تأملاتٌ على طريق “السادسة”!
سند الصيادي
حينما نعاود التأمل في طريقة ومسار تعامل قيادتنا الثورية والسياسية مع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن خلال الخمسة الأعوام الماضية، يعترينا الفخرُ والشعور بأهميّة هذا النهج عُمُـومًا كضرورة لقيادة اليمن على كافة المسارات في حاضرها ومستقبلها.
وفي ذروة هذا التأمل تتكشف لنا الأسبابُ والدوافع الحقيقية التي قادت الأعداء التاريخيين للبلد مع أعداء الإرادَة الإنسانية وَتطلعات الشعوب إلى تشكيل تحالف كوني لوأد هذا المشروع في مهده، بدوافعَ قد تتجاوز استهدافنا الذاتي كمشروع خارج السيطرة، بل بمخاوفَ من أن يصبح هذا المشروع نمطا مسافرا عابرا للحدود، يصدر هذا البضاعة غير المرغوبة لديهم إلى كُـلّ شعوب المنطقة والعالم، فيصادر هيمنتهم الاقتصادية والعسكرية والسياسية عليها، بعد أن يقلِّصَ تأثيراتهم الفكرية والثقافية وَالنفسية على الإنسان من داخله؛ باعتبَار ذلك مفاتيحَ السطو على كُـلّ ما سبق.
لو قدر لمراكز دراسات متخصصة وَ”محايدة” أن تُخضِعَ هذه المرحلة وأطرافها لدراسات شاملة بمنهجية تحليلية ترتكز على المقارنة وَالقياس وَالملاحظة من كافة الجهات المرتبطة بمعادلة الصراع، عسكريًّا، سياسيًّا، إعلامياً، اقتصادياً، اجتماعياً،… إلخ، لتكشف لنا حجمُ التخبط وَالإرباك في أداء العدوّ بإمْكَاناته الضخمة مقابل الأداء الداخلي المستقر والمدروس والمتناغم والمتصاعد بصفرية إمْكَاناته وَعزلته، وَلوصلت إلى نتائجَ قد تعيد رسم استراتيجيات الحروب المتبعة، يبنى عليها رهانات المتصارعين نحو تحقيق الانتصار.
تضيق المساحة أمام توصيف كُـلّ مسار وكيف كان تعاطي القيادة مع متطلباته وتحدياته الهائلة من منغصات وَظروف وَإمْكَانيات مادية وغيرها، لكن النتائج الملموسة التي ترتب عليها هذا التعاطي واضحةً أمام الجميع، خالفت التوقعات، وَالنتائج المعتادة في الحروب.
ولكم في مقارنة أُخرى مختلفة، أن تمايزوا مع الأخذ بالاعتبار فرص المقارن به حتى يكون الانصاف غير مجافٍ، بين يمن ما قبل العاصفة، ويمن الحرب وَالعدوان الذي يقع خارج دائرة التركيع، على المستوى العسكري والأمني وَالإداري وَالسياسي وَالاجتماعي وحتى الرؤية الاستراتيجية للمؤسّسات، وما يندرج تحت كُـلّ ما سبق من مشاكل وَأزمات وظواهر وَاختلالات.
وختاماً تساءلوا معي بنظرة ثاقبة غير معتلة: كيف سيكون حالنا بعد النصر، بعد أن ينقطع نزف الجبهات العظيم وما رافقه من ظروف العزلة والحصار.. ويتحول الجهد كله إلى جبهات البناء الداخلي لمفهوم ومقومات الدولة؟.
وَالإجَابَة لا تحتاج إلى تنبؤات.