المرتزقة وبئس المصير

 

مرتضى الجرموزي

إنّهم وما يعبُدون ومما يرتزقون حطبُ جهنمَ وبئسَ مصيرُهم وخاتمةُ حياتهم التعيسة والمخزية في دنيهم ودنياهم وآخرتهم.

جموعٌ أتت ارتزاقاً وجحافلُ تاهت وضاعت في سلال المهملات نفايات ليس لها من الوجود شيءٌ يُذكر، وإن بقي لها شيءٌ فرائحة نتنة تنبعث جيفاً يشيب لها الرأس.

في خمسة أعوام حشد العدوُّ العُدّة والعتاد ولفيف الارتزاق من كُـلّ أصقاع الدنيا بماركات مختلفة وجنسيات شتّى، أسودهم أبيضهم أحمرهم وأصفرهم جميعهم في خط الارتزاق التقوا ليس لهم دين يقاتلون؛ مِن أجلِه وليس لهم قضية يدافعون عنها سوء الارتزاق والنفاق والمتاجرة بالبشرية.

وجاءوا بهم إلى مكان سحيق سُمِّيَ فيما مضى بمقبرة الأناضول والغزاة الإنجليز والبرتقال وما جمعه الأعراب وتحالف الأنجاس لن يكون في منأى أَو مأمن ولن يفلت من العقاب، ومصيرهم إلى جنهمَ داخرين بخزي هزائمهم المذلّة في مختلف محاور القتال.

وبئس قرارُ الارتزاق الذي جعلهم حطب جهنم وأكثرهم فاسقون لا دين ولا سبيل يدافعون عنه في حلّهم وترحالهم، فهم أُولئك الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً إلى مرضهم، وفيروساً نتاجه من قبيح أعمالهم.

وباءُ الارتزاق ليس له علاجٌ إلا القتل ودفن الجثث بعيداً من الأحياء السكنية والمدن المأهولة بالسكان، وهو ما نرى الإجراءات جارية على قدم وساق وزناد مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة ورجال الأمن والاستخبارات وشرفاء القبيلة اليمنية الذين يسارعون إلى طمس معالم الارتزاق ومحو آثاره من الساحة اليمنية على طول وعرض محاور القتال وجبهات النزال.

ففي نهم ونجران إلى الجوف وتخوم مأرب والضالع شواهدُ الله حاضرةٌ يُتقن إبداعها قتلاً وتنكيلاً بأعداء الله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه شهيداً التحق بالرفيق الأعلى إلى ملكوت السماء، حلقت روحه الطاهرة إلى الله بروح وريحان وجنة نعيم.

ومنهم من ما يزال مرابطاً في مواقع الرباط أَو القتال أَو جريحاً يحتمل الجراح ويتحدّى الآلام أَو أسيراً وقع في قبضة من لا يرقب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّة، صابراً محتسبَ الأجر والثواب والعون من الله وإلى الله يدعوه بأن يفرغَ عليه الصبرَ والثباتَ والنصرَ على أقزام القوم وأراذل البشرية (المرتزِقة).

ومن آيات الله أن مكنّ الله رجالَ اليمن وأحرارَه من جحافل العدوان وعصابات الارتزاق تنكيلاً بهم وإلحاق الضرر والهزيمة في أوساطهم وبث الروح المنكسرة في صفوفهم التي باتت تتفرق لمُجَـرّد سماع صرخة البراءة في وجه المعتدين التي كانت وستظلُّ صرخة في وجه المستكبرين وأدواتهم في كُـلّ الجغرافيا.

ومن آيات الله أن جعل تحالفَ العدوان وأحذيتهم في السعودية والإمارات والمرتزِقة أحاديثَ العالم ومزّقهم كُـلَّ ممزّق وأصبحت البقرةُ الحلوب سعودية وربيبة إسرائيل إماراتياً ومَن تحالف معهم أدواتٍ أكانوا أحذيةً أَو أذناب وأذيال الصهاينة والأمريكان محلَّ سخرية واستهزاء وكل الأمم والشعوب تحتقرهم وتُشمت بهم في كُـلّ مكان، وافتضح أمر ضعفهم وهشاشة قوتهم وكرتونية جيوشهم وشتات أوهام تحالفهم السخيفة.

وما مرتزِقةُ الداخل عنهم ببعيد، فهم أُولئك النفرُ والجمعُ الذي بايع الشيطانَ في نجدٍ وواشنطن واحتواه الذل والصغار وأصبح مطروداً من أرضه ودياره ومحرَّماً عليه العودة ما لبث أن ظل في موقف العبد المرتزِق والأجير التائه في دهاليز الخيانة العظمى، وبئس مصيرهم منبوذين داخل وخارج وطنهم، مشتتين في دويلات العالم حسب المعتقد والهُوية الزائفة وحقيقة العمالة، مهرولين إلى أسيادٍ هم في الأَسَاس أحذية لليهود والنصارى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com