الرئيس الشهيد الصمَّـاد كان رجلاً عظيماً وأُنموذجاً راقياً يحتذى به وعلاقته بالقبائل كانت بمثابة الأخ بأخيه
شخصيات اجتماعية وقبلية في الرئيس الشهيد الصمَّـاد لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة| أيمن قائد
كان الشهيد الرئيس صالح علي الصمَّـاد، مدرسة متكاملة في العطاء والبذل والاستبسال، وَمثّل نزوله إلى أبناء القبائل لحل النزاعات وإنهاء الثارات نصراً على الأعداء، مع تقديمه الدروس لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق، واهتمامه الدائم بالالتقاء بمشايخ ووجهاء قبائل اليمن لمناقشة التحشيد ورفد الجبهات بالمقاتلين الأبطال.
وبالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية للشهيد الرئيس الصمَّـاد، تواصلت “المسيرة” مع عدد من الشخصيات الاجتماعية والمشايخ في عدد من قبائل طوق صنعاء لمعرفة آرائهم حول الرئيس الشهيد، فكانت هذه الحصيلة:
مجاهد في سبيل الله
يصف الشيخ فضل علي مانع -عضو مجلس الشورى، وشيخ ضمان قبيلة بني حشيش-، الرئيس الشهيد الصمَّـاد بأنه “الرجل المجاهد الصادق”، الذي قدم روحه في سبيل الله ودفاعاً عن هذا الوطن وعن هذا الشعب بكل شجاعة وإقدام حيدري.
ويقول الشيخ مانع: إن الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد أَدَّى مسؤوليته على أكمل وجه بكل أمانة واقتدار، في وقت كانت فيه الجمهورية اليمنية في أحلك الظروف وفي ظل عدوان جائر صهيوأمريكي، وهي أصعب مرحلة عبر تاريخ اليمن استطاع خلال هذه الفترة النهوض باليمنيين أرضاً وإنساناً، وغيّر المعادلة وحول اليمن إلى قوة عظمى استطاعت الصمود وتحقيق الانتصارات في شتى المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية.
وأشَارَ الشيخ فضل، إلى أن الرئيس الشهيد كان كثير التواصل مع الجميع في تلك الفترة؛ مِن أجلِ الإنجازات وآخر التطورات، وتحمله هم الأُمَّــة ومواجهة العدوان، وكان يحث على التحشيد ورفد الجبهات.
ويتذكر الشيخ فضل أحد المواقف التي التقى فيها بالرئيس الشهيد الصمَّـاد قائلاً: “أتذكر موقفاً للشهيد الرئيس في أحد الأيّام العيدية أثناء قيامه بزيارة إلى جبهة جيزان، وعند عودته قام بدعوة جمع من المشايخ، فوجدناه مهتماً بالجانب الجهادي وبالمجاهدين، وحثنا على الحشد والتحشيد إلى الجبهات؛ كون همه وشغله الشاغل الاهتمام بالمجاهدين في الجبهة ونوفر لهم كُـلّ ما يحتاجوه”.
أما عن علاقة الشهيد الرئيس صالح علي الصمَّـاد بأبناء القبائل، فيسرد الشيخ مانع بعضاً مما وجد فيه قائلاً: “كان على تواصل مع كُـلّ فئات المجتمع ومع أبناء القبيلة اليمنية، وعلاقته بهم لها الحظ الأوفر، حيث كانت أكثر لقاءاته بمشايخ القبل وأبناء القبائل موثقة إعلامياً وغير موثقة”، مضيفاً: “كان قد وطد علاقته الدائمة والمستمرة بقبائل اليمن خلال النزول إليهم والالتقاء بهم، وكل بذله الذي بذله سيخلد ذكراه على مر العصور”.
ويواصل الشيخ فضل حديثه قائلاً: لم يترك قبيلة في الهضبة اليمنية أَو في الساحل أَو حتى في البحر إلَّا وتلمس احتياجاتهم وتفقد أوضاعهم، سواء في حال الطيران أَو أي أحداث، وكلها مواقف جعلتنا نسير في توجيهاته واعتباره القدوة، ويكفي ما قاله السيد القائد عنه، مؤكّـداً أن رحيله عزّز فينا روح العمل والبذل والعطاء ونحن على هذا النهج الصمَّـادي “يد تبني ويد تحمي”، مجددين العهد له وكل الشهداء.
خريج مدرسة أهل البيت
أما الشيخ هشام ردمان -أحد مشايخ قبيلة أرحب-، فيؤكّـد أن علاقة الشهيد الرئيس بأبناء القبائل ومشايخهم الشرفاء هي علاقة الأخ بأخيه وليس علاقة رئيس دولة برعيته، ولم يكن يحسب نفسه إلَّا واحداً منهم، فيهتم بأوجاعهم، ويهتم بالبحث وإيجاد الحلول لجميع القضايا بين أبناء القبائل.
ويشير ردمان إلى أن الرئيس الشهيد في تمثيله للمسيرة القرآنية من خلال تحَرّكه الميداني الذي كان طويل المدى في مقارعة الطغاة والظالمين، إضافة إلى آفاقه الواسعة لاحتضان المجتمع واحتوائه بكل مكوناته وطوائفه، موضحًا بقوله: “لا غرابة في ما كان يقوم به الشهيد؛ كونه قد استقى ثقافته من مدرسة آل بيت النبوة”.
أما من جانب تعامله الأخلاقي مع أبناء القبيلة، فيقول الشيخ هشام ردمان: إن الشهيد الرئيس كان يعطي كُـلّ طرف حقّه في حسن التعامل ومنها المكون القبلي، وَكانت خطاه في حلول القضايا أسرع من خطى العدوان في استثمار تلك القضايا واستغلالها في تفريق وشتات الجبهة الداخلية، مُضيفاً: “أنه كان سباقاً متابعاً مهتماً بجميع هموم واحتياجات جميع أبناء القبائل دون تمييز”.
ويؤكّـد الشيخ ردمان أنه ومن منطلق هذا التعامل والاهتمام والعطاء في ظل العدوان والحصار، فإن الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّـاد حيٌّ في قلوبنا وقلب كُـلّ يمني حر شريف مجاهد، وستبقى مسيرته الجهادية مدرسة وقلعة وحصناً وطريقاً لكل الأجيال القادمة.
رجل القبيلة الأول
أما الشيخ راجح سعيد -أحد مشايخ قبيلة همدان- فيقول إن الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد هو رجل القبيلة الأول الذي أحيا فيها العادات الحسنة والأعراف والقيم التي حاول العملاء استهدافها ومحوها من الوجود، مُشيراً إلى الصفات التي تحلّى بها الشهيد، والمناقب الحسنة هي التي جعلت من القبائل سيولاً جارفة في مواجهة العدوان، مؤكّـداً أنه لولا العودة إلى أصالة القبيلة وهُويتها الإيمانية بفرسانها الشجعان لكان الأعداء قد عملوا على طمسها والتمكّن منها وبسط نفوذهم عليها، موضحًا أن الفضل بعد الله يعود إلى جهود الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد واهتماماته بهذا الجانب.
ويضيف الشيخ راجح أن الصمَّـاد رجلاً عظيماً وقد احتوى جميع شرائع المجتمع بلا استثناء، وتعامل معهم بكل حنكة وطيبة وحكمة، لافتاً إلى صعوبة المرحلة التي أتى فيها الشهيد مع وجود العدوان والحصار الخانق وفوضى المخربين.
أما فيما يتعلق بمبادئ الثقافة القرآنية التي وُجدت على الشهيد الصمَّـاد، فيقول الشيخ راجح: “وجدناه كاملاً في صفاته، متحلياً بالأخلاق والتواضع والورع، ومتسلحاً بثقافة عالية ووعي لا يقارن، وفي حديثه آيات الله تتلى مع كُـلّ حدث طارئ في الساحة وثقة بالله عالية تفوق السحاب”.
رجل المرحلة الصعبة
من جهته، يؤكّـد الشيخ حسين عبد الرحيم أن الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد كان نموذجاً راقياً يُحتذى به في كُـلّ المراحل والعصور في تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات والمخاطر، لافتاً إلى بعض مواقف الشهيد وخطواته الربانية في تبني الحق وفي مواجهة الباطل.
ويُشير عبد الرحيم إلى الجم من الصفات التي تحلّى بها الشهيد الرئيس من تواضع واحترام وإحسان وعدل وكرم، إضافة إلى تبنيه للمواقف والقضايا التي ينتابها المظلومية.
أما من جانب اهتمامه بالمجاهدين والجبهات، فيقول الشيخ عبد الرحيم أن الشهيد الرئيس كان يعطي المجاهدين أجل وأعظم اهتماماته من خلال الزيارات الميدانية، ورفع همم أبناء القبائل في التحشيد ورفد الجبهات بالمال والزاد وكل ما يحتاجه المرابطين، مؤكّـداً السير على خطى الرئيس الصمَّـاد واقتفاء أثره في مختلف مستويات الحياة حتى الفوز بوسام النصر أَو تاج الشهادة.