عضو السياسي الأعلى محمد النعيمي: الشهيد الصمّــاد قائد استثنائي واستشهاده خسارة استثنائية
قال إنه كان يواصل العمل أحياناً بلا نوم لثلاثة أَيَّـام متتالية:
المسيرة: متابعات
أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى الأُستاذ محمد صالح النعيمي، أن أهداف العدوان من اغتيال الرئيس الشهيد الصمَّــاد فشلت؛ لأن أصالة الشعب اليمني وتراكم تاريخه الحضاري ومنهج المسيرة القرآنية، هو مرتكز التغيير والذي لا يعتمد على شخص واحد أَو أشخاص.
وقال النعيمي في حوار مع صحيفة “الثورة”: إن القيم الحضارية والتاريخية للشعب اليمني تستنهض روح مقاومة أي عدوان خارجي يهدّد السيادة الوطنية والأراضي اليمنية، والتاريخ مليء بالدروس والعظات التي تشهد على ذلك، متطرقاً إلى كثير من السمات التي جعلت من الصمَّــاد قائداً استثنائياً ونموذجاً ملهماً لليمنيين لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي أرادها الشهيد الصمَّــاد وكل المخلصين الأحرار من أبناء الشعب اليمني.
وَأَضَـافَ النعيمي أن خبر استشهاد الرئيس الصمَّــاد كان فاجعة تمثل البعد النفسي والمعنوي والوطني لمرحلة العدوان والحصار ونتائجه الكارثية على اليمن واليمنيين ووجوب الدفاع عنه أرضاً وإنساناً، كمرحلة مفصلية ومصيرية في تاريخ اليمن الحديث، إضافة إلى موقعه السياسي في رئاسة الدولة وما تمثله من رمزية للدولة اليمنية وسيادتها وعزة وكرامة الشعب اليمني، كُـلُّ هذه المثل والقيم ترتبط بحجم الفاجعة وثقلها علينا وعلى الشعب اليمني، مُشيراً إلى أنه حزن عليه خصومه قبل محبيه بما في ذلك من هم في صفوف العدوان، وكل زملائه في المجلس السياسي يدركون مدى خسارته بالرغم من الخسائر اليومية لعشرات الشهداء العظماء، إلا أن استشهاد الرئيس الصمَّــاد مثّل خسارة استثنائية وفاجعة استثنائية.
وحول إخلاصه وتفانيه في العمل، قال النعيمي: إن الشهيد الرئيس الصمَّــاد كان يعمل على مدار اليوم، حيث تميّز بشمائل من الصفات والمواقف لا يستطيع المرء حصرها ومنها، تميّزه بحفظه القرآن، ومنهج المسيرة وملازم القائد حسين بدرالدين الحوثي، إضافة إلى صلته الوثيقة بقائد الثورة والتزامه بالمسارات والتوجيهات التي يحدّدها للتنفيذ، وبهذه الركائز تكوّنت ثقافة الرئيس الشهيد قرآنياً، وكانت الرؤية لديه واضحة في أولويات مهامه كرئيس للمجلس السياسي، وهي تتلخص في تعزيز الجبهات العسكرية بمتطلبات احتياجاتها وصمودها، وَبذل جهوداً كبيرة لتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان، حيث قدم كُـلّ ما يستطيع من خدمات للمواطن، وفعّل العمل المؤسّسي، إضافة إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، وعلى ضوء ذلك أعلن شعاره المشهود “يد تحمي ويد تبني”، وكلفنا برئاسة فريق لإعداد الرؤية الوطنية، كما قال لنا: “نحن نريد دولة يمنية حديثة تليق بالشعب اليمني العظيم وتضحياته”.
وأكّـد أن الرئيس الشهيد كان مدركاً للبعد الاستراتيجي لمسار العدوان والحصار، وكان يعمل ليل نهار لإعداد وتوفير متطلبات الصمود والثبات للشعب اليمني ومؤسّساته العسكرية والأمنية واللجان الشعبيّة والمتطوعين من أبناء الشعب اليمني، وفي المقدمة أبناء القبائل اليمنية الأبية، موضحًا أن الشهيد الرئيس كان يعمل على مدار 24 ساعة، وَكان يواصل العملَ بلا نوم أحياناً لثلاثة أَيَّـام متواصلة، وكأنه يسابق الزمن في تحديد مواجهة العدوان وإفشال مخطّطاته، وما نزوله إلى الحديدة إلا في إطار ذلك السياق لمواجهة مخطّط استهداف اجتياح الحديدة.