واقعُ اليوم إلى أين؟
عبدالسلام عبدالله الطالبي *
تكالُبٌ غريبٌ لأحلاف الشر والاستكبار، وتجاوُزٌ للحقوق وانتهاكٌ للحُرمة والإنسانية، ومؤامراتٌ تستهدفُ الإنسانَ والمقدساتِ، وحكوماتٌ تُظهِرُ الإيمانَ وتُبطِنُ الكفرَ، نجدُها تسارعُ فيهم حتى لا تصيبَها دائرةٌ، متجاهرةً بالتطبيع مع اليهود والنصارى.
ونفاقٌ صريحٌ لا يخشى اللومَ وما يهمُّ أصحابَه سوى الحصول على المادة، وسعيٌ حثيثٌ للعالم المنافق لإطفاء أنوار الهداية، ومحاولةٌ لتكميم أفواه الأحرار الصادعة بالحق هنا وهناك، وترهيبٌ وترغيبٌ لم يشهد له سابقة في الأزمنة الماضية لغرض كسب الولاء والشراء للذمم.
نعم، هذا هو ما يشهدُه واقعُ اليوم في الوسط البشري المتجه نحو المادة للوصول إلى حياة منفصلة جملةً وتفصيلاً عن كُـلّ ما له ارتباط بالقيم والإنسانية، بقيادة الشيطان الأكبر أمريكا، تفشت هذه الصفات وصارت أغلبُ الدول للأسف تتسابق على تطبيقها وتعميمها في الوسط المجتمعي، فلم يعد للعرب المتوافقين مع هذا المنحى إلا الاسم بعد ما تجرّدوا عن عروبتهم وأصالتهم، ومدوا أياديهم إلى اليهود والنصارى، وقبلوا لأنفسهم بأن يتجردوا عن المبادئ الدينية التي يفرضها عليهم ديننا الحنيف، ليتحوّلوا إلى عبيد لخدمة أهوائهم وملذاتهم متجاهرين بالمعاصي غير آبهين.
ولأن اللهَ سبحانَه وتعالى لا يرضى لعباده الظلم، ويمهل ولا يهمل، ورحمة منه جلَّ وعلا لمن ظُلموا من عباده المستضعفين على أيدى المستكبرين والطغاة، ها هي إرادته تتجلّى وتتولى الأخذ من الظالمين، ليأتيَ فيروس صغير لا يكاد يُرى بالعين المُجَـرّدة، ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر وقادر على سلبهم حتى الحركة، ليختص برحمته من يشاء من هذا الوباء.
حربٌ من نوع آخر يقودُها اللهُ ضد المستكبرين، تستحق أن نقف لها وقفة تأمل.
اقتصاد ينهار، وساحر لم يجده سحره نفعاً، فأصبح عاجزاً ومنهاراً، ومتغيرات متسارعة تتوالى في الليل والنهار، وسبحانَك يا الله من قوي وعزيز عليك سهل الأخذ من الظالمين والأشرار.
(كُلَمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ)..
والعاقبة والحفظ والرعاية والأمن للمتقين القائمين لحدود الله.
* رئيس مؤسّسة الشهداء