الرؤيةُ الوطنية للحل الشامل بوابةُ انفراج لمعاناة المحافظات المحتلّة
طارق مصطفى سلام*
من منطلق القوة والتفوق العسكري وبالتزامن مع نشوة الانتصارات المتتالية التي يحقّقُها الجيشُ واللجان الشعبيّة بفضل من الله، يؤكّـد المجلسُ السياسيُّ الأعلى مبادراتِه السابقة للسلام، وهذه المرة رؤية وطنية شاملة تنص على وقف شامل للحرب وإنهاء كامل للحصار، تضمنُ سلامةَ اليمن ووَحدتَه واستقلالَه وتؤسِّسُ لمرحلة انتقالية جديدة يخطط مسارَها حوارٌ سياسي يجمع كُـلّ الأطياف السياسية.
ولأن ما تضمنته وثيقةُ هذه الرؤية يلبِّي تطلعاتِ أبناء الشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته وينهي مأساةً أوجعت معظمَ السكان فقد لاقت ترحيباً وتأييداً واسعَين.. من ذلك التأييد الواسع للسلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة..
فقد وجدت السلطاتُ المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة في هذه الرؤية الآليةَ الصائبةَ في إنهاءِ المأساة التي أنتجها الاحتلال وما يزال في تلك المحافظات، وهي المخرج لحالات الاقتتال والصراع القائم بين أبناء هذه المحافظات والسبيل لاستعادة السكينة العامة في مدن السلام.
إن تأييدَ السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية الرؤيةَ الوطنيةَ الشاملة لإنهاء الحرب؛ لأَنَّها ضمنت علاقةً طيبةً مع دول الجوار، بناءً على الاحترام المتبادل.
وتعتبرُ السلطاتُ المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة هذه الرؤيةَ فرصةً للجميع؛ كون إيقاف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل عن اليمن، يثبتُ حُسنَ النوايا ويقرِّبُ وجهات النظر، وبالتالي يسهل الوصولَ إلى حَـلٍّ سياسي.
إن تأييدَ السلطاتِ المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة للرؤية الوطنية نابعٌ من تأكيد وثيقتها على الحلول المنصفة لكل اليمنيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم وبإرادَة مستقلة…
ثم إنها تمحورت حول وقفٍ شامل للحرب ووقف إطلاق النار في كُـلّ الجبهات وإنهاء الوجود الأجنبي في جميع أراضي الجمهورية..
في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، يعاني المواطن من ظروفٍ معيشية صعبة، وهو الوضع ذاته في كُـلّ البلاد كنتاج لاستمرار الحرب..؛ لذا فَإنَّ تنفيذَ الرؤية الوطنية الشاملة لإيقاف الحرب سيمثل انفراجاً للسكان بالتوجّـه الصادق نحو السلام المشرف ووضع حَــدّ لأكبر أزمة إنسانية في العالم، وهو ما يتوق إليه أبناءُ المحافظات المحتلّة وأبناءُ اليمن عامة.
إن المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة تعيشُ اليومَ حالةً من الاضطراب والانفلات الأمني والاغتيالات وإقلاق السكينة العامة وغير ذلك مما يربك الحياة وعليه فَإنَّ هذه المبادرة راعت إنهاءَ كُـلّ هذه المظاهر باستعادة الدولة وسيادتها..
في المحافظات الجنوبية والشرقية، أفرز المحتلُّ ظاهرةَ السجون والمعتقلات السرية، فضلاً عن تجنيد الآلاف من أبناء هذه المحافظات منهم مَن وقع في الأسر أثناء دفاعه عن الحد الجنوبي للمملكة أَو في جبهات الساحل الغربي وغير ذلك.. وبتنفيذ الرؤية الوطنية سيتم الإفراجُ عن كافة الاسرى والمعتقلين وكشف المفقودين.
لقد عمل الاحتلالُ في المحافظات الجنوبية والشرقية على شرخ النسيج الاجتماعي وإرباك الحياة ونهب الثروات وانتهاك السيادة وغير ذلك.. وهو ما راعته الوثيقةُ بتضمينها شرط إنهاء مظاهر الاحتلال وإنهاء التواجد الأجنبي في الجزر والموانئ.
وفي المحافظات الجنوبية والشرقية، عمل المحتلُّ على إنهاك الاقتصاد لعدة عواملَ أبرزها طباعة العملة غير القانونية، الأمر الذي انعكس على معيشة المواطن..؛ لذا فَإنَّ الرؤية الوطنية تضمنت اتِّخاذ التدابير اللازمة لتعزيز عملية تنسيق السياسة النقدية على المستوى الوطني..
كُلُّ تلك الانفراجاتِ المأمولة والمرتبطة بتنفيذ هذه الرؤية الوطنية حتّمت على السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية مباركتَها وتأييدَها ومطالبةَ الأمم المتحدة بالسعي الجاد لتنفيذِها على وجه السرعة.
* محافظ محافظة عدن