيان بعيد عن الواقع ولم يتطرق إلى الغارات التي لم تتوقف والزحوفات المستمرة، وأنه لم تحدث أية مراقبة لوقف إطلاق النار.
وبين أنه عادةً ما يكون وقف إطلاق النار بالتنسيق مع الأمم المتحدة لضمان متابعة تنفيذه واستمراريته، أما أن يصدر من طرف واحد ودون التأكّـد من تنفيذه أَو استمراره، فهذا يدلّ على العبثية والنفاق للمجتمع الدولي.
وتطرق إلى أن الإعلان السعودي الذي بُني عليه قرار مجلس الأمن، رافقه تصعيد عسكري كبير وغير مسبوق في الأيّام والأسابيع الماضية، وهذه مخادعة ومراوغة معروفة منذ 2015م إلى اليوم، ويهدف لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، فهو أمام العالم الخارجي يدعوا إلى السلام فيما أعماله في الميدان غير ذلك، موضحًا أنه لولا القناعة الكاملة للطرف الوطني من كذب وزيف الطرف الآخر المتكرّر لحدثت نتائج كارثية على الميدان.
ولفت حجر إلى أن إحاطة المبعوث وبيان مجلس الأمن لم يتطرقا للرؤية المقدمة من حكومة صنعاء التي قدمت بنوداً للحل الشامل، وأن جائحة كورونا تحتاج إلى رفع الحصار البري والبحري والجوي وتسليم المرتبات، مُشيراً إلى أن البيان فيه حلب للنظام السعودي ومجاملة مكشوفة، مبنية على العبثية والنفاق ويأخذ في الاعتبار الجانب الاقتصادي لتلك الدول والنظامين السعودي والأمريكي.
وَأَضَـافَ المستشار السياسي بقوله: “كيف نرحب بهذا الإعلان وهذا البيان وغارات العدوان مستمرة بتصعيد غير مسبوق، وهذا دليل على المخادعة وانتهاز الفرص لتحقيق المكاسب السياسية والعسكرية، ولولا قناعة الطرف الوطني لكانت هناك كوارث باهظة يتحملها شعبنا، فيما المجتمع الدولي لم يحقّق أي تقدم في القضية الفلسطينية منذ عام 1948م إلى الآن، ويعمل لصالح الكيان الصهيوني، فماذا نتوقع منه غير العمل لخدمة النظام الأمريكي؟!”.
وأكّـد حجر أن شعبنا اليمني واثق في خطواته للدفاع عن وطنه ومكتسباته وسيادته وحريته واستقلاله، ولا يعوّل يوماً من الأيّام على مجلس الأمن أَو المجتمع الدولي المتواطئ مع دول العدوان أمام مختلف الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في اليمن، بل يعوّل على الله وعلى حكمة قيادته السياسية والثورية وتنامي القدرات العسكرية وَالصناعات الحربية، وثبات واستبسال جيشنا ولجاننا الشعبيّة، وصمود وإسناد القبائل اليمنية المستمرة برفد الجبهات بقوافل الرجال والمال.