هل هلالُك.. رمضانُ يجمعُنا بطاعة الله أم على مفاسد
إكرام المحاقري
مع تلك الموسيقى الروحانية تستقبل الكثير من القنوات الفضائية شهر رمضان الفضيل والمبارك، ومن خلالها يتم عرض إعلانات للمسلسلات والبرامج الرمضانية المسخرة لتمدد الفكر الصهيوني في أوساط المجتمعات المسلمة بطريقة ذات كينونة دينية، وَ”قريباً في شهر رمضان” لكم موعد مع الفساد والمجون والضلال.
وفي محطة سكة قطار المشروع الصهيوني المستهدف للهُوية الإيمانية، وقفت تلك القنوات مع هذا الشهر الفضيل الذي هو شهر لله وقفة جندي مخلص للشياطين التي تُصفّد في ذلك الشهر، كهدية ربانية ومحطة توعوية للرجعة إلى الله تعالى والتفكر في القرآن الكريم، حيث وهذا الشهر هو شهر أُنزل فيه القرآن، كذلك الإدراك والبصيرة للغاية الوحيدة من الصيام (لعلكم تتقون).
لكن هذه القنوات حالت بين الحق والباطل، وباسم الدين نفثت السموم في أوساط المجتمعات المسلمة، مستغلةً الضلال والتيه والضياع التي وصلت له هذه المجتمعات؛ نتيجةَ التدجين الثقافي المزمن الذي قدم الدين بعيدًا عن الرؤية القرآنية التي سألت الإنسان عن سمعه وبصره وكل نعمه أنعم الله عليه بها لا سِـيَّـما نعمة القرآن الكريم.
ليس من العام 2020م بدأت هذه الخطوات الشيطانية؛ كون هذا العام في نظر العالم هو عام التطور التكنولوجي والتحضر المجتمعي ونقلة نوعية لمن لا يحملون فكر العولمة وما إلى ذلك، بل إنها منذ الأزل، والكثير سقط في هذه الحفرة التي حفرتها قنوات الـ “mbc” بجميع أرقامها، كذلك قناتا “السعيدة ويمن شباب” اليمنيتان، واللتان لهما طابع تدجيني خاص، حيث يقدّمان مسلسلات يمنية منفتحة ومتحضرة باعتقادهم، وهي لا تقل دماثة عن المسلسلات الهندية والتركية والمصرية الرمضانية، وباسم الدين منها ما عرض العام الماضي وسيعرض هذا العام في جزئه الثاني كـ”غربة البن”.
الكثير لا يسأل نفسه لماذا يتم عرض المسلسلات الجديدة في شهر رمضان؟! ولماذا لا يتم تصويرها وإنتاجها إلا لشهر رمضان لا لغيره من الشهور؟!، وهل هو حبّ في هذا الشهر أم طعن في منهجيته الروحانية التي دعت المسلمين للعودة إلى دينهم وقرآنهم وتزكية أنفسهم؟!
أعداء الدين لهم توجّـه خاص بهم حتى في شهر رمضان، غايتهم إبعاد الأُمَّــة عن الدين لو كلفهم ثمن ذلك غالياً، وهذا ما التمسناه من دبلجة المسلسلات الهندية والتركية لعرضها في هذا الشهر والكثير من الخطوات الشيطانية الشاذة.
قد نقول تمكّنت القوى الشيطانية حتى من شهر الله، وقد نعول على من ما زال لديهم وعي وبصيرة وذمة لإنقاذ هذا الشهر الفضيل وكل الخير الذي يأتي منه وفيه، بالتوعية والتحذير من سموم هذه القنوات ولنكتفي بمشاهدة المسلسلات اليمنية ذات العفة والحياء والدين والالتزام والاستقامة والحضارة والتراث اليمني الأصيل لا غيره، كذلك نفس الشيء بالنسبة للمسلسلات الغير يمنية، التي تعزّز في قلوبنا الثقافة القرآنية الأصيلة.
فلنتقِ الله في هذا الشهر العظيم، ولنقابل كُـلّ ما تقوم هذه القنوات بالترويج له بالوعي والحكمة، حتى لا نكسب من الصيام غير الجوع والعطش، وحتى لا نكون فريسة سهلة ولقمة سائغة للمشروع الصهيوني، خَاصَّة ونحن اليوم في زمن الوعي والبصيرة زمن كُشف فيه الستار عن خطورة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، حتى وإن كان منفذوه أصحاب لحى طويلة وأثواب قصيرة وسواك وعقال.
نعم: رمضان يجمعنا لكن.. على طاعة الله وليس على اتباع خطوات الشيطان وأهواء النفس، والعاقبة للمتقين.